التاريخ: كانون الأول ٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة القدس العربي
تصاعد الانتقادات الإعلامية لوزارة الداخلية المصرية بسبب عودة التعذيب وسط تحذيرات من «ثورة ثالثة»
حسام عبد البصير
القاهرة ـ «القدس العربي»: تعرضت وزارة الداخلية المصرية لهجوم إعلامي واسع بسبب عودة ظاهرة التعذيب التي تقوم بها عناصر أمنية ضد المواطنين والذي اسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين خلال اقل من اسبوع.

وقاد الهجوم على مدار الساعات الماضيية إعلاميون وصحافيون من مختلف ألوان الطيف السياسي لكن المفاجأة الأبرز كانت تصدر أنصار الرئيس السيسي الهجوم على الداخلية.
ومن اللافت ان الهجوم طال كبار القيادات الأمنية بمن فيهم اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية حيث اتهمه عدد من الإعلاميين بأنه يعيد الأذهان لوزير داخلية الديكتاتور مبارك حبيب العادلي الملقب بالسفاح.

وكانت الداخلية قد كشرت عن أنيابها بالامس حينما قامت باستخدام الخشونه في طرد قرابة الف من حملة الماجستير تمكنوا من الوصول لميدان التحرير امس الأول في محاولة هي الأولى للتظاهر في الميدان الذي بات سداً منيعاً فشل الثوار في اقتحامه منذ اعتلاء السيسي سدة الحكم حيث سبق وأعلن كبار قيادات الداخلية أن زمن التظاهر في التحرير قد انتهى إلى غير رجعه.
وفيما فسره مراقبون بأنه تنسيق شهدت عدة فضائيات موالية للسيسي منها دريم والنهار و«ان تي في» وومواقع الكترونية من بينها اليوم السابع ببث مقاطع فيديو تكشف تعذيب مواطنين غير مصنفين سياسياً على يد ضباط شرطة.

وحذر الإعلامى عمرو أديب، خلال برنامج «القاهرة اليوم»، من ثورة ثالثة فى 25 يناير/كانون الثاني المقبل، على إثر تصاعد الانتهاكات الأخيرة من بعض ضباط الشرطة فى حق المواطنين. وقال: «مش ممكن نستنى الثورة السنة دي، خليها السنة الجاية، هننزل كلنا نولع فيها بس خليها السنة الجاية، الناس تشم نفسها وتقف على رجلها، الثورات جاية كتير، بلاش الثورة دلوقتي». واستكمل: «تعالوا نعمل ثورة في البرلمان ونقطع الحكومة في المجلس، لكن إيه البلد اللي فاقدة أقل درجات التفاهم».

وفي سياق متصل وعلى إثراعتراف الرئيس السيسي بوجود انتهاكات تمارسها الوزارة ضد المواطنين، ودعوته لمعاقبة المخطئ، وذلك عقب الإعلان عن وفاة 3 تحت التعذيب، تدفق شلال من الهجوم عبر الفضائيات المختلفه ومن أبرز ضحايا الداخلية طبيب في محافظة الإسماعيلية، والذي لقي مصرعه إثر اعتداء ضابط بمباحث قسم أول الإسماعيلية عليه ولازالت حالة من الغضب تخيم على صيادلة مصر الذين طالبوا بالقصاص ودعا قيادات في النقابة بإقالة وزير الداخلية

غير أن الدلائل تشير إلى اعتماد النظام سياسة القمع والملاحقة خاصة بالنسبة للناشطين حيث ألقت الأجهزة الأمنية في مطار الغردقة الدولي القبض علي الصحافي إسماعيل الإسكندراني عقب وصوله مطار الغردقة الدولي على متن إحدى الرحلات الآتية من ألمانيا ويجري التحقيق معه بالنيابة العامة. ويعمل في صحيفة «السفير العربي» وباحثا في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

و أذاع الإعلامي وائل الإبراشي مقطعًا لضابط شرطة يقوم بالتعدي على سائق في مدينة دريم. وجاء في المقطع ضابط شرطة يقوم بالاعتداء بقوة على أحد السائقين وهو يصفع المواطن على وجهه مرات عدة بدون سبب معروف فيما بدا السائق منهك القوى مستسلماً ولا يقوى على الدفاع عن نفسه حتى تدخل بعض المواطنين محاولين منع الضابط من ضربه. 

ودعا الإعلامي جابر القرموطي، وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار إلى الخروج للشعب ببيان للاعتذار عن واقعتي التعذيب اللتين وقعتا في قسمي شرطة بالإسماعيلية والأقصر. وخاطب القرموطي الوزير قائلا: «افتح صفحة جديدة مع الشعب، لأن الصفحة القديمة باظت وتمزقت واتملت».

وتابع: «هناك ضباط شرطة لا يعرفون سوى إن حذاءهم فوق الناس، هؤلاء الضباط خائنو الأمانة»، مشيرًا إلى أن ما يعرفه الإعلام والرأي العام أقل بكثير مما يحدث.

ولفت إلى أن «هناك ضباطا يحملون الأمانة، حتى يصفى جسده، ويموت عشان البلد، وآخر يموت عشان نفسه، هناك تباطؤ من الداخلية ومينفعش تحدث انتكاسة تاني للشرطة وأن تعود لما قبل 25 يناير». 

وقال الإعلامي سيد علي «إن الشعب كان قد بدأ ينسى ماضي الداخلية وتعذيب بأقسام الشرطة والسجون، لماذا تمت العودة إليها ثانية، مضيفا: «كنا نسينا قرف زمان بتهدوا الثقة معاكم مرة ثانية ليه، لم ننس شهداء الداخلية، ولكن لن نقبل التجاوز في حق الشعب». 

وأضاف «يا سيادة وزير الداخلية اتعلمنا الدرس، لا توجد مؤامرة على البلد، ولكن مؤامرة يقودها فراعنة صغار في الوزارة، تخلص منهم، تخلص من الـ5 ٪ الفاسدين في الجهاز»، وقال يجب على وزير الداخلية أن يخرج للشعب للاعتذار، متهماً الوزارة بالإطاحة بكل القوانين التي تحض على حماية حقوق الإنسان والإعلاء من شأن قيم المواطنة، موضحا بلهجة غاضبة: «لست على رأسي بطحة، ولا أخاف من أحد، ولن أتوقف عن فضح الممارسات الخاطئة».

وفي السياق ذاته هاجم مجدي سرحان رئيس تحرير «الوفد» بضراوة وزير الداخلية مؤكداً أن سياسة وزارته تعيد للأذهان السجل الأسود لوزراء داخلية مبارك التي ثار عليها الشعب مطالباً بضرورة محاسبة كل من يتورط في تعذيب المواطنين وعلى النهج ذاته صعد وجدي زين الدين الرئيس التنفيذي لـ «الوفد» سياسة الداخلية القمعية مطالباً بضرورة محاسبة كل من تورط في تعذيب المواطنين.

فيما أشاد حزب الغد برئاسة المهندس موسى مصطفى موسى بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزير الداخلية بوقف أي فرد من أفراد الشرطة عن العمل في حالة تجاوزه ضد المواطنين. وأصدر «الغد» بيانا قال خلاله: «إن تدخل الرئيس الفوري لوقف بعض الانتهاكات الفردية من قبل قلة تنتمي لوزارة الداخلية يؤكد مدى تفاعله السريع مع الشعب». ودعا البيان وزارة الداخلية لمحاسبة المقصرين.