التاريخ: تشرين الثاني ١٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ردّ روسي استراتيجي على "داعش" في سوريا لإسقاط طائرة سيناء بقنبلة
لم تتأخر روسيا في الرد على تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بعدما توصل جهاز الامن الفيديرالي الى ان قنبلة يدوية الصنع كانت وراء كارثة طائرة الركاب الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء في 31 تشرين الاول الماضي، إذ أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن بدء مشاركة قاذفات استراتيجية روسية بعيدة المدى في توجيه ضربات إلى مواقع التنظيم في سوريا، موضحاً أن الامر يتعلق بطائرات " تو - 160" و"تو - 95 إم إس" و"تو - 22 إم3" تابعة للطيران الروسي البعيد المدى.

وأوضح أن 12 قاذفة روسية استراتيجية من طراز "تو - 22 إم 3" شاركت فجر أمس في توجيه الضربات إلى معاقل "داعش" في الرقة شمال سوريا. ثم أطلقت طائرات "تو - 160" و"تو - 95 إم إس" 34 صاروخا مجنحا على مواقع الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.

وقال قائد الطيران الروسي البعيد المدى الجنرال أناتولي جيخاريف في سياق تقديم تقريره الى الرئيس فلاديمير بوتين إن طائرات "تو - 160" و"تو - 95 إم إس" استمرت في الجو مدة تجاوزت ثماني ساعات، فيما قطعت طائرات "تو-22 إم3" مسافة تجاوزت 4500 كيلومتر.

وكشف رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف إن 25 طائرة إضافية تابعة للطيران البعيد المدى ستنضم الى العملية ضد "داعش"، بالإضافة الى ثماني قاذفات واعدة من طراز "سو - 34"، وأربع مقاتلات "سو - 27 إس إم".

وأفاد أن سلاح الجو الروسي قام منذ بدء العملية العسكرية في سوريا في 30 أيلول الماضي بـ 2289 طلعة قتالية، ودمر 4111 موقعا للإرهابيين، بما في ذلك 562 مركز قيادة و64 قاعدة تدريب و54 ورشة لإنتاج الأسلحة والذخيرة. وقال إن الغطاء الجوي الروسي أتاح للجيش السوري بدء التقدم على كامل خط الجبهة في محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحمص ودمشق، وتحرير 80 بلدة من أيدي الإرهابيين، واستعادة السيطرة على أراض تتجاوز مساحتها 500 كيلومتر مربع.
كما تحدث غيراسيموف عن توسيع المنطقة الآمنة حول قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.

ودعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن، من دون تأخير، إلى اتخاذ قرار بتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.
وصرح المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو وباريس قد تطرحان في 4 كانون الاول المقبل مبادرة مشتركة خاصة بإعداد وثيقة عن قضية الإرهاب.
 
كيري: انتقال سياسي سوري
ومع التصعيد العسكري الروسي ضد "داعش" في سوريا، رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه أمس، ان سوريا قد تبدأ مرحلة "انتقال سياسي كبير" في غضون "اسابيع" بين النظام والمعارضة. وقال: "نحن على مسافة أسابيع نظرياً، من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية... نحن لا نتحدث عن اشهر وانما عن أسابيع، كما نأمل".

وأضاف أن "كل ما نحتاج اليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل الى وقف للنار. انها خطوة جبارة"، ملمحا بذلك الى التسوية التي تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري واعضاء من المعارضة السورية قبل الاول من كانون الثاني 2016.

كذلك تنص تسوية فيينا التي وقعها السبت ممثلو 20 دولة، بينها روسيا والولايات المتحدة وايران والدول العربية والاوروبية، على وقف النار واجراء انتخابات وصياغة دستور جديد.

وصرح كيري ايضا بأن بلاده ستبدأ عملية مع تركيا لتأمين كل حدود شمال سوريا. وقال في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون: "الحدود الكاملة لشمال سوريا – اقفل 75 في المئة منها الآن – ونحن مقبلون على عملية مع الاتراك لاقفال 98 كيلومترا متبقية".


تصعيد غير مسبوق للغارات الروسية على "داعش" بعد تأكيد موسكو إسقاط طائرتها في سيناء بتفجير قنبلة


أكدت موسكو أمس أن عملاً ارهابياً تسبب بتحطم طائرة الركاب الروسية "آيرباص أي 321" في سيناء في 31 تشرين الاول ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، وتوعدت بالعثور على المسؤولين "اينما كانوا" في العالم ومعاقبتهم وتلا ذلك تصعيد غير مسبوق في الضربات الروسية على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا.
 
بعيد ابلاغ الاستخبارات الروسية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قنبلة يدوية الصنع كانت وراء تفجير الطائرة المنكوبة التي سبق لتنظيم "داعش" أن أعلن مسؤوليته عن اسقاطها، قال بوتين في اجتماع أمني مكرس لنتائج الكارثة في الكرملين، أن تفجير الطائرة الروسية هو ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا. وأضاف أن "روسيا ستجد الإرهابيين الذين فجّروا الطائرة الروسية في أي مكان من العالم وستعاقبهم". وأوعز الى الاستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في التفجير. وحذر "الجميع الذين سيحاولون مساعدة الإرهابيين من أنهم سيتحملون المسؤولية الكاملة عن انعكاسات ذلك".

ورأى أن الغارات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا "يجب أن تتواصل وتزداد كثافة كي يدرك المجرمون أن الانتقام لا مفر منه"، وقال: "أطلب من وزارة الدفاع والأركان العامة تقديم اقتراحات في هذا الشأن. سأتأكد من تنفيذ هذا العمل". كذلك "أطلب من وزارة الخارجية الروسية التوجه إلى جميع شركائنا. نعول خلال هذا العمل، بما فيه البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، على جميع أصدقائنا". وأفاد أن "موسكو ستتصرف بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها". وذكر أنها "ليست المرة الأولى تواجه روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية وغالباً من دون أية أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حصل لدى تفجير محطة القطارات في فولغوغراد في نهاية عام 2013".

وفي معرض تعليقه على أهداف العملية الروسية في سوريا، قال بوتين خلال اجتماع عقده مع قادة الوحدات القتالية المشاركة في العملية: "إنكم، بتنفيذ المهمات القتالية في سوريا، تعملون على حماية روسيا ومواطنيها. وإنني أريد أن أشكركم على خدمتكم وأتمنى لكم النجاح".
وأبلغ قادة الجيش بوتين الذي زار مقر القيادة في وزارة الدفاع بموسكو أن القوات الجوية نفذت نحو 2300 طلعة جوية في سوريا خلال الساعات الـ 48 الأخيرة.

وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان قاذفات استراتيجية روسية ضربت أهدافاً لـ"داعش" في مدينتي الرقة ودير الزور في سوريا. وقال إن "قاذفات بعيدة المدى من طراز تو - 22 شنت غارات على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي في محافظتي الرقة ودير الزور"، وان الجيش الروسي اطلق صواريخ عابرة على محافظتي حلب وادلب. وهذه المرة الاولى تستخدم روسيا قاذفات استراتيجية في قصف أهداف لـ"داعش". وتحدث عن مضاعفة عدد الطلعات القتالية للطائرات الروسية المشاركة في العملية الجوية بسوريا، وهذا ما "يتيح توجيه ضربات دقيقية قوية الى إرهابيي "داعش" في عمق الأراضي السورية".

وقال بوتين لكبار القادة العسكريين بعدما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نشر حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في مياه شرق المتوسط، انه "من الضروري اجراء اتصال مباشر مع الفرنسيين والعمل معهم كحلفاء".
 
صواريخ عابرة
وأصدر الكرملين بياناً عقب مكالمة هاتفية بين بوتين وهولاند جاء فيه: "لقد تم الاتفاق على اجراء اتصالات وتنسيق أقوى بين الاجهزة العسكرية والامنية في البلدين في ما يتعلق بالعمليات التي يشنها البلدان ضد التنظيمات الارهابية".
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية نجاح عملية إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "توبول"، قائلة إن الهدف كان يكمن في اختبار رأس قتالي واعد للصواريخ الباليستية الروسية. وصرح الناطق باسم قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية الكولونيل إيغور يغوروف بأن الصاروخ أطلق الساعة 15:12 بتوقيت موسكو من ميدان كابوستين يار في مقاطعة أستراخان بجنوب روسيا، وأصاب هدفه المحدد في ميدان ساري شاغان في قازاقستان بدقة.

وفي واشنطن، قال مسؤول دفاعي أميركي طلب عدم ذكر اسمه، إن روسيا تشن عدداً كبيراً من الغارات في سوريا وانها أبلغت الولايات المتحدة قبل تنفيذها أنها ستستخدم صواريخ "كروز" تطلق من البحر وقاذفات بعيدة المدى.
 
هيئة الامن الفيديرالي
وفي وقت سابق، قال مدير هيئة الأمن الفيديرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف إن فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة الروسية المنكوبة وكذلك أجزاء الطائرة، "أتاح العثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع"، مؤكداً أن "انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع على متن الطائرة أدت إلى تحطمها في سيناء".
وأضاف أن الخبراء قدروا قوة العبوة الناسفة بكيلوغرام واحد من مادة "التروتيل". وبناء على ذلك، "يمكن أن نؤكد أن ذلك عمل إرهابي"، وهو يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة.

وأعلنت هيئة الأمن الفيديرالية في بيان أن "الهيئة وقوات الأمن الروسية تتخذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية"، وأن "السلطات الروسية ستدفع 50 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تساعد على القبض على المجرمين".
 
مصر
وصرح رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل في مؤتمر صحافي بان القاهرة ستأخذ في الاعتبار في التحقيقات التي تجريها في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية ما توصلت إليه روسيا في شأن الحادث، لكن التحقيقات لم تتوصل إلى دليل على عمل جنائي وراء الحادث.
وقال وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار إنه في حال وجود قصور أمني سيعاقب المسؤولون عنه. ونفى توقيف اثنين من الموظفين في مطار شرم الشيخ، قائلاً إن هذه الأنباء ترجع إلى عمليات الفحص التي تتم للعاملين في المطارات.

وقال وزير الطيران المدني حسام كمال في المؤتمر الصحافي إن لجنة التحقيق في الحادث لم تتوصل بعد إلى أي أدلة على عمل جنائي في حادث تحطم الطائرة.

وجاء في بيان للحكومة المصرية: "تؤكد مصر في هذا الاطار تعاونها الكامل مع الجانب الروسي في القضاء على الإرهاب وتكثيف المشاركة والتعاون الدولي في هذا الخصوص".
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تشديد اجراءات الامن في المطارات المصرية.
يذكر أن طائرة "أي 321" التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" الروسية التي كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى بطرسبرج تحطمت في سيناء في 31 تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا، بينهم سبعة من أفراد الطاقم.
 
لافروف
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نص دونه في دفتر التعازي بالسفارة الفرنسية بضحايا الاعتداءات الدامية التي نفذها "داعش" في باريس الجمعة إلى "قطع دابر مخططات التنظيم الهمجية وإقامة تحالف عالمي حقيقي لمكافحة الإرهاب بلا هوادة".