مؤشرات كثيرة تؤكد اقتراب معركة تحرير الموصل (450 كلم شمال بغداد) واستعادتها من «داعش»، خصوصاً أن الاستعدادات تتزامن مع محادثات يجريها نائب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلنكن مع مسؤولين سياسيين وعسكريين عراقيين في بغداد. وألقت طائرات عراقية منشورات تبلغ إلى أهالي الموصل اقتراب «ساعة الصفر».
وبحث بلنكن الذي وصل الى بغداد الليلة قبل الماضية، مع المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش بريت ماكغورك، مع المسؤولين العراقيين في بغداد في شراكة طويلة الأمد مع العراق، بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008، على ما جاء في بيان للسفارة الأميركية في بغداد.
وقال مصدر مطلع أن «المسؤولين الأميركيين بحثا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في التحضيرات لتحرير آخر معاقل داعش في العراق». والتقى الزائران قادة الجيش الأميركي في لمناقشة «زيادة الدعم المستمر للقوات العراقية العاملة» .
وقال بلنكن: «أعلن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إضافية حيوية تزيد قيمتها عن 181 مليون دولار لتلبية الحاجات الإنسانية الملحة للنازحين، والذين سيتأثرون بتحرير الموصل».
وحذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية المقبلة في الموصل يمكن أن تؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص.
وتابع بلنكن أن «التمويل الجديد (..) سيمكن العاملين في المجال الإنساني من تأمين الإمدادات الغذائية الطارئة ومواد الإغاثة الأساسية مسبقاً» وستشمل المساعدات الرعاية الصحية والتعليم وإدارة المخيمات، وهي المجالات التي مثلت ثغرة كبيرة خلال عمليات النزوح التي نجمت عن عملية استعادة الفلوجة.
وأوضح أن القوات العراقية تدعمها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة استعادت 50 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» قبل عامين، مضيفاً أن نحو مليون نازح تمكنوا من العودة إلى منازلهم في المناطق المحررة، «وفي النهاية فإن الانتصار على التنظيم ضروري، لكنه غير كاف لمنح المواطنين الثقة والدعم والخدمات التي يحتاجون إليها للعودة إلى ديارهم».
وزادت واشنطن عديد قواتها فيما يستعد الجيش العراقي لشن هجوم لاستعادة الموصل من قبضة «داعش»، وهي تعتبر معقله الأساسي في العراق، حيث يراوح عدد مسلحيه الموجودين فيها بين 3 آلاف و4 آلاف عنصر.
وفي ختام محادثاته في بغداد، ينتقل بلنكن والوفد المرافق إلى أربيل لإجراء محادثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وعدد من كبار المسؤولين في حكومة الإقليم، تتناول تعزيز الجهود المشتركة لهزيمة «داعش» وتقديم الدعم إلى قوات «البيشمركة».
إلى ذلك، دعت «خلية الإعلام الحربي» أهالي الموصل في بيان إلى الابتعاد عن»تجمعات ومخازن عصابات داعش الإرهابية». ودعت «كل من تورط مع» التنظيم إلى مغادرته على الفور «قبل انطلاق المرحلة الثالثة الحاسمة من عمليات التحرير». وأوضحت أن «طائرات القوة الجوية العراقية ألقت سبعة ملايين منشور تتضمن حقائق الانتصارات». وحضت «جميع المواطنين على التهيؤ الكامل والاستعداد لتلقي التوصيات التي سترسل إليهم بوسائل خاصة تعلن في وقتها».
من جهة أخرى، قال قائد القوة الجوية في القيادة المركزية الأميركية جيفري هاريغيان، إن طائرات التحالف الدولي «دمرت مجمعاً قرب الموصل، كان داعش حوله من تصنيع الأدوية إلى إنتاج أسلحة كيماوية». ووصف الغارة المجمع بأنها «عملية كبيرة خطط لهاة جيداً، واستخدمت فيها مجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة، وأسفرت عن تدمير أكثر من 50 هدفاً».
ونشر «البنتاغون» تسجيلاً مصوراً للغارة، يظهر مجموعة من المباني الكبيرة ذات الأسطح المنبسطة تنفجر وتنهار. |