التاريخ: كانون الأول ٢٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
العراق استعادَ وسط الرمادي والتحرير الكامل في غضون أيام
أخيراً، أنجزت القوات العراقية الخطوة الأخيرة لتحرير مدينة الرمادي الخاضعة منذ آذار 2014 لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، فدخلت مركز المدينة من محاور عدة. وبذلك تتقلص رقعة سيطرة المتشددين إلى 17 في المئة من مساحة العراق.

صرّح الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعمان:"دخلنا الى مركز الرمادي من محاور عدة، وبدأنا تطهير الأحياء السكنية" في المدينة التي تحاصرها القوات العراقية منذ أسابيع، متوقعاً "استعادة المدينة بالكامل في الساعات الـ72 المقبلة". وقال إن "قواتنا بلغت حي البكر والأرامل، ولم تواجه مقاومة شديدة في داخل المدن باستثناء القناصة والانتحاريين، وهذا التكتيك كنا نتوقعه". ورُفع العلم العراقي في حي الضباط والبكر وسط المدينة بعد تحريرهما.

وأوضح ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب إن "قواتنا استطاعت بناء جسور هندسية على نهر الفرات تمكنت من خلالها من العبور إلى داخل الأحياء السكنية في مركز الرمادي"، مضيفاً أن "المسافة بين قواتنا والمجمع الحكومي الواقع في منطقة الحوز (مركز المدينة) أقل من كيلومتر واحد ودارت اشتباكات مع عناصر داعش في هذه المنطقة بكل الأسلحة".

ثم قصفت مدفعية الفرقة الثامنة في الجيش العراقي مواقع "الدولة الإسلامية" وفرضت القوات المشتركة السيطرة على حي الضباط كاملاً. وتدخلت شرطة الأنبار بعد انتهاء مهمة جهاز مكافحة الإرهاب.

وتلت مذيعة للتفزيون بياناً أصدرته القوات العراقية في نشرة أخبار قناة "العراقية"، جاء فيه :"يا أبناء العراق الأبي، ها هم رجالكم الشجعان يخوضون معارك العز والشرف. فقد باشرت قواتكم المسلحة، وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش وقوات الائتلاف (الدولي الذي تقوده الولايات)، بالتقدم نحو مركز مدينة الرمادي لتطهيرها من رجس الإرهاب".

وعرضت "العراقية" مشاهد لبعض شوارع المدينة التي بدت عليها آثار الدمار. وبثت كذلك مشاهد للقوات العراقية وهي تجوب الشوارع، وللأسلحة والصواريخ التي تركها التنظيم المتشدد داخل بعض المنازل.
وقدرت المخابرات العراقية عدد مقاتلي "الدولة الإسلامية" الموجودين في وسط الرمادي بـ250 إلى 300 رجل.
وإلى جهاز مكافحة الإرهاب، أي قوات النخبة، شارك أفراد الجيش والشرطة المحلية وأبناء العشائر، وبإسناد من طيران الائتلاف الدولي والقوة الجوية العراقية.

وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قال السبت إن "داعش" احتل في بداية هجومه 40 في المئة من مساحة العراق الكلية، ولكن بعد العمليات العسكرية لا يزال يسيطر على مساحة 17 في المئة فقط. وتوقع تمكن القوات العراقية، بمساندة الائتلاف الدولي من الجو، من استعادة مدينة الرمادي كاملة في نهاية السنة.

وشاركت قوات "الحشد الشعبي" التي تشكلت من متطوعين شيعة في عمليات تحرير بيجي وتكريت ومدن ديالى، لكنها لم تدخل معركة الرمادي. ومن شأن الحسم النهائي لهذه المعركة تسجيل نصر كبير للقوات العراقية.

وصرح الناطق باسم الائتلاف الدولي في العراق ستيف وارن :"نحن بالتأكيد نشجع القوات العراقية في مواصلة هجومها على المدينة، ومن جانبنا سنقدم لها الدعم الذي تحتاج إليه. كنا على ثقة تامة من أن القوات العراقية ستحرر الرمادي، وفقاً لجدول زمني أعدته، ومن خلال خطة وضعتها لهذا الغرض. وخطتها كانت جيدة، وقد نجحت، على رغم أن القتال لم ينته بعد".

إلى ذلك، سقط 22 مسلحاً من "الدولة الإسلامية" بنيران عراقية في عمليات عسكرية في محافظتي الأنبار وكركوك.
وفي الإجمال شن الائتلاف 17 غارة جوية في العراق استهدف خلالها ثماني وحدات و12 موقعاً قتالياً وأربعة مخازن للأسلحة ومنشأتين للتنظيم في الموصل والرمادي.

وبحث رئيس الأركان العراقي الفريق عثمان الغانمي مع نائب رئيس هيئة الأركان الجوية الباكستانية الجنرال سعيد محمد خان في سبل تعزيز التعاون العسكري الثنائي، وخصوصاً في مجالي التدريب والتسليح.

معصوم
ولدى استقباله رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي السناتور بيترو كراسو، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المجتمع الدولي إلى حشد كل الطاقات لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" والقضاء عليه ودعم بلاده. وقال إن "القيادة السياسية في العراق تعمل على ترسيخ الوحدة والتعايش بين جميع المكونات والعمل على تحقيق مصالحة مجتمعية تهيئ الأرضية المناسبة لعودة النازحين الى ديارهم، ولدى العراقيين إرادة راسخة لدحر "داعش" لكونه خطراً يهدد أمن المنطقة والعالم واستقراره".
وأكد كراسو دعم بلاده للعراق الذي يخوض حرباً بالإنابة عن العالم في مواجهة "الدولة الإسلامية".

خطف القطريين
وعلى صعيد آخر، نفى وزير الخارجية العراقي ابرهيم الجعفري أي صلة لحكومته بخطف 26 صياداً قطرياً على الأقل من مخيم للصيد أقاموه في منطقة صحراوية بجنوب العراق قرب الحدود السعودية.

وقال: "أرجو ألا يعتقد البعض من المفارقات التي تحصل على الارض من الناحية الأمنية أن هناك تواطؤاً من النظام. "داعش" الآن موجود في الموصل. بموافقة عراقية؟ ما كل شيء وجد على الأرض يحدث بموافقة الحكومة. هناك تخلخل أمني يجب أن نعترف به، واستغل أعداؤنا الفراغات الأمنية".

وكان مجلس التعاون الخليجي وصف الخطف بأنه "عمل مشين وخرق صارخ للقانون الدولي وانتهاك لحقوق الإنسان ومخالفة لأحكام الدين الاسلامي الحنيف من الخاطفين، وعمل مرفوض يسيء إلى أواصر العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب".