التاريخ: كانون الأول ١٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
بغداد تطالب أنقرة بانسحاب كامل لقواتها من العراق وتركيا تتوعّد المسلحين الأكراد بمزيد من الهجمات
طالبت الحكومة العراقية أمس تركيا بسحب "كامل" القوات التي نشرتها في العراق من دون موافقة بغداد، معبّرة بذلك عن عدم رضاها عن الانسحاب الجزئي لهذه القوات الذي جرى الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي ان "مجلس الوزراء ناقش الأزمة مع تركيا، وجدد موقفه الثابت بضرورة استجابة الجارة تركيا لطلب العراق بالانسحاب الكامل من الاراضي العراقية واحترام سيادته الوطنية".
وصدر الموقف العراقي غداة سحب تركيا جزءاً من قواتها من معسكر بعشيقة قرب الموصل في اتجاه شمال البلاد.

ولم يعرف حتى الان بالتحديد عدد الدبابات ولا عدد الجنود الذين ارسلتهم انقرة الى المعسكر الاسبوع الماضي، لكنها تؤكد ان هدف إرسالهم حماية مدربين اتراك يعملون على تدريب قوات عراقية تستعد لقتال تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

واثار هذا الانتشار التركي توتراً حاداً مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ووجهت الجمعة كتاب احتجاج الى مجلس الامن.
وكان مسؤول تركي رفيع المستوى اعلن الاسبوع الماضي ان 20 دبابة مع ما بين 150 و300 جندي نشروا لحماية المدربين الاتراك في قاعدة بعشيقة العسكرية قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها جهاديو "داعش" منذ حزيران 2014.

وتتولى كتيبة تركية منذ بضعة أشهر هناك تدريب قوات الحكومة الاقليمية لكردستان العراق، البشمركة، ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال التنظيم المتطرف. وتؤكد انقرة انها ارسلت هذه التعزيزات لتأمين حماية مدربيها.

وبحث نائب رئيس مجلس النواب العراقي آرام شيخ محمد مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يان كوبتش في المستجدات الميدانية وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم, وناقشا ملف النازحين وسبل تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والحاجات اليومية للعوائل المتضررة.

وأكد شيخ محمد، وهو كردي، رفض التجاوز التركي لسيادة العراق ووصفه بأنه "خرق للمواثيق والأعراف الدولية ومرفوض على المستويين الحكومي والشعبي", وقال: "إن التدخل التركي في العراق لا يخدم ويا للأسف الشعبين الجارين ويؤثر بالتأكيد على المصالح المشتركة".

داود اوغلو
في غضون ذلك، صرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن تركيا ستشن حملة على المسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد لمنعهم من "نشر الحريق" من العراق وسوريا إلى تركيا.
ومنذ انهيار وقف النار مع "حزب العمال الكردستاني" في تموز يشهد جنوب شرق البلاد ذو الغالبية الكردية اشتباكات كثيفة بين قوات الأمن ومقاتلي الحزب وخضعت مناطق منه مراراً لمنع التجول.

ودارت اشتباكات في ساعة مبكرة من صباح أمس في ديار بكر. وقالت مصادر أمنية إن شرطيا أصيب.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة إن قوات الأمن ستشن حملة على مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" لإحباط مساعي "نشر الحريق" من العراق وسوريا إلى تركيا.