التاريخ: تشرين الأول ١٠, ٢٠١٦
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
140 قتيلاً في غارات على قاعة عزاء في صنعاء: الحوثيون اتهموا السعودية والتحالف نفى ضلوعه
قتل أكثر من 140 شخصاً وجرح ما لا يقل عن 525 آخرين السبت في صنعاء في غارات جوية نسبت الى التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، واصابت قاعة كانت تقام فيها مراسم عزاء .

وقال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن جايمي ماكغولدريك إن "المجتمع الإنساني مصدوم ومروع بالغارات الجوية التي شنت اليوم واستهدفت قاعة عامة حيث كان يشارك آلاف الأشخاص في مراسم عزاء"، موضحا أن مصدر الحصيلة هو "المعلومات الأولية من العاملين في مجال الصحة". ودعا إلى البدء فورا بتحقيق في هذه المأساة.

واتهم الحوثيون التحالف العربي بالغارات. لكن التحالف نفى مسؤوليته عنها، مؤكدا أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان المأساة وأنه ينبغي النظر في "أسباب أخرى"، لما وصفه الحوثيون بـ"المجزرة".

وسبق للناطق باسم وزارة الصحة تميم الشامي ان صرح لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين بأن "الحصيلة كبيرة جداً"، مشيراً إلى "أكثر من
مئة شهيد وأكثر من 520 جريحاً". وأضاف ان الحصيلة مرشحة للارتفاع مع وجود
"اشلاء متفحمة" في مكان الهجوم لم تعرف هويات اصحابها، الى "عدد كبير من المفقودين".

وكان موقع "سبأ نت" التابع للحوثيين اورد في وقت سابق انه "استشهد وأصيب العشرات من المواطنين جراء استهداف طيران العدوان السعودي الأميركي عصر اليوم مراسم عزاء في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء... التي يقام فيها عزاء والد +وزير الداخلية+ اللواء جلال الرويشان".
ولم يحدد الموقع ما اذا كان الرويشان أو شخصيات اخرى في مراسم العزاء لدى حصول الهجوم.

وكان بين المشاركين مسؤولون في حركة التمرد التي سيطرت على صنعاء قبل أكثر من عامين والذين يستهدفهم التحالف العربي الذي تدخل دعماً للحكومة المعترف بها دولياً.
وتقع القاعة التي استهدفتها الغارات في ساحة السبعين الكبيرة جنوب صنعاء.
وشبّ حريق ضخم في القاعة التي انهارت كما روى سكان.
واخذت فرق الانقاذ تسحب جثثاً متفحمة وتحاول انتشال اخرى من تحت الانقاض.

وقال مصور لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إنه أحصى 20 جثة متفحمة تماماً او ممزقة، وشاهد متطوعين يحاولون اسعاف اشخاص بترت اطرافهم السفلية في انهيار المبنى .
وأفاد شاهد قال إن اسمه مجاهد إن "طائرة اطلقت صاروخاً على القاعة وبعد دقائق قصفت طائرة ثانية الموقع".
واضاف شاهد آخر طلب عدم ذكر اسمه أن "هذه جريمة نكراء في حق البشرية في صنعاء ...جريمة ما بعدها جريمة. النظام السعودي يسفك دماء اليمنيين".
وهرعت سيارات الاسعاف لنقل الضحايا، في حين وجهت المستشفيات نداءات للتبرع بالدم.
وبثت قناة "المسيرة" ان بين القتلى رئيس بلدية صنعاء عبد القادر هلال.

وتحاول الحكومة اليمنية التي اضطرت الى الفرار من البلاد بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، استعادة الاراضي التي خسرتها بدعم من التحالف العربي.
لكن التحالف نفى السبت أي ضلوع له في الغارات الجوية على صنعاء. واكد في بيان انه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان المأساة وانه يجب النظر في "أسباب اخرى".

وعلى رغم نفي التحالف، قال "المجلس السياسي الاعلى" التابع للحوثيين وحلفائهم إن "العمل الاجرامي الذي ارتكبه تحالف العدوان السعودي الأميركي باستهدافه الصالة الكبرى لن يمر من دون رد يشفي صدور اليمنيين إزاء الظلم والطغيان الذي يتعرض له في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي".

واشنطن تراجع تعاونها والسعودية بعد غارة صنعاء

تجمع ألوف من اليمنيين حمل الكثير منهم السلاح أمام مقر الأمم المتحدة في صنعاء أمس للمطالبة بتحقيق دولي في غارات جوية على دار عزاء السبت نسبت الى التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

واستهدفت الغارات التي أسفرت عن مقتل 140 شخصاً وجرح 525 آخرين، "القاعة الكبرى" حيث كانت تقام مراسم عزاء بوالد وزير الداخلية الموالي للحوثيين جلال الرويشان، في ما وصف بأنه "مجزرة" من ضحاياها أمين صنعاء عبد القادر هلال. ونفى التحالف العربي أي دور له في الهجوم الذي يعتقد أنه من الأعنف في الحرب الدائرة منذ 18 شهراً في البلاد والتي أوقعت عشرة آلاف شخص على الأقل.

ودعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين الى مزيد من الهجمات على الحدود السعودية.
كذلك دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الى الرد على ما وصفه بـ"العدوان السعودي".

ونددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالهجوم. كما ندد به الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي قال إن أحد موظفيه كان بين القتلى.

وأصدرت قيادة التحالف العربي بياناً جاء فيه انه "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأميركي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات".

ونفى التحالف مسؤوليته عن الهجوم. وقال في بيان انه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان الحادث، وانه يجب النظر في "أسباب اخرى".
إلا ان هذا النفي لم يحل دون توجيه واشنطن، حليفة الرياض وأبرز مزوديها للاسلحة، انتقادات حادة الى التحالف على خلفية الغارات.

وصرّح الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايسان: "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض ... وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق انخفض الى حد كبير للتحالف الذي تقوده السعودية".