التاريخ: كانون الأول ٢٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"إعلان بيروت للإعلام المستنير" ضد الإرهاب
عشية عيد المولد النبوي اليوم، قدمت دار الفتوى هدية الى اللبنانيين اذ جدّدت التزامها "قَبول الآخر الديني والمذهبي والوطني والعالمي، والتزام السلم والتكافؤ والثقة في حالات الاختلاف".

فقد اطلق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي مصر الشيخ شوقي علام ومفتي الأردن الشيخ عبد الكريم خصاونة خلال اجتماعهم في دار الفتوى "إعلان بيروت للإعلام الديني المستنير"، وانطلقوا فيه من"تفاقم ظواهر التطرف في المجتمعات العربية والإسلامية، واستخدامها وسائل التواصل في التحريض على القتل والتنكيل والتكفير بما يسيءُ إلى الأديان والأخلاق، وإلى قواعد وأعراف العيش المشترك، والحريات الخاصّة والعامة، وإلى توجُّهات الشباب، وإلى رؤية العالم للعرب والإسلام". وأكدوا التزامهم المشترك الخطاب الديني الإصلاحي والوسطي بما يؤدّي إلى المساهمة في صون الدين على ثوابته وأعرافه المستقرة، ونشر قيم السماحة والاعتدال، وتعزيز السلم في المجتمعات، واستعادة الثقة بين الاجيال، ودعم تقاليد العيش المشترك، ودعوة الجهات الدينية الإسلامية والمسيحية إلى التعاون في إقامة "مرقب" للعيش المشترك يكون مقره في بيروت، يتابع الحالة الدينية في العالم العربي، وينشر تقارير موضوعيةً ونقديةً.

الارهاب الداعشي
وفي شأن متصل بالارهاب، أوقفت المديرية العامة للأمن العام بناء على اشارة النيابة العامة المختصة اللبناني ع.خ.م. لانتمائه الى تنظيم "داعش" الارهابي. واعترف بارتباطه بالتنظيم ومبايعته "أميره الشرعي في عكار" اللبناني الموقوف ب.ف. ونشاطه في مجال تصنيع المتفجرات وتجهيز العبوات والأحزمة الناسفة وتأمين الاسلحة، إضافة الى تجنيده أشخاصاً لمصلحة التنظيم، وتأليفه مع آخرين مجموعة مهمتها تنفيذ عمليات انتحارية ضد مراكز عسكرية وامنية.

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان التنظيم الارهابي الذي يهرب الاثار السورية التي يستولي عليها ويبيعها للحصول على المال لتمويل عملياته، يجري بعض عملياته عبر لبنان. ولا يقتصر الأمر على الآثار وإنما يشمل الذهب.

ففي 13 نيسان الماضي، أوقف حاجز للجيش اللبناني في مدينة بعلبك السوري تركي قلفون، لعدم اكتمال أوراقه الثبوتية، وسلّمه إلى مخفر بعلبك الذي أحاله على شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي للتحقيق معه. وتبين من هاتفه الخليوي، انه غادر منطقة ابي سمراء في طرابلس بعد خمس دقائق من مقتل أسامة منصور وأنه كان ينوي الوصول إلى بلدة عرسال للقاء المدعو "أبو معتصم" من التابعية المصرية وهو ينتمي إلى تنظيم "داعش".

وأظهرت التحقيقات في حينه ان قلفون الذي نقل الى بيروت، سبق له ان زار مصر وتركيا والجزائر وربما كان يضطلع بدور في تجنيد عناصر لمصلحة التنظيم الإرهابي، وذلك في ضوء العثور في هاتفه على صورة له في معسكر تدريب تابع للتنظيم، كما عثر معه على كمية كبيرة من الأموال.
من أين أتى قلفون بهذه الأموال؟ وما علاقته بـ"غ. غ." الذي يتولى تسويق بضائع "داعش" من ذهب وتحف قديمة واثار؟

في معلومات لـ"النهار" ان "غ. غ." هو خال تركي قلفون، والاخير كان يعمل لديه في ملحمة بمنطقة أبي سمراء في طرابلس، وهي ملحمة استحدثها الأول بعد قدومه من سوريا قبل نحو سنتين. لكن قاصد الملحمة يفاجأ بأسعار اللحم المتدنية جداً، اضافة الى كون صاحب الملحمة مهتم بأسعار الذهب وهو خصص شاشة في المحل لمتابعة أسعاره صعوداً وهبوطاً.

وتضيف المعلومات ان "غ. غ." وشريكه السوري أيضاً "ح. ل." يتواصلان مع تاجر لحم سوري كبير في حمص وحماه يدعى "ج. ك."، يرسل اليهما يومياً كميات اللحم التي يطلبانها، وتدخل عبر الحدود البرية من طريق العبودية أو من معبر الدبوسة، ويتولى الاشخاص الذين ينقلون اللحم عمليات التهريب. تتوقف السيارات في دوار العبدة - طريق حمص حيث يصار الى تفريغ الحمولة المخصصة للزبائن عبر سيارات لتوزيعها على المحال التي تشتري اللحم، أما الكمية التي يجب ان تصل الى ملحمة "غ. غ." في ابي سمراء فانها تسلك طريقها الى الملحمة من دون توقف. وهذه الحمولة لا تحتوي فقط على اللحم بل إن داخل أكياس اللحم سلعاً أخرى أهمّ: حبوب مخدرة وقد راجت كثيراً في طرابلس وبأسعار زهيدة جدا، تحف نادرة وكميات كبيرة من الذهب، بالاضافة الى المواد المتفجرة التي قد تكون تستخدم في التفجيرات التي تحصل في أكثر من منطقة لبنانية.

14 آذار
سياسياً، علمت "النهار" أن اجتماعاً قيادياً لقوى 14 آذار انعقد أمس وتخلله عرض لنتائج الاتصالات الاخيرة بين أركان هذه القوى، وكان تشديد على الوحدة والتنسيق والتضامن وتنظيم أي اختلاف طارئ. كما بحث المجتمعون في موضوعيّ الحوار وقانون الانتخاب. وتوقفوا عند الذكرى الثانية لإستشهاد الوزير السابق محمد شطح، وتقرر إحياء الذكرى الرابعة بعد ظهر الأحد 27 كانون الاول في جامع محمد الامين بوسط بيروت، على أن تلقى كلمة واحدة للرئيس فؤاد السنيورة بإسم "تيار المستقبل" و14 آذار تتضمن مواقف من التطورات.