التاريخ: تشرين الثاني ٢٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
عقوبات اميركية على مقربين من النظام لتمويلهم نفط داعش روسيا تغطّي الأجواء بـ"أس - 400"
تعزيزات تركيا على الحدود السورية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية نجاح عملية إنقاذ أحد طياري قاذفة "السوخوي - 24" الروسية التي أسقطتها تركيا بدعوى انتهاكها المجال الجوي التركي، وقت وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نشر منظومة صواريخ ارض - جو متطورة من طراز "إس - 400" في قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية. ويمكن هذه الصواريخ ان تغطي كامل الاجواء السورية. وتعهد بوتين أن تتعامل روسيا بأقصى درجات الجدية، على خلفية حادث استهداف قاذفتها فوق سوريا، وتسخّر كل السبل المتاحة لديها للدفاع عن أمنها. أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فلم يعتذر قائلا إن بلاده كانت تدافع عن أمنها و"حقوق أشقائنا في سوريا". وأوضح أن السياسة التركية لن تتغير.

وفي مؤشر لعزم روسيا على المضي في سياستها في سوريا، كثف الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على ريف اللاذقية الشمالي في غرب سوريا حيث أسقطت "السوخوي" وقتل أحد طياريها.

أما الطيار الثاني فأنقذ وأعيد الى قاعدة حميميم الجوية في جنوب اللاذقية والتي تتخذها روسيا قاعدة لعملياتها العسكرية. وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان عملية الانقاذ نفذتها "وحدات من المهمات الخاصة في الجيش السوري في عملية مشتركة مع القوات الخاصة الروسية".

ونشر الجيش التركي ما قال إنه تسجيلات لتحذيرات وجهت الى قائد الطائرة الروسية قبل اسقاطها الثلثاء على الحدود السورية. وجاء في أحد هذه التسجيلات بالانكليزية تكرار للعبارات الآتية: "هنا سلاح الجو التركي. انتم تقتربون من المجال الجوي التركي. اتجهوا جنوبا فورا".

لكن قنوات التلفزيون الروسي نقلت عن الطيار الناجي تأكيده أنه لم يتلق "أي تحذير" ولا "أي اتصال" من الجيش التركي الذي كان قال إنه أصدر عشرة تحذيرات في غضون خمس دقائق.
وأفاد الجيش التركي أنه بذل جهدا عظيما للعثور على الطيارين الروسيين وإنقاذهما، وأنه لم يكن يعلم ان الطائرة التي أسقطها روسية.
من جهة أخرى، تحدثت وسائل اعلام تركية عن ارسال الجيش التركي تعزيزات الى الحدود مع سوريا.

مساع لتخفيف التوتر
واتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف للاعراب عن تعازيه بمقتل الطيار الروسي إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الاميركية أن كيري دعا، خلال الاتصال، إلى الهدوء وإجراء حوار بين روسيا وتركيا خلال الأيام المقبلة في شأن الواقعة. وحض الجانبين على عدم السماح لمثل هذه الحادثة أن تؤدي إلى تصعيد التوترات بين روسيا وتركيا أو داخل سوريا. وأكد أهمية مواصلة دفع الجهود من أجل إحراز تقدم في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

الى ذلك، أعلن مكتب الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني أن روسيا وأوروبا اتفقتا على مواصلة الجهود لايجاد حل ديبلوماسي في سوريا بعدما تحدثت مع لافروف. وأضاف المكتب ان الجانبين "اتفقا على ضرورة تأمين المسار الديبلوماسي للازمة السورية الذي افتتح في فيينا" في اشارة الى العاصمة النمسوية، وأن موغيريني "أكدت أيضا أهمية توحيد الصفوف في المعركة ضد داعش (الدولة الاسلامية) وعلى تنسيق الجهود".

عقوبات أميركية
على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات مالية على شركات وأشخاص عدة سوريين وروس بينهم وسيط للحكومة السورية قالت انهم سهلوا شراء النفط من "داعش".
وقالت وزارة الخزانة الاميركية في بيان انه "ردا على العنف المستمر الذي يمارسه نظام بشار الاسد على مواطنيه" فرضت عقوبات على أربعة اشخاص وست شركات "يوفرون الدعم للحكومة السورية بينهم وسيط لشراء النفط للنظام السوري من تنظيم الدولة الاسلامية".

واتهم رجل الاعمال السوري جورج حسواني وشركته "هيسكو" التي تمتلك مرافق لانتاج الطاقة في سوريا في أراض يسيطر عليها "داعش"، بشراء النفط من التنظيم لحساب الدولة السورية.

وتستهدف العقوبات الاميركية ايضاً رجل الاعمال الثري الروسي كيرسان ايليومجينوف الذي يتولى رئاسة الاتحاد الدولي للشطرنج، اذ اتهم بتقديم دعم مالي للنظام السوري. كما ادرج اسم شخص آخر باعتباره متورطا في علاقات مالية لمصلحة الحكومة السورية هو رجل الاعمال مدلل خوري. وادرج على القائمة السوداء الى جانب خمسة من شركاته.

ورداً على العقوبات الاميركية، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو لا تفهم العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا في شأن سوريا وأن على واشنطن أن تكف عن ممارسة "ألاعيب الجغرافيا السياسية". وأضاف: "من الواضح أن هذه لحظة جديدة معقدة في العلاقات".

روسيا تُرسل صواريخ "أس - 400" لحماية مقاتلاتها في سوريا وتعتبر إسقاط تركيا طائرتها عملاً مدبّراً وتعيد النظر في العلاقات

عقب اسقاط تركيا القاذفة الروسية "سوخوي - 24" على الحدود السورية - التركية، أعلنت موسكو انها سترسل نظام صواريخ "أس - 400" المتطور للدفاع الجوي الى قاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية السورية وانها ستعمل على معاقبة تركيا اقتصادياً، فيما سعت أنقرة الى عدم تصعيد الموقف مع الكرملين.

أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان الطيران الحربي الروسي كثف خلال الساعات الأخيرة غاراته الجوية على ريف اللاذقية الشمالي في غرب سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تشن الطائرات الحربية الروسية منذ ليل أمس غارات كثيفة على منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان"، اللذين يعدان معقلين للفصائل في محافظة اللاذقية. وأحصى 12 غارة روسية منذ صباح الأربعاء وحتى ساعات الظهر على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.

وأوضح عمر الجبلاوي، الناطق باسم "تجمع ثوار سوريا"، وهو تجمع اعلامي معني بمتابعة اخبار الفصائل المقاتلة، أن "اسراباً من الطائرات الروسية تتولى تباعاً قصف جبل التركمان وجبل الأكراد منذ أمس بشكل رهيب". وأضاف الجبلاوي الموجود في جبل التركمان ان "القصف يتركز على جبل النوبة" حيث استهدف مقاتلو الفصائل الثلثاء طائرة مروحية روسية مما أجبرها على الهبوط اضطرارياً.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان "سلاح الجو في الجيش العربي السوري يستهدف تجمعات الارهابيين" في مناطق عدة في "ريف اللاذقية الشمالي ويقضي على العشرات منهم".

وتستمر الاشتباكات بين قوات النظام بدعم من "حزب الله" اللبناني والفصائل الاسلامية والمقاتلة في جبل النوبة ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي الذي يشهد منذ أيام معارك عنيفة بغطاء كثيف من الطائرات الحربية الروسية. واستناداً الى المرصد، فقد أحرزت قوات النظام الثلثاء تقدماً في أربع نقاط في جبل الأكراد وجبل التركمان.


الموقف الروسي
وأعلن الكرملين أمس انه سيرسل نظام "إس - 400" للدفاع الجوي الى قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، وهو نظام متطور يمكنه اسقاط الطائرات من مسافة بعيدة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين: "آمل في ان يكون هذا الى جانب اجراءات أخرى سنتخذها كافياً لضمان (سلامة) طلعاتنا".

وشدّد بوتين أيضاً انتقاده للقيادة التركية ونقلت وكالات روسية للأنباء عنه إن القادة السياسيين في تركيا يشجعون أسلمة المجتمع التركي، وهو أمر يمثل مشكلة. وأوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء غداة اسقاط تركيا طائرة حربية روسية نقلاً عنه ان "المشكلة ليست المأساة التي شهدناها أمس... المشكلة أعمق بكثير. نلاحظ أن... القيادة التركية الحالية على مدار عدد كبير من السنوات تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها".
وحذر بوتين من خطر جسيم قد يتهدد السياح الروس الموجودين في تركيا على خلفية التطورات الأخيرة.

وسيعتبر الاعلان عن ارسال صواريخ "اس - 400" الى سوريا، تحذيراً صريحاً لتركيا من محاولة اسقاط أي طائرات روسية أخرى من تلك التي تقصف متشددين اسلاميين وجماعات معارضة منذ 30 أيلول الماضي.

وحصل أول الامر لبس في نوع النظام الذي يشير اليه بوتين. فقد تحدث الرئيس الروسي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي عن نظام "إس - 300".
لكن وكالات روسية نقلت عن وزير الدفاع سيرغي شويغو وعن ناطق باسم الكرملين لاحقاً أن روسيا سترسل نظام "إس-400" المتقدم للدفاع الجوي إلى قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية بسوريا.
وصرح رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف بأن على أنقرة ان تتوقع ان تطاولها عقوبات اقتصادية وفي قطاع الأعمال. وقال إن إسقاط تركيا المقاتلة الروسية قد يؤدي إلى إلغاء بعض المشاريع المشتركة المهمة بين البلدين. وأضاف أن الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الروسية. وشكا من ان تصرفات أنقرة زادت التوتر بين روسيا وحلف شمال الاطلسي الذي تنتمي اليه تركيا، وكرر ما ردده بوتين من اتهامات لبعض المسؤولين الأتراك وتربحهم من صفقات نفط مع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي: "لا نعتزم شن حرب على تركيا. موقفنا من الشعب التركي لم يتغير. لدينا تساؤلات عن تصرف القيادة الحالية في تركيا". وأكد أن روسيا تعتبر إسقاط الطائرة عملاً مدبراً وإن موسكو "ستعيد النظر جدياً" في علاقاتها مع أنقرة.
وعندما سئل هل يجري الإعداد لمحادثات في المستقبل، أجاب بأنه لا خطط لإرسال أي مسؤولين إلى تركيا وأن موسكو لا تعتزم استضافة أي زيارات تركية.
وفي وقت سابق أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية التركية إن لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو اتفقا على الاجتماع في غضون أيام، لكن موسكو نفت الأمر في ما بعد.

رواية الطيار
وأبلغ أحد الطيارين الروسيين للمقاتلة التي اسقطتها تركيا على الحدود السورية وسائل اعلام حكومية روسية ان الاتراك لم يوجهوا أي تحذير. وقال كونستانتين موراختين لصحافيين روس داخل قاعدة جوية روسية في سوريا بعدما أنقذته قوات خاصة سورية وروسية في وقت متقدم الثلثاء: "لم يكن هناك اي تحذير، لا عبر اللاسلكي ولا بصرياً. لم يكن هناك أي اتصال على الاطلاق"، مضيفاً انه "لو اراد (الجيش التركي) أن يحذرنا، لكان قادراً على ارسال طائرة في محاذاتنا. لم يكن هناك شيء على الاطلاق". وشدد على أن طاقم الطائرة يحفظ المنطقة عن ظهر قلب.

الموقف التركي
وفي المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة أمام اجتماع لرجال الأعمال في اسطنبول إن النيران أطلقت على الطائرة وهي في المجال الجوي التركي وإنها تحطمت داخل سوريا، لكن بعض أجزائها سقطت في تركيا وأصابت مواطنين أتراكاً. وأكد ان "لا نية لدينا لتصعيد هذه الحادثة. ندافع فقط عن أمننا وحقوق أشقائنا"، وأن سياسة تركيا حيال سوريا لم تتغير.
وأضاف: "سنواصل جهودنا الإنسانية على جانبي الحدود. نحن مصمّمون على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع موجة هجرة جديدة... قيل إنهم (الروس) هناك لقتال داعش (الدولة الإسلامية)... أولاً تنظيم داعش الإرهابي ليس له وجود في منطقة اللاذقية ولا في الشمال حيث يتمركز التركمان. دعونا لا نخدع أنفسنا". وأشار الى أن تركيا بذلت "جهداً هائلاً" لمنع حادث مثل إسقاط الطائرة الروسية لكن صبرها نفد.
وتحدثت وسائل اعلام تركية عن توجه دبابات تركية الى الحدود مع سوريا.