التاريخ: كانون الأول ١٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
أوباما يريد تقدّماً أسرع في مكافحة "داعش" وكيري يناقش مع بوتين اليوم مستقبل الأسد
رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، وجوب احراز تقدم أسرع في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ودعا الحلفاء إلى زيادة مساهماتهم العسكرية بجهود التحالف من أجل تدمير التنظيم في العراق وسوريا. ويناقش وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور موسكو اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وعملية السلام في سوريا.
 
وصرح اوباما في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع "البنتاغون"، بأنه طلب من وزير الدفاع أشتون كارتر الذهاب الى الشرق الأوسط للحصول على مزيد من الدعم العسكري من الدول المشاركة في الحرب على "داعش". وقال: "لا تزال هذه معركة صعبة. نحن نقر بأن التقدم ينبغي أن يتواصل بوتيرة أسرع".

وأورد قائمة من الإنجازات التي حققتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد "داعش" قائلاً إن التنظيم خسر مساحات كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في السابق بالعراق وسوريا وإنه يجري استهداف زعمائه واحداً تلو الآخر. واضاف ان "زعماء داعش لا يمكنهم الاختباء ورسالتنا التالية اليهم بسيطة: "أنتم اللاحقون".
وأكد "اننا نضرب داعش أشد من أي وقت مضى".

وتعرض أوباما الديموقراطي لانتقادات من الجمهوريين الذين يتهمونه بأنه لا يفعل ما يكفي للتصدي لـ"داعش" وخصوصاً منذ هجمات 13 تشرين الثاني في باريس والتي قتل فيها 130 شخصا وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها ومنذ إطلاق النار في سان برناردينو في كاليفورنيا. وتعتقد السلطات أن الزوجين اللذين قتلا 14 شخصاً في الهجوم الاخير تحركا بإلهام من متشددين إسلاميين.

الى ذلك، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري سيستخدم محادثاته في موسكواليوم لمحاولة تضييق فجوة الخلافات بين واشنطن وموسكو في شأن دور الأسد في أي انتقال سياسي.

وسيسعى كيري أيضا إلى تمهيد الطريق إلى جولة ثالثة من محادثات القوى العالمية في شأن سوريا وسط شكوك في عقد الاجتماع المقرر الجمعة في نيويورك.

واعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت متقدم أمس إن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا في اتصال هاتفي على الشروط المسبقة اللازمة لعقد اجتماع جديد للقوى العالمية في شأن سوريا، وأثار هذا شكوكا في توقيت الاجتماع.

وقال مسؤول وزارة الخارجية الأميركية الذي كان يتحدث في باريس عشية زيارة كيري لموسكو، إن كيري سيثير الهواجس من استمرار الغارات الجوية الروسية على جماعات المعارضة السورية عوض "داعش" وهو موقف من المرجح أن يثير استياء موسكو.

وقبل المحادثات، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا ينتقد السياسة الأميركية في شأن سوريا قائلا إن واشنطن ليست مستعدة للتعاون الكامل في مكافحة "داعش" ويجب أن تعيد النظر في سياستها القائمة على "تقسيم الإرهابيين إلى طيبين وأشرار".

واجتمع كيري خلال وجوده في باريس مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والالماني والايطالي والسعودي والاماراتي والاردني والقطري والتركي. ويفترض ان يطلع الوزراء على اجتماع الرياض للمعارضة السورية الذي توصل للمرة الاولى الاسبوع الماضي الى برنامج للفصائل الرئيسية في المعارضة السورية المسلحة والسياسية.

وستتناول محادثات كيري مع بوتين ولافروف تفاصيل اتفاق مزمع لوقف النار من أول كانون الثاني في سوريا وكذلك التصريحات التي صدرت عن روسيا أخيراً عن مساندة "الجيش السوري الحر".

ونفى مقاتلو "الجيش السوري الحر" الذين يحاربون القوات السورية النظامية في غرب البلاد تلقيهم أي دعم من سلاح الجو الروسي قائلين انه على العكس تماما تستهدفهم الغارات الجوية الروسية.

وكان المقاتلون يردون على تصريحات لرئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف جاء فيها إن سلاح الجو الروسي يشن عشرات الغارات الجوية في سوريا يومياً لدعم "الجيش السوري الحر" الذي يحارب، على حد قوله، إلى جانب القوات السورية النظامية ضد "داعش".
وقال البيت الأبيض إن كيري سيحض موسكو على تهدئة التوتر مع أنقرة بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية عند الحدود السورية.

واعلنت موسكو الغاء قمة كانت مقررة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان اليوم. وكان لقاء بين الرئيسين قد اتفق عليه خلال قمة مجموعة العشرين في تركيا في 16 تشرين الثاني، قبل اسبوع من اسقاط الجيش التركيالمقاتلة الروسية.

الوضع الميداني
 
وفي الوضع الميداني، استعادت قوات النظام السوريالسيطرة على بلدة مرج السلطان ومطارها العسكري ذات الموقع الاستراتيجي في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد ثلاث سنوات من سيطرة الفصائل المقاتلة عليها .
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له :"يعمل عناصر الجيش السوري وحزب الله على السيطرة بشكل كامل على البلدة ويتقدمون بحذر"، موضحاً في الوقت عينه ان "غالبية المقاتلين المعارضين قد انسحبت".
وأضاف: "تعدسيطرة قوات النظام على البلدة خطوة لتعزيز حصارها لغوطة دمشق الشرقية وتضييق الخناق على مناطق عدة فيها،الى تحصين مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي اليه".