التاريخ: كانون الأول ١٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مفاوضات اليمن 2 في سويسرا لا تعرقلها انتهاكات الميدان
بيين (سويسرا ) - موسى عاصي العواصم - الوكالات
خرقت انتهاكات وقف النار في الميدان اليمني مفاوضات بيين السويسرية بين وفد الحكومة اليمنية ووفد صنعاء الذي يمثل حركة "أنصار الله" الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام وقوى سياسية يمنية أخرى. وطغت هذه الانتهاكات على جلسات صباح امس، لكن الامور تغيرت في جلسات بعد الظهر وعلم ان تقدما ملحوظا أحرز على أكثر من صعيد، وفي مقدم ذلك تثبيت وقف النار وتبادل المعتقلين السياسيين واجراءات بناء الثقة وخصوصا في المجال الانساني.

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها "النهار" من أعضاء الوفدين ان الاجواء ايجابية و"مشجعة" و"يمكن القول إن الامور تسير في الاتجاه الصحيح"، ولمحت أوساط وفد صنعاء الى بدء الحوار في شأن الملف السياسي، مما يعني قطع شوط في الملفات الأخرى. وصرح المندوب الدائم لليمن لدى الامم المتحدة خالد اليماني لـ"النهار" بأن تقدما أحرز في ملف رفع الحصار عن مدينة تعز الخاضعة لسيطرة "انصار الله" والجيش اليمني الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورأى في ذلك مؤشرا مهما يمهد لمقاربة الملفات الأخرى وخصوصاً ملف تبادل المعتقلين.

ويشكل ملف الافراج عن المعتقلين واحداً من أهم العقد في اجراءات بناء الثقة، ولم تتغير المواقف من هذا الملف، اذ يطالب وفد الحكومة اليمنية بأن يكون جزءاً من اجراءات بناء الثقة وأن تشمل عملية الافراج معتقلين تابعين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي مقدمهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي.

لكن اليماني حمّل "الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح" مسؤولية خرق وقف النار، وعدم التزام الهدنة المعلنة في سويسرا، وشدد على ضرورة تثبيت وقف النار بشكل يسمح بالانتقال الى البحث في الملفات الاخرى.

أما الجانب الآخر، فألقى تبعة خرق الهدنة على الغارات التي شنها "تحالف السعودية"، وحذر من أن استمرار هذه الغارات سيؤثر الى حد كبير على المسار التفاوضي. إلا أن اوساط أممية أكدت لـ"النهار" ان لا نية لدى أحد لوقف العملية التفاوضية، وأن أياً من الأطراف لم يهدد بالانسحاب من الحوار. ورأت أن لدى الجميع نية صادقة للتوصل الى حلول في الملف اليمني، خصوصاً أن الضغوط الدولية التي تدفع في اتجاه انجاز الحلول تمارس على الاطراف كافة وتتشارك في هذه الضغوط مرجعيات القوى المتحاربة.

وفي وقت متقدم، شكل المفاوضون لجنة عسكرية تضم ضابطين من كل طرف وضابطاً من الامم المتحدة هو العميد المتقاعد في الجيش اللبناني سليم رعد.

تبادل للأسرى؟
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" في وقت لاحق عن مسؤول قريب من الحكومة المعترف بها دولياً ان القوات الحكومية والحوثيين بدأوا فعلاً عملية تبادل لمئات من الاسرى في جنوب البلاد.
وقال عضو اللجنة المكلفة ملف الاسرى الشيخ مختار الرباش: "بدأنا التبادل بمجموعات صغيرة". وأضاف: "لدواع أمنية قسمنا الاسرى الى مجموعات من 20 اسيراً" ينقلون بأوتوبيسات.

وروى شهود ان عملية التبادل التي يفترض ان تشمل 375 أسيراً من الحوثيين و285 أسيراً من القوات الحكومية بدأت في محافظة لحج. لكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء قالت انه لا علم لها بهذا التبادل.

في غضون ذلك، صرح الناطق باسم التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية العميد أحمد عسيري لقناة "الإخبارية" السعودية للتلفزيون: "بلغت الانتهاكات (لوقف النار) نحو 150 انتهاكاً للهدنة من الميليشيات الحوثية... وهذا لا يعبر عن نية صادقة... نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات وقد تنهار الهدنة في أي وقت".