التاريخ: كانون الأول ١٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
السعودية توضح طبيعة التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب: العمليات في سوريا والعراق واردة
أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في معرض شرحه أمس طبيعة التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي كان أعلنه ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أول من أمس ، أن "لا شيء مستبعداً" في ما يتعلق بإرسال قوات برية لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية"، من غير أن يستبعد عمليات في سوريا والعراق.

قال الجبير الموجود في باريس إن الدول الـ34 الأعضاء في التحالف، ومنها لبنان، ستتبادل المعلومات وتقدم معدات وتدريباً وستنشر قوات إذا لزم الأمر. وسئل عن احتمال إرسال قوات، فأجاب بأن "القرارات تتخذ حالة بحالة، وليس هناك أي خيار مستبعد".

وكان الأمير محمد بن سلمان أكد في مؤتمر صحافي هو الأول له منذ توليه منصبه في كانون الثاني بأن التحالف "يأتي من حرص العالم الإسلامي على محاربة هذا الداء (الإرهاب) الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل". وقال إن "كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جداً"، والتحالف سيطور "الأساليب والجهود التي ممكن (أن) نحارب بها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي".

وسئل هل يستهدف التحالف تنظيم "الدولة الاسلامية" حصراً، فأجاب بأنه سيحارب "أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا". أما "بخصوص العمليات في سوريا والعراق، لا نستطيع القيام بهذه العمليات الا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي".

وأوردت وكالة الانباء السعودية "واس" قرار 34 دولة "قيام تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب" بقيادة السعودية، وتشكيل "مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود" في الرياض، وذلك في إطار "أحكام اتفاق منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا يكن مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً وتهدف إلى ترويع الآمنين".

وأثار استبعاد إيران والعراق وسوريا من التحالف تساؤلات عن جديته وأهدافه، خصوصاً أنها دول منخرطة في محاربة "الدولة الإسلامية"، وأجزاء كبرى من العراق وسوريا خاضعة فعلاً لسيطرة "الدولة الإسلامية". أضف أنه ضم دولاً ممزقة على أرض الواقع ولا تملك قوة عسكرية فعلية مثل ليبيا واليمن والصومال.

والدول الـ34 هي ذات غالبية سنية، وبعضها يتميز بجيوش قوية مثل تركيا ومصر وباكستان، وبينها من ليس له وزن عسكري. وثمة دول ليست إسلامية مثل لبنان ونيجيريا، وبنين ليست ذات غالبية إسلامية.

ردود
ورحب وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بالخطوة في قاعدة انجيرليك التركية.
وقال: "نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية في شأن هذا التحالف. لكنه يتماشى بشكل عام على ما يبدو مع ما نحض عليه منذ فترة، وهو اضطلاع الدول العربية السنية بدور أكبر في حملة محاربة "داعش".
وأفاد مسؤول أميركي أن واشنطن لم تُبلغ سلفاً الخطة السعودية وأنها لا تزال تدرس تفاصيلها.

وفي المقابل، رأت موسكو التي بدأت في نهاية أيلول شن غارات جوية في سوريا، أنه من المبكر اتخاذ موقف من التحالف. وصرّح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "يلزمنا وقت للتحليل ثم اتخاذ قرار بناء على المعلومات الدقيقة التي نحتاج إليها، من يضم هذا التحالف، ما هي اهدافه المعلنة، وما هي طريقة مكافحة الإرهاب؟".

وفي أنقرة، أكد رئيس الوزراء التركي، احمد داود اوغلو أن بلاده "مستعدة للمساهمة بكل الوسائل في كل التجمعات الهادفة الى مكافحة الإرهاب، أينما كان ذلك وأياً يكن منظم ذلك".
وأبدى الأردن "الاستعداد الدائم" للمشاركة في أي جهد لمكافحة الارهاب.
وأعلنت عشر دول أخرى، أبرزها أندونيسيا، كبرى الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، تأييدها للتحالف.