دعا مجلس الأمن بالإجماع إلى تمكين مسؤولين من الأمم المتحدة ومسؤولين آخرين من مراقبة عمليات الإجلاء من آخر جيب كانت تسيطر عليه فصائل مسلحة معارضة للحكومة السورية في شرق مدينة حلب وسلامة المدنيين الذين بقوا هناك.
ونجح المجلس الذي يضم 15 عضوا في تخطي الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة بين أعضائه وتبني مشروع قرار أعدته فرنسا ويدعو مسؤولي الأمم المتحدة وغيرهم "لمراقبة عمليات الإجلاء بطريقة مناسبة وحيادية والإشراف المباشر عليها". وأجلي آلاف الأشخاص من شرق حلب أمس.
وأملت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامنتا باور ان يردع وجود المراقبين ارتكاب جرائم ضد المدنيين لدى مغادرتهم حلب أو ضد من يختارون البقاء في المدينة. وأشارت إلى أن لدى الأمم المتحدة 113 مراقباً جاهزاً لبدء مهمتهم إلى جانب مسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مشيرة إلى أن قرار الأمم المتحدة "سيبقى مجرد قطعة ورق إذا لم ينفذ".
وقال المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين إن موسكو كانت تنوي استخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع القرار الفرنسي الأصلي بسبب مخاوف من إرسال مراقبين دوليين غير مستعدين لـ"أطلال شرق حلب".
وطلبت روسيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون توفير الأمن للمراقبين الدوليين ليدخلوا شرق حلب "بالتنسيق" مع الأطراف المعنيين في إشارة إلى الحكومة السورية. ووافق المجلس على أن تتم هذه الترتيبات "بالتشاور" مع الأطراف المعنيين.
وأفاد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري إن "آخر الإرهابيين" في بعض المناطق في حلب يخلون معاقلهم وحلب "هذا المساء" ستكون نظيفة.
موعد للمفاوضات على صعيد آخر، اعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا ان المنظمة الدولية ستدعو الاطراف السوريين الى مفاوضات في 8 شباط في جنيف.
معاودة الإجلاء من حلب والفوعة وكفريا لقاء روسي - تركي - إيراني في موسكو اليوم
تجدّدت عملية إجلاء الآلاف من آخر جيب يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شرق حلب السورية بعد تعطلها أياماً، بالتزامن مع عمليات إجلاء من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة في محافظة إدلب المجاورة.
أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن أرتالاً من الأوتوبيسات انطلقت من جيب في شرق حلب خاضع لسيطرة المعارضة وصلت إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في الريف غرب المدينة. وفي الوقت عينه قالت المصادر إن عشرة اوتوبيسات غادرت الفوعة وكفريا الشيعيتين في شمال إدلب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب. وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن 20 ألف مدني خرجوا من حلب بينهم 4500 منذ منتصف ليل الأحد. وكان إجلاء المدنيين بمن فيهم الجرحى من الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة السورية منذ سنوات من شروط سماح الجيش بإجلاء ألوف المقاتلين والمدنيين المحاصرين في حلب. وتسببت الأزمة بتعليق عمليات الإجلاء من شرق حلب يومي الجمعة والسبت. وعرض التلفزيون السوري ومحطات تلفزيونية موالية لدمشق مشاهد لوصول أوتوبيسات أربعة أولى وعدد من الشاحنات كان بعض الناس يجلسون على سطوحها إلى حلب من الفوعة وكفريا. وفي إدلب قال موظفو إغاثة إن أكثر من 60 اوتوبيساً وصلت من حلب. واستضاف الأقارب أو السكان بعض من أُجلوا، فيما يمكن إيواء الآخرين في خيام.
أمطار وبرد وأظهرت صور التقطت لمن أُجلوا من حلب مجموعات كبيرة من الناس يقفون أو يسيرون ببطء حاملين أغراضهم أو يكدسونها فوق الشاحنات قبل التحرك نحو وجهات أخرى. وكان الأطفال المتدثرون بملابس شتوية ثقيلة لاتقاء البرد يحملون حقائب ظهر صغيرة أو يلعبون مع القطط الصغيرة، فيما جلس رجل كبير السن مرتدياً عباءة عربية تقليدية وعقالاً وهو يحمل في يده عصاه.
والأحد هاجم مسلحون بعض الاوتوبيسات التي أرسلت إلى الفوعة وكفريا وأحرقوها وهم يكبرون ويلوحون بأسلحتهم أمام المركبات المحترقة كما ظهر في صور نشرت على الانترنت.
وهددت هذه الواقعة بإخراج عملية الإجلاء عن مسارها. وبدأت العملية بعد مفاوضات مكثفة بين روسيا، المؤيد الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم بعض الجماعات المعارضة.
وسيلتقي وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا لإجراء محادثات في موسكو اليوم في شأن سبل إعطاء دفع جديد للتوصل إلى حل في حلب. وقال مسؤول من وزارة الخارجية التركية: "ليس اجتماعا سيجترح بمعجزات لكنه سيعطي كل الأطراف فرصة للاستماع بعضهم الى البعض". ويتعلق الأمر بمصير ألوف العالقين في آخر معاقل المعارضة في حلب بعد تقدم مفاجئ للجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه وتحت قصف مكثف سحق قطاعات كبيرة من المدينة.
"إنهم فقط يريدون الفرار" وكان هؤلاء ينتظرون فرصة لمغادرة حلب منذ التوصل إلى اتفاق وقف النار واتفاق الإجلاء في وقت متقدم الثلثاء الماضي، لكنهم واجهوا صعوبات بسبب أحداث عرقلت الإجلاء. والطقس في حلب ماطر وشديد البرودة وليست ثمة أماكن إيواء أو خدمات تذكر في القطاع الصغير الذي تسيطر عليه المعارضة. وفي ميدان بحي السكري في حلب، أعطى المنظمون كل أسرة رقماً يسمح لها بركوب الاوتوبيسات. وقال صلاح العطار وهو مدرس سابق جاء مع أطفاله الخمسة وزوجته وأمه: "الجميع ينتظرون الإجلاء. إنهم فقط يريدون الفرار".
وإلى الشرق من حلب، قال المرصد السوري إن "قوات سوريا الديموقراطية"، وهي تحالف لجماعات معارضة مسلحة تدعمها الولايات المتحدة ومنها "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية، انتزعت السيطرة على قرى عدة من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الرقة.
|