التاريخ: كانون الأول ١٩, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
الخرطوم تراهن على «فطنة» السودانيين لتجاهل دعوة إلى عصيان مدني اليوم
الخرطوم - النور أحمد النور 
أكدت الخرطوم أن إسقاط نظام الرئيس عمر البشير «مستحيل»، وراهنت على «فطنة الشعب» لمناهضة دعوة ناشطين إلى عصيان مدني اليوم، ودعت إلى تفويت الفرصة على من يسعون إلى تخريب البلاد وتمزيقها. وتوحد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى عصيان مدني اليوم، تزامناً مع مرور 61 سنة على إعلان استقلال البلاد من داخل البرلمان في العام 1955.

يأتي ذلك بعدما شهدت الخرطوم في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي استجابة جزئية لدعوات عصيان، فيما أيدت قوى معارضة مدنية ومسلحة التحرك وطالبت أنصارها بمساندته. ونظم «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم حملة سياسية وإعلامية لإفشال العصيان، واعتبره دعوة إلى زعزعة استقرار البلاد، وحشد أنصاره ووزع ملصقات في الطرق والأماكن العامة تحذر من الاستجابة للعصيان.

وفي المقابل، نشط معارضون للحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة المواطنين إلى عدم الخروج من منازلهم اليوم لتوجيه رسالة إلى الحكومة بفشل سياساتها الاقتصادية وتحميل الشعب مسؤولية أخطاء النظام الحاكم.

وراهن وزير الموارد المائية معتز موسى على فطنة الشعب السوداني لمناهضة العصيان المدني وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تفتيت البلاد. واعترف في الوقت ذاته بأن قرارات زيادة أسعار السلع رتبت واقعاً صعباً على الشعب، لكنّه أكّد أن إقرارها كان ضرورياً لإصلاح الوضع الاقتصادي.

وقال معتز خلال ندوة سياسية أمس، إن إسقاط نظام البشير مستحيل، ورأى أن من خطط لتمزيق سورية والعراق وإحباط «الربيع العربي» لن ينسى السودان.

ودعا إلى تفويت الفرصة على من يخططون لجعل البلاد مثل العراق وسورية التي صار أهلها لاجئون، ومن يريدون إشاعة الفوضى لتصير البلاد مثل ليبيا.

وكانت الحكومة السودانية انتقدت نصائح أميركيه بضبط النفس إزاء دعوات العصيان المدني في السودان، وقالت إنها لن تتهاون مع أي تهديدات تمس الأمن القومي للبلاد وفقاً للقانون ومقتضيات العدالة.

وكان الرئيس عمر البشير توعد دعاة العصيان المدني خلال خطاب جماهيري في شرق السودان الأسبوع الماضي، قائلاً إن الحكومة لا يمكن إسقطاها بـ «الواتسآب»، وأشار إلى أنه لن يسلم البلاد للناشطين الذين يعارضونه من خلف «الكيبوردات».

جنوب السودان

على صعيد آخر، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن زعماء جنوب السودان يتحملون مسؤولية خيانة ثقة الشعب وإدخال البلاد في نفق الخراب والبؤس.

وأشار بان كي مون إلى أن الرئيس سلفاكير ميارديت اتّبع استراتيجية على أساس عرقي لقمع المعارضة وتكميم وسائل الإعلام واستبعاد العناصر الفاعلة في عملية السلام.

وفي مقال نشرته صحف عالمية، رأى بان كي مون «إن القتال انتشر الآن في جميع أنحاء البلاد»، لافتاً إلى أن قادة الدولة الوليدة بما في ذلك زعيم المتمردين رياك مشار وغيره من المعارضة المسلحة، تكثف الصراع وتستغل النزعة العرقية لتحقيق مكاسب سياسية.

وأكد تدهور النسيج الاجتماعي في البلاد وتخريب الاقتصاد وتشريد الملايين من منازلهم، وزاد: «اليوم هنالك أكثر من 6 ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون إلى المساعدات لإنقاذ حياتهم مع تزايد العدد وتزايد حدة الصراع».

وانتقد بان ما وصفه بالقيود التي تفرضها حكومة جوبا على بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونيمس) والمنظمات الإنسانية الأخرى، منوهاً بأن مخاطر الفظائع الجماعية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية محتملة الحدوث.

وحض الأمين العام المنتهية ولايته مجلس الأمن على فرض حظر أسلحة على البلاد وعقوبات إضافية لتغيير حسابات الأطراف المتحاربة وإجبارها على اختيار طريق السلام.

وتابع إن «الوقت ينفد بينما تجهّز الأطراف المتصارعة نفسها لحلقة أخرى من العنف بعد انتهاء موسم الأمطار. إن مسؤولية إجراء حوار شامل يقع في شكل مباشر على جميع قادة البلاد».