أربيل – باسم فرنسيس دعت قيادة العمليات في نينوى سكان الموصل إلى الاستعداد لمعركة اقتحام المدنية والتزام تعليمات السلامة وأخذ الاحتياطات اللازمة، فيما حذر مسؤول كردي من اندلاع صدامات بين قوات «الحشد الشعبي» والفصائل الموالية لحزب «العمال الكردستاني» من جهة، والقوات التركية المنتشرة قرب الموصل من جهة ثانية.
ومع إجماع المسؤولين العسكريين والسياسيين على قرب انطلاق الهجوم الواسع لانتزاع أهم معاقل «داعش»، وجهت قيادة العمليات بياناً أمس إلى سكان المدينة يطلب منهم «التزام إرشادات وتعليمات السلامة وتجنب تجمعات ومواقع داعش، وعدم النزوح والتزام المساكن، وخزن كميات كافية من مياه الشرب». وحضتهم على «عدم تصديق إشاعات التنظيم أو الترويج لها، ومساندة القوات المحررة، وقيام الشباب بانتفاضة قدر الإمكان أو الإدلاء بالمعلومات والعمل على حماية الممتلكات العامة والخاصة، ومسك الأرض والمناطق المحررة، والاستعداد لمرحلة ما بعد داعش».
وأفاد مصدر محلي أمس أن «التنظيم فجر بئرين نفطيتين في ناحية القيارة، في حقول نجمة التي ما زالت تحت سيطرته»، مشيراً إلى أن «النيران تشتعل في عدد من الآبار التي كان فجرها التنظيم في وقت سابق».
يأتي ذلك، مع نشر وسائل إعلام محلية صوراً تظهر وصول شاحنات تحمل جسوراً عائمة تابعة لوزارة الدفاع إلى الموصل، وذكرت السفارة الأميركية في بغداد أن «المستشارين الأميركيين ناقشوا الشهر الماضي مع العراقيين نصب الجسور، ومواقعها».
إلى ذلك، قال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي إن «داعش، مع اقتراب موعد المعركة، أقدم على حفر شبكة أنفاق داخل المدينة، وحولها بعمق مترين ونصف المتر وعرض ثلاثة أمتار، كما قام بنقل الجدران الأسمنتية إلى جنوب الموصل، حيث ناحية حمام العليل ومنطقة الشورى وقرب ناحية القيارة، في خطوة لتحصين خطوطه الدفاعية».
ولفت إلى أن التنظيم «شدد إجراءاته التعسفية بحق سكان الموصل، ويقوم بعمليات تحرٍ وتفتيش للمنازل وحتى المواد الغذائية، بحثاً عن أجهزة الموبايل أو الإنترنت وأجهزة استقبال البث الفضائي، لعزلهم عن العالم الخارجي».
وأفاد بأن «القوات التركية المنتشرة في معسكر بعشيقة قصفت مساء (السبت)، قرية الفاضلية»، وحذر من أن «الإصرار التركي على الدخول في معركة نينوى ينذر بوقوع مواجهات مع القوات العراقية والحشد الشعبي، والأخطر هو دخول القوات والفصائل الموالية لحزب العمال الكردستاني على خط المواجهة التي تتقن إدارة حرب العصابات بعد أن شكلت تنظيمات وفصائل في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد في نينوى، وذلك عندما ستتقلص المسافة بينهما والبالغة حالياً 100 كلم، كلما تقدمت القوات المهاجمة نحو مركز الموصل». وبالتزامن أعلن الجيش التركي أمس أن «تنظيم داعش نفذ هجوماً على القاعدة التي تتمركز فيها قواته في ناحية بعشيقة».
وفي أربيل جدد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر اقتصادي أمس قوله إن «معركة الموصل في عمومها هي سياسية أكثر من كونها عسكرية ولن تحل كل أزمات المحافظة بمجرد طرد داعش، ما يستوجب إبرام اتفاق بين مكوناتها لمرحلة ما بعد داعش».
|