التاريخ: أيلول ١٦, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
أعضاء في الكونغرس يقترحون منطقة آمنة للأقليات
أربيل – باسم فرنسيس 
أجرى نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكن أمس محادثات في أربيل للتنسيق، ركزت على خطة استعادة الموصل، ومرحلة ما بعد طرد «داعش» منها.

ودعا زعيم الكنيسة الكلدانية «الفرقاء السياسيين إلى الحوار للتوصل إلى اتفاق على مستقبل المدينة»، فيما اقترح أعضاء في الكونغرس الأميركي إنشاء منطقة آمنة للأقليات في سهل نينوى.

وكان بلنكن وصل مساء الثلثاء إلى بغداد، على رأس وفد ضم المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك، وعقد مشاورات مع المسؤولين العراقيين، أكد خلالها تقديم بلاده 181 مليون دولار مساعدات إنسانية للنازحين الذين يتوقع وفق تقرير أممي أن تصل أعدادهم إلى نحو مليون شخص، بعد انطلاق العمليات العسكرية.

وفور وصوله عقد بلنكن اجتماعات منفصلة مع رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، والرئيس العراقي فؤاد معصوم ومسؤولين آخرين، ويسعى الوفد الأميركي إلى إنهاء الخلاف القائم بين أربيل وبغداد، على مستقبل نينوى، إذ يرفض الأكراد الإنسحاب من المناطق التي سيطرت عليها قواتهم، كما يطالبون باستحداث محافظات جديدة في سنجار للأقلية الإيزيدية، ومحافظة للمسيحيين والأقليات.

من جهة أخرى، قال بطريرك الكلدان لويس ساكو في بيان أمس، إنه «بحث مع السفير الفرنسي لدى العراق في التطورات وتحرير الموصل وسهل نينوى، وأفق المستقبل، خصوصاً مستقبل المكون المسيحي»، لافتاً إلى أنه «أكد أهمية عقد لقاء شامل بين الفرقاء لتبادل الآراء والتوصل إلى رؤية مشتركة تضمن وحدة الصف قبل عملية تحرير الموصل، وأهمية الحفاظ على حقوق وممتلكات سكانها وبلدات سهل نينوى، والاتفاق على حل مرضٍ للجميع».

وأعلن «التحالف الوطني» أن زعيمه عمار الحكيم أكد خلال لقائه ساكو «ضرورة إشراك كل سكان الموصل في تحرير مدينتهم»، ودعا «القيادات المجتمعية إلى لعب دور في مرحلة ما بعد داعش، من خلال تحقيق السلم الأهلي ومعالجة المشكلات التي يخلفها التنظيم»، وجاء ذلك بعد ساعات من لقاء بلنكن مع الحكيم الذي شدد على ضرورة أن «تؤطر المعركة بموافقة الحكومة لمشاركة أي طرف».

وكان أعضاء جمهوريون وديموقراطيون في الكونغرس الأميركي أعلنوا السبت الماضي نيتهم طرح مشروع قرار يدعو إلى إنشاء منطقة آمنة للأقليات الدينية في سهل نينوى.

وقال رئيس الحزب «الوطني الآشوري» عمانوئيل خوشابا لـ «الحياة» إن «المناطق المتنازع عليها حددت في الدستور الذي يمنح سكانها الحق في تقرير مصيرهم ولكن في إطار وحدة أراضي الدولة العراقية، ونحن نطالب منذ سنوات باستحداث محافظة وتوفير حماية دولية، لأن القوانين الدولية تؤكد ضمانة حقوق الأقليات في حال فشلت السلطات في حمايتها»، وأضاف «لقد تعرضنا لحملات قتل وتهجير، لكن البلاد لا يمكن أن تدار اليوم بلون وطائفة واحدة، لأن سياسة الإقصاء بعيداً من مبدأ الشراكة والتعايش أوصلتنا إلى المرحلة التي نعيشها اليوم»، وعزا مطالب المسيحيين بتوفير حماية دولية إلى «الكارثة التي حصلت بعد انهزام الجيش ما أفقدهم الثقة بعدم تكرار المأساة».