رأى الرئيس السوري بشار الاسد ان الحرب الدائرة في بلاده يمكن ان تنتهي "خلال اقل من سنة" بشرط ان يركز الحل على مكافحة الارهاب عوض محاولة "التخلص من هذا الرئيس أو إطاحته"، فيما أعلن منسق وفد المعارضة السورية الى المفاوضات المتوقعة مع النظام ان المعارضة تريد مرحلة انتقالية من دون الاسد.
قال الاسد في مقابلة بالانكليزية مع شبكة "ان بي او 2" الهولندية للتلفزيون إنه "إذا اتخذت الدول المسؤولة التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين والدعم اللوجيستي أستطيع أن أضمن أن الأمر سينتهي خلال أقل من سنة". واضاف ان هذا الحل لن يتحقق لأن المسؤولين في هذه الدول "ما زالوا يدعمون الإرهابيين... لأن الحل الذي يريدونه - ما يسمونه حلاً سياسياً - ينبغي أن ينتهي بتغيير هذه الدولة والتخلص من هذا الرئيس أو إطاحته... وما إلى ذلك... لهذا السبب فإن الأزمة ستستمر".
وسئل عن الدول القادرة على المساهمة في حل الازمة، فأجاب: "وحدهم روسيا وإيران وحلفاؤهما والبلدان الأخرى التي تقدم الدعم السياسي للحكومة السورية أو الشرعية السورية قادرون على ذلك... أما في الغرب فليس هناك أي طرف مستعد لذلك... هناك بلدان قليلة مستعدة لذلك... لكنها لا تجرؤ على التواصل مع سوريا لحل المشكلة ما لم تفرض الولايات المتحدة أجندتها عليهم وعلينا".
وبدا الاسد خلال المقابلة مرتاحاً، حتى انه لجأ الى التهكم للاجابة عن سؤال يتعلق بالتغيير الذي طرأ أخيراً على موقف الغرب في شأن التخلي عن المطالبة بوجوب رحيله فوراً، قائلاً: "شكرا لهم لقولهم هذا... لقد كنت أحزم أمتعتي وأحضر نفسي للرحيل... أما الآن فيمكنني أن أبقى... إننا لا نكترث لما يقولونه... إنهم يقولون الشيء نفسه منذ أربع سنوات... هل تغير شيء في ما يتعلق بهذه القضية؟... لم يتغير شيء".
حجاب في المقابل، صرّح منسق وفد المعارضة الى التفاوض مع النظام رياض حجاب خلال مؤتمر صحافي في الرياض بأن المعارضة تريد مرحلة انتقالية سياسية من دون الأسد. وقال إن المعارضة ستذهب الى المفاوضات استناداً الى هذا المبدأ ولن تدخل في أي محادثات تستند الى أي شيء آخر ولن تكون هناك تنازلات.
واعلن ان الهيئة العليا للمعارضة السورية ، التي انبثقت من مؤتمر قـوى المعارضة السورية الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي، أقرت معايير التفاوض واستراتيجيته خلال المرحلة المقبلة وشكلت لجاناً خاصة بعمل الهيئة في القضايا القانونية والعلاقات الدولية ودعم التفاوض وكذلك لجاناً اعلامية ومالية ولجاناً إدارية خاصة بالعمل الداخلي للهيئة. وأشار إلى أن الهيئة استكملت عملها أمس، بإقرار معايير التفاوض ومعايير اختيار وفد التفاوض ومحددات التفاوض وكذلك تم وضع استراتيجية للتفاوض خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح ان عمل الهيئة العليا للمفاوضات ينطلق من مرجعية "بيان الرياض". وتحدث عن إجراءات ثقة وحسن نيات يجب أن يلتزمها الشريك في التسوية السياسية وهي إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن والبلدات في مختلف أنحاء سوريا ووقف قصف الطيران وغيرها من الإجراءات مثل إدخال المساعدات الإنسانية.
وذكر أن "المعارضة أعلنت استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لإنجاز مرحلة الحل السياسي، على أن لا يكون لبشار الأسد أي دور فيها على الإطلاق". وقال: "وجهنا رسالة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دو ميستورا تتعلق بإجراءات التفاوض وعدد الوفد التفاوضي وما يخص العملية التفاوضية"، وأن "الهيئة تلقت اليوم (أمس) رسالة من دي ميستورا حول ذلك"، وهي تعمل جاهدة على إنجاز كل ما هو مطلوب.
وأفاد أن "لدى الهيئة لديها مجموعة من الأسماء تم تدارسها وستبقى موجودة لدى الهيئة العليا للمفاوضات الى حين الاتفاق على مجريات المسألة التفاوضية وحيثياتها... لن نقبل أي ضغوط... المعركة التفاوضية تسير بالتوزاي مع المعارك الميدانية على الأرض حتى إسقاط النظام".
الطائرة الروسية وفي موسكو، فتحت وزارة الدفاع الروسية علناً الصندوق الأسود للطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها تركيا الشهر الماضي على أمل أن يثبت تأكيدها ان الطائرة لم تنتهك الاجواء التركية وانها أسقطت عن سوء نية.
وتقول تركيا إن الطائرة الروسية المقاتلة القاذفة من طراز "سوخوي 24" التابعة للقوة الروسية المتمركزة في سوريا توغلت في أجوائها وتجاهلت تحذيرات متكررة كي تغادرها. وفتح الخبراء الروس في موسكو الصندوق الذي يحتوي على تسجيلات الرحلة ولونه الحقيقي برتقالي أمام الصحافيين والديبلوماسيين. وقال الكولونيل أندري سيمونوف إن الصندوق ومكانه قرب ذيل الطائرة تضرر من الصاروخ جو - جو الذي أطلقته تركيا على الطائرة وكذلك بفعل الارتطام بالارض.
وتحطمت بشكل واضح رقائق الذاكرة الموجودة في الصندوق. وصرح مسؤولون بأن الخبراء سيحاولون تحليل محتواه خلال اليومين المقبلين باستخدام معدات خاصة قبل ان يعلنوا عما توصلوا اليه الاثنين.
الاستخبارات الالمانية وفي برلين، كشف تقرير صحافي نشرته صحيفة "بيلد" الالمانية أن جهاز الاستخبارات الخارجية الالماني عاود التعاون مع جهاز المخابرات السوري لمحاربة المتطرفين الاسلاميين. ونسبت الصحيفة الى "مصادر مطلعة" ان عملاء الاستخبارات الالمانية يقومون بزيارات منتظمة لدمشق لاجراء محادثات مع نظرائهم السوريين، وأن الاجهزة الالمانية تريد اعادة فتح مكتب في سوريا.
والهدف هو تبادل المعلومات عن المتطرفين الاسلاميين، وفتح قناة اتصال في حال حصول ازمة مثل حادثة اطلاق النار على طيار طائرة "تورنادو" الالمانية التي اسقطت فوق مناطق يسيطر عليها جهاديون. ونشرت المانيا طائرات مراقبة من طراز "تورنادو" ومعدات دعم عسكرية غير قتالية ضمن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "داعش". |