استمرت المعارك والغارات الروسية والسورية مع انتهاء مدة الهدنة مساء أمس، في وقت أشارت واشنطن إلى احتمال بدء إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة وحديث موسكو عن خروقات للهدنة من قبل المعارضة.
وقال قائد الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي الاثنين في تصريحات تلفزيونية في موسكو إن الهدنة «لا معنى لها»، بعد الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار التي ترتكبها وفقه الفصائل المقاتلة، وعدم تعاون الولايات المتحدة.
وندد الجنرال الروسي بالولايات المتحدة التي لا تملك على حد قوله «وسيلة فعالة للضغط على المعارضة في سورية»، معتبراً أنه «على ضوء عدم احترام المتمردين وقف إطلاق النار، فان التزام قوات الحكومة السورية به من طرف واحد لا معنى له».
وفي هجوم جديد على وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، اتهم قائد هيئة أركان القوات الروسية «الولايات المتحدة والمتمردين الذين تسيطر عليهم والذين يعرف عنهم بالمعارضة المعتدلة، بعدم احترام أي من التعهدات التي نص عليها اتفاق جنيف» الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن. وتتهم روسيا فصائل المعارضة بانتهاك الهدنة «302 مرتين».
وتابع الجنرال الروسي: «الأهم أن المعارضة المعتدلة لم تبق بمنأى عن جبهة النصرة» التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وأعلنت فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة». وقال «إن الطرف الروسي لا يلاحظ على الأرض انفصالاً بين المعارضة وجبهة النصرة، بل يلاحظ تحالفاً وتحضيرات لهجوم مشترك».
وصدرت انتقادات الجيش الروسي في وقت تنتهي الهدنة السارية في سورية منذ أسبوع مساء أمس، وفق مصدر عسكري سوري، من دون أن يتم الإعلان عن تمديدها حتى الآن، بعد يومين هما الأكثر دموية منذ بدء تطبيقها.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يتوقع تسليم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سورية، إلا أنه قال إنه غير متأكد إن كان وقف إطلاق النار سيصمد.
وصرح كيري للصحافيين أثناء لقائه نظيره التونسي خميس الجهيناوي في نيويورك بأن «وقف إطلاق النار كان جيداً جداً الليلة الماضية، والشاحنات تتحرك باتجاه ربما ثمانية مواقع أو أكثر». وقال على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، «دعونا ننتظر».
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس: «أعلن الجيش السوري وقف العمليات القتالية حتى مساء الأحد، إلا أن الروس أعلنوا تمديدها بعد ذلك، ما يعني أنها ستنتهي مساء الاثنين عند الساعة السابعة مساءً (16,00 ت غ)». وأضاف «لا نعلم بعد إذا كان سيتم تمديد العمل بها».
وبدأ سريان الهدنة مساء الاثنين الماضي. وقال ناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رداً على أسئلة صحافيين الاثنين إن «الوضع الحالي غير مرض (...) ومعقد للغاية، لكن العمل يتواصل ووزير خارجيتنا على اتصال دائم مع نظيره» الأميركي.
ويتوقع أن يسيطر الوضع الهش في سورية على نقاشات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الاثنين والمخصصة للهجرة.
ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» منذ مساء 12 الشهر الجاري مقتل 26 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال في مناطق سريان الهدنة، و66 قتيلاً بينهم 21 طفلاً في مناطق سيطرة «داعش».
وقتل عشرة مدنيين بينهم طفلان في قصف مروحي استهدف بلدة في محافظة درعا جنوباً خلال نهاية الاسبوع.
كما استهدفت السبت غارات جوية نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري أحياء حلب الشرقية للمرة الأولى منذ بدء سريان الهدنة، ما أسفر عن مقتل امرأة، وأثار الخشية من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في البلاد مرةً أخرى.
وتصاعدت أعمال العنف على جبهات أخرى بينها الأطراف الشرقية لدمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والفصائل الإسلامية المتواجدة في حي جوبر.
وقال مصدر عسكري في محور جوبر لفرانس برس اليوم إن «الجيش صد هجوماً واسعاً هو الثالث من نوعه لفصائل فيلق الرحمن، وبدأ عملية عسكرية واسعة على تخوم العاصمة باتجاه حي جوبر».
وأفاد سكان في حي العباسيين القريب من الجبهة عن سماع أصوات اشتباكات عنيفة منذ الصباح.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية عطشان بريف حماه الشمالي الشرقي، بينما قصفت طائرات حربية مناطق في قرية أم حارتين، بريف حماة الشمالي الشرقية»، لافتاً إلى «تنفيذ طائرات حربية غارة على مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي فيما فتحت الفصائل الإسلامية نيران قناصتها على مناطق في حي المشارقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، بالتزامن مع إطلاق نار على مناطق في حي بستان القصر، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص على الأقل بجروح. كما استشهد طفل وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف قوات النظام على مناطق في قرية الليرمون بشمال مدينة حلب، بينما تعرضت منطقة القبر الانكليزي قرب بلدة حريتان بريف حلب الشمالي لقصف من قبل قوات النظام، في حين دارت اشتباكات بالأطراف الجنوبية لمدينة حلب بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين».
في الوسط، قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محور منطقة السكري والصوامع بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في قرية عزالدين بريف حمص الشمالي»، لافتاً إلى «أن دفعةً جديدة من المساعدات الإنسانية في طريقها، للدخول إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، استكمالاً لقافلة مساعدات مؤلفة من 10 شاحنات دخلت فجر اليوم (أمس)».
في الجنوب، تواصلت «اشتباكات متفاوتة العنف، بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة، وفيلق الرحمن وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محاور معمل كراش ومؤسسة الكهرباء والكراجات بحي جوبر عند أطراف العاصمة، وسط تجدد قصف قوات النظام على مناطق في محور مؤسسة الكهرباء بالحي»، وفق «المرصد». |