التاريخ: أيلول ٨, ٢٠١٦
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
كيري ولافروف في جنيف اليوم وموسكو متفائلة باتفاق سوري قريباً
المعارضة تكشف خطتها للانتقال السياسي رحيل الأسد بعد 6 أشهر من مرحلة تفاوض أولى
جنيف - موسى عاصي
اذا تحققت التسريبات ومصدرها الجانب الروسي، فان الاتفاق الاولي مع الاميركيين بات قريباً جداً وقد يعلن خلال الساعات المقبلة بعد اللقاء الثنائي المقرر مبدئياً اليوم لوزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري في جنيف.

ويذهب التفاؤل الروسي الى مرحلة ما بعد الاتفاق مع الاميركيين، إذ تفيد المعلومات الخاصة بـ"النهار" ان موسكو استدعت مجموعة من المعارضين الذين تدعم بعضهم للتشاور في اعادة تشكيل وفد معارضة موحد في مواجهة الوفد الحكومي في مفاوضات قد يعلن موعدها المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا اذا كتب النجاح للقاء كيري - لافروف.

وتقول الاوساط الروسية ان الاتفاق المنشود سيركز فقط على وقف شامل للنار، وادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة والمحتاجة، والتحضير لاعادة اطلاق المفاوضات بين الاطراف السوريين، على أساس وفدين فقط، وفد يضم المعارضة بكل اطيافها ووفد الحكومة السورية. أما بالنسبة الى الخلافات السياسية وخصوصاً على مصير الرئيس السوري بشار الاسد، فقد قرر الطرفان تحييد هذا الموضوع في هذه المرحلة والتركيز فقط على المبادئ العامة التي تؤمن مساراً تفاوضياً سلساَ، خصوصاً ان عهد الادارة الاميركية الحالية يشارف نهايته.

ويبدو ان التفاؤل الروسي لا يجد صدى مماثلاً لدى الجانب الاميركي، فقد أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان حضور كيري الى جنيف غير محسوم بعد، خلافاً لما أعلن في موسكو من ان اللقاء الثنائي سيعقد مساء اليوم ونهار غد. ويرتكز الحذر الاميركي، بحسب اوساط ديبلوماسية في جنيف، على معارضة من المملكة العربية السعودية والهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة في ما يتعلق بالتحضيرات الجارية للحوار، ومعارضة الفصائل المسلحة المعارضة في حلب تعديلات لم يكشف النقاب عنها على الورقة الاميركية المتعلقة بمخرجات الاتفاق مع الروس حول ترتيبات وقف النار، وهي تعديلات ادخلت على الورقة التي قدمها المبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني الاسبوع الماضي الى المعارضة السياسية والفصائل المسلحة.
لكن الاوساط الديبلوماسية رأت انه اذا حسم كيري مسألة حضوره الى جنيف، فإن حظوظ التوصل الى اتفاق ستكون مرتفعة جداً.

تصعيد تركي
وبعد اسبوعين من التوغل التركي البري في شمال سوريا، أبدت موسكو قلقها من أن تؤدي العملية العسكرية التركية الى تعقيد الاوضاع أكثر في سوريا. ولم تمض ساعات على الموقف الروسي حتى اعلنت أنقرة انها قد تتوغل اكثر في الاراضي السورية عقب كلام للرئيس رجب طيب أردوغان عن استعداد أنقرة للتعاون مع الولايات المتحدة لتحرير الرقة السورية من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). 

وفي موقف تركي تصعيدي، قال نائب رئيس الوزراء نور الدين جانيكلي إن القوات المدعومة من تركيا قد تتوغل الى عمق أكبر في سوريا بعدما أمنت شريطاً من الأرض بطول 90 كيلومتراً على الحدود التركية. وأضاف بعد جلسة لمجلس الوزراء إن 110 من مقاتلي "داعش" والمسلحين الأكراد قتلوا منذ أن بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال سوريا.
وفي الحملة التي أطلق عليها "درع الفرات" طردت قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة "داعش" من المنطقة المتاخمة لتركيا.
وأعلن أيضا أن أربعة جنود أتراك قتلوا وان 19 جرحوا منذ بدء العملية في سوريا.

وأكد أن المقاتلين الأكراد السوريين لم ينسحبوا تماماً إلى شرق نهر الفرات، معبرا عن شكوى متكررة من تقدم الجماعة التي تدعمها الولايات المتحدة في شمال سوريا.

المعارضة السورية تكشف خطتها للانتقال السياسي رحيل الأسد بعد 6 أشهر من مرحلة تفاوض أولى

قدمت المعارضة السورية أمس في لندن رؤيتها لحل سياسي في سوريا، تتضمن مرحلة تفاوض من ستة أشهر على أساس بيان جنيف، تليها مرحلة انتقالية من 18 شهراً تشكل خلالها هيئة الحكم الانتقالي من دون الرئيس السوري بشار الاسد.

سبق تقديم الخطة اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم سوريا يعقد في العاصمة البريطانية في حضور نحو 20 دولة ومنظمة. ومن ابرز المشاركين في هذا الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وايطاليا وفرنسا والاتحاد الاوروبي،على ان يلقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري كلمة عبر دائرة فيديو مغلقة.
وتلا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الخطة التي حملت عنوان "الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف 2012" والتي تتضمن ثلاث مراحل.

وعقد اجتماع جنيف - 1 عام 2012 في غياب الاطراف السوريين، وصدر عنه بيان دعا الى تشكيل هيئة انتقالية "تتمتع بكامل الصلاحيات"، في حين عقد مؤتمر وجولة مفاوضات جنيف - 2 عام 2014 في حضور الاطراف السورية من غير ان يحقق أي نتائج.

وأطلقت أواخر كانون الثاني 2016 جولات جديدة من المفاوضات غير المباشرة في رعاية الامم المتحدة في جنيف من غير ان تحقق أي نتائج أيضاً نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الاسد.

واوضح حجاب ان المرحلة الاولى "عبارة عن عملية تفاوضية تمتد ستة أشهر تستند الى بيان جنيف لعام 2012 يلتزم فيها طرفا التفاوض هدنة موقتة"، مشيراً الى ان هذه المرحلة يجب ان تتضمن "وقف الاعمال القتالية وجميع انواع القصف المدفعي والجوي وفك الحصار عن جميع المناطق والبلدات والافراج عن المعتقلين وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم ووقف عمليات التهجير القسري".
ولم يذكر شيئاً عن دور الرئيس الاسد خلال هذه المرحلة.

أما المرحلة الثانية، فتمتد 18 شهراً و"تبدأ فور توافق طرفي التفاوض على المبادئ الاساسية للعملية الانتقالية وتوقيع اتفاق يضع هذه المرحلة ضمن اطار دستوري جامع".

وأضاف حجاب ان المرحلة الثانية تتضمن أيضاً "وقفاً شاملاً ودائماً لاطلاق النار وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تستوجب رحيل بشار الاسد وزمرته... ويتم العمل على صياغة دستور جديد واصدار القوانين لاجراء انتخابات ادارية وتشريعية ورئاسية". وشددت الخطة على وجوب ان "تتمتع هيئة الحكم الانتقالية بسلطات تنفيذية كاملة".

وحددت الخطة مهمات الهيئة الانتقالية في اطار المرحلة الثانية وهي "سلطات تنفيذية كاملة تتضمن: اصدار اعلان دستوري موقت يتم تطبيقه على امتداد المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة تصريف أعمال، وانشاء مجلس عسكري مشترك ومحكمة دستورية عليا وهيئة لاعادة الاعمار وهيئة للمصالحة الوطنية وعقد مؤتمر وطني جامع واعادة هيكلة القطاع الامني...".
ووصف حجاب المرحلة الثالثة من الخطة بانها "تمثل انتقالاً نهائياً عبر اجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت اشراف الامم المتحدة".
وحذر من أنه إذا اتفق الروس والأميركيون على رؤية مختلفة تماماً عما يطمح إليه السوريون، فإن الهيئة العليا للمفاوضات سترفضه.

وأكد أن المسألة لا تتعلق بإبقاء الأسد لمدة ستة أشهر أو شهر أو يوم خلال المرحلة الانتقالية، وأن الروس والأميركيين يدركون ذلك ويعلمون تماما موقف الشعب السوري الذي ضحى بالكثير ولن يتخلى عن مطلبه هذا. وكرر أنه لا يمكن أن يكون هناك حل في سوريا إلا إذا كان يرضي طموحات الشعب السوري.

ولاحظ أن التحدي الأكبر في سبيل تحقيق الانتقال السياسي يأتي من المجتمع الدولي، مشيرا إلى الحرس الثوري الإيراني "الباسدران" وفصائل مسلحة إقليمية أخرى وقبل كل ذلك روسيا لحمايتها للأسد.

جونسون
ومن المقرر ان يستقبل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وفد المعارضة السورية.
وكان جونسون دعا في مقالة نشرتها صحيفة " التايمس" الى عدم ارتكاب الاخطاء التي حصلت خلال حرب العراق مجدداً لدى البحث عن حل للنزاع في سوريا.
وطالب برحيل الاسد، قائلاً إنه من الممكن تفادي الفوضى التي اعقبت اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.

وكتب جونسون: "لماذا يتكرر الامر نفسه؟ الاسد ليس رجلاً قوياً بل زعيم ضعيف الى حد يثير الخوف. لن يتمكن أبداً بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، ليس بعد المجازر التي ارتكبها". واتهم الاسد باستخدام "تكتيكات عسكرية وحشية" في النزاع الجاري في بلده.
كذلك انتقد رئيس بلدية لندن السابق روسيا، و"سلوكها غير المبرر" في دعم الاسد.

ورأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن خطة المعارضة تشكل "خطوة الى الامام" وتقدم "رؤية لسوريا: أي ما يجب ان تكون عليه سوريا عبر اشراك الجميع".

"حركة النجباء" العراقية ارسلت ألف مقاتل إلى حلب

صرح الناطق باسم "حركة النجباء" الشيعية العراقية هاشم الموسوي بأن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية خلال اليومين الأخيرين لتعزيز مواقعها.
وتقاتل الحركة في صفوف القوات الحكومية السورية و"حزب الله" اللبناني وقوى إيرانية وأطراف آخرين، في مواجهة المقاتلين الساعين الى إطاحة الرئيس بشار الأسد.

وأسفر تقدم قوات موالية للحكومة الأحد إلى جنوب حلب عن محاصرة الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. وأوضح الموسوي أن المقاتلين الإضافيين أرسلوا لتعزيز المناطق التي انتزعت من الجماعات السنية. وقال:"أكثر من ألف مقاتل من حركة النجباء أرسلوا إلى حلب لتقديم المساعدة على الأرض".

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن القتال في محافظة حماه السورية تسببت بنزوح نحو 100 ألف مواطن في الفترة من 28 آب إلى 5 أيلول وذلك نقلاً عن الهلال الأحمر العربي السوري ومحافظ حماه.

وشن مقاتلو المعارضة السورية هجوماً الأسبوع الماضي في شمال حماه، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للأسد وتضم بلدات موالية له يسكنها مسيحيون وعلويون. وسيطرت المعارضة سريعاً على بلدة حلفايا، وردت القوات الموالية للأسد بغارات جوية كثيفة.
وقالت الأمم المتحدة إن كثيرا من السكان فروا من القتال نحو مدينة حماه والقرى المجاورة وكذلك شمالاً نحو محافظة إدلب.

وجاء في تقرير للأمم المتحدة أنه كانت هناك نحو 4500 عائلة تعيش في بلدة حلفايا لا تزال 2800 منها محاصرة وسط القتال بينما تمكن الآخرون من الفرار.
وهناك 4500 أسرة أخرى نزحت من بلدة طيبة الإمام من أصل 9500 أسرة في البلدة، بينما فرت 5000 عائلة من معقل الجيش في صوران وهو نصف عدد سكان البلدة تقريباً.
وأضافت الأمم المتحدة أن كثيراً من النازحين ينامون في العراء، بينما تستضيف أربعة مساجد في مدينة حماه و12 مدرسة في المناطق الريفية النازحين موقتاً.

وقدم الهلال الأحمر العربي السوري مساعدات لقرابة 7000 عائلة في حماه أي لنحو 35 ألف شخص، بينما أرسلت الأمم المتحدة قافلة من 12 شاحنة مساعدات إلى حماه في 4 أيلول لإغاثة 15 ألفاً آخرين. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن 6500 أسرة أخرى لا تزال في حاجة ماسة الى الغذاء وغيره من المساعدات.