التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
حلف أحزاب السلطة في الجزائر يهتزّ
الجزائر - عاطف قدادرة 
انتقد شهاب صديق المسؤول الكبير في حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» الجزائري، حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم بسبب رفعه «شعاراً فارغاً» وهو شعار «الدولة المدنية» الذي قاده أمينه العام عمار سعداني ضد جنرالات أجهزة الاستخبارات.

وهاجم شهاب صديق، الرجل الثاني في «التجمع الوطني الديموقراطي»، الحزب الحاكم بسبب شعار «الدولة المدنية» الذي رافق الإطاحة بعدد كبير من قادة جهاز الاستخبارات وتقليص صلاحياته في الحياة السياسية.

ورسم صديق أمس، القطيعة بين حزبي السلطة، اللذين اعتمد عليهما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضمن تحالف استمر 10 سنوات وكان يضم إلى جانبهما «حركة مجتمع السلم» الإسلامية.

وتهكم صديق على شعارات الحزب الحاكم، قائلاً إن الأصح رفع شعار «دولة القانون»، فيما يُعرف أن سعداني ظل يردد أن «الحكم الموازي» سقط، «كان عنده (الحكم الموازي) ذراع عسكرية يقودها الجنرال حسان (يقضي عقوبة 5 سنوات في السجن) وذراع حزبية وأخرى إعلامية وحتى شعبية من العناصر القليلة التي كانت تتبعهم، كلهم كانوا يقولون إن النظام الذي وراء الستار لم يسقط، لكن الرئيس (بوتفليقة) الذي صرح بأنه لا يقبل أن يكون ثلاثة أرباع رئيس أسقطه».

وكان لافتاً أن المسؤول في «التجمع الوطني الديموقراطي»، انتقد أيضاً وزير الحزب في الحكومة بختي بلعايب الذي أثار قبل أيـام ملف فساد كبير قال إنه عاجز أمامه.

واعتبر شهاب أن كلام زميله في الحزب «شعبوي لا يمت بصلة لتصرفات رجال الدولة»، ما يشير إلى عمق الخلافات بين الأحزاب الموالية من جهة، وبينها وبين الحكومة التي يدعمونها من جهة أخرى.

وقد يفجّر هذا التصريح واقع المعركة الدائرة بين زعيم حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، أحمد أويحيى ورئيس الحكومة عبد المـــالك سلال، إذ يسود اعتقاد أن بلعايب لم يتحدث قبل أخذ اذن الأخير.


مصالحة بين الإسلاميين ووزيرة التعليم في الجزائر

أفاد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسّوم، بأن وفداً من كبار مشايخ الجمعة التقوا وزيرة التربية الوطنية نورية رمعون بن غبريط، في أعقاب الجدل الذي شغل الحياة السياسية في البلاد، بسبب أخطاء وردت في كتب مدرسية. وقد يخفف اللقاء الضغوط على الوزيرة، بحكم تأثير ومكانة رأي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لدى الرأي العام.

ودعت نورية رمعون بن غبريط، وفداً من جمعية العلماء المسلمين إلى مكتبها في الوزارة، فيما اعتُبرت موافقة الجمعية على اللقاء بمثابة خطوة واضحة نحو طي مرحلة السجال التي ميّزت علاقة الطرفين في الفترة الماضية.

وقال رئيس الجمعية إن «كل ما نفعله إنما هو انسجام مع ما تؤمن به الجمعية من ثوابت وقيم ومبادئ الشعب الجزائري».

ودار النقاش خلال اللقاء حول نقاط عدة أبرزها: «الغموض الذي ساد الإصلاحات والخبراء الذين كانوا وراء هذه الإصلاحات.

وأضاف قسّوم أن الوفد أبرز كثرة الأخطاء في نسيج المنظومة بدءاً من التدريس بالعامية إلى تدريس المواد العلمية بالفرنسية، إضافة إلى الأخطاء التي وردت تباعاً في مختلف الكتب، بخاصة كتاب الجغرافيا (حيث أوردت إحدى الخرائط كلمة إسرائيل بدلاً من فلسطين)، مع تأكيد الجمعية أهمية المواد المتعلقة بالهوية ومطالبة الوزارة بإحقاق الحق في هذا الشأن.

وقال قسّوم إن الوزيرة أبدت استعدادها للتعاون والأخذ بملاحظات الجمعية وغيرها من الهيئات ذات الصلة بالقطاع.

وقادت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حملة كبيرة ضد مناهج التعليم الجديدة والتي تُعرف بإصلاحات «الجيل الثاني»، وتعرضت لتحذير من إدارة موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي حين أثارت على صفحاتها خطأ استبدال كلمة فلسطين بإسرائيل في أحد كتب الجغرافيا المدرسية.

وأكدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن نشرها عبارة: «إنها فلسطين وليست إسرائيل» هو ما جعل إدارة «فايسبوك» تحذرها «لأن ما يُنشر ليس مرغوباً به في سياستها».

وتصدرت «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين»، التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي، على يد الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، حملة الانتقادات ضد «الجيل الثاني» من إصلاحات المنظومة التربوية في الجزائر، حيث رأت أن هذه الإصلاحات تستهدف الهوية الحضارية للشعب الجزائري وتسعى إلى «فرنسة وتغريب» المدرسة والطلاب.

غير أن الخطأ الجديد الذي ورد في كتاب الجغرافيا للسنة الأولى الإعدادية كان «القطرة التي أفاضت الكأس»، حيث وصف رئيس الجمعية ذلك «بالتطبيع التربوي والعلمي مع الكيان الصهيوني».