ذكرت وزارة الخارجية الروسية ان الوزيرين سيرغي لافروف وجون كيري اجريا اتصالاً هاتفياً للتنسيق، شددا خلاله على ان اجتماع فيينا يستهدف اقناع الأطراف السورية ببدء الحوار في وقت رفضت اطراف من المعارضة ودول غربية مسودة خطة روسية كانت ستُطرح في الاجتماع الوزاري في فيينا السبت لحل الأزمة السورية لأنها تستهدف إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة و «تهميش الأصوات المعارضة»، وسط إعلان طهران عدم مشاركة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الاجتماع الذي سيسبقه لقاء لتحديد قائمة مشتركة بـ «التنظيمات الإرهابية». وحض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على إدراج «ميليشيات إيرانية ضمن هذه القائمة».
ويبحث الاجتماع الدولي - الإقليمي في اختيار أسماء «وفد موحد» يمثل المعارضة للتفاوض مع النظام حول عملية سياسية انتقالية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي «على كل بلد ان يقدم لائحة اسماء ويتم بعدها خفض عدد الأسماء الى عشرين او 25 اسماً سيتوزع اصحابها على لجنتين: الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن، على ان تعمل اللجنتان بإشراف موفد الأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا». وأضاف «لكن لن يتم الانتهاء من الموضوع السبت. سيستغرق الأمر وقتاً».
وكشف ديبلوماسي أوروبي أن «لجنة تحضيرية تضم مسؤولين من تسع دول ستبدأ الخميس بإعداد لوائح بأسماء المعارضين وكذلك لوائح اخرى تحدد المنظمات الإرهابية». كما سيتطرق البحث الى المسائل الإنسانية. وأشار الى ان الأمور «لن تحل السبت. لا يمكن حل نزاع خمس سنوات في يوم واحد».
وأظهرت مسودة وثيقة حصلت «رويترز» على نسخة منها، أن روسيا تريد اتفاق النظام والمعارضة على بدء عملية إصلاح دستوري تستغرق 18 شهراً تتبعها انتخابات رئاسية. ولم تستبعد مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مبكرة. ونفت روسيا إعداد أي وثيقة قبل محادثات السلام التي تجرى في فيينا هذا الأسبوع، ما اعتبر بمثابة سحب للخطة بعد اعتراض معارضين ودول غربية عليها.
وقال عضو «الائتلاف» منذر اقبيق أمس: «الشعب السوري لم يقبل قط دكتاتورية الأسد ولن يقبل إعادة إنتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر». وأضاف لـ «رويترز»: «الروس يحاولون الآن أن يلعبوا اللعبة نفسها التي يلعبونها منذ جنيف»، في إشارة إلى المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة وانهارت عام 2014. من جهته، قال هادي البحرة عضو اللجنة السياسية في «الائتلاف»، إن المشكلة الأساسية هي الأسد، وأي عملية سياسية يجب أن تتعامل مع هذا بتعهدات وضمانات. ورفض أيضاً فكرة إجراء انتخابات تحت إشراف النظام الحالي، قائلاً: «كيف ستكون الانتخابات نزيهة والمواطنون داخل سورية خائفون من قمع الأجهزة الأمنية للنظام؟».
في نيويورك، أعلن سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، أن اجتماع فيينا لن يركز على الخطة الروسية. وقال رايكروفت للصحافيين: «نحن على علم بالمقترح الروسي. خطة الثماني نقاط ليست بحد ذاتها في صميم محادثات فيينا». واعتبر ديبلوماسيون غربيون آخرون أن الخطة الروسية المقدمة قبل أسبوعين تقريباً لا توضح مصير الأسد الذي يشكل عثرة كبيرة في المحادثات، ولذلك فهي لا يمكن أن تشكل أساساً للبحث.
ووصف ديبلوماسي في مجلس الأمن المقترح الروسي بانه «متسرع» و «لا يقدم الإجابة» المطلوبة، فيما قال آخر: «هذا غير كاف. نحتاج إلى وضوح أكبر، وأشياء ملموسة أكثر». وأضاف: «يجب أن يكون جزءاً من الحل النهائي أن الأسد لن يكون في الحكم في نهاية الأمر».
واعتبر لافروف وظريف في ختام محادثة هاتفية أن «المشاركين في مجموعة دعم سورية عليهم مساعدة (نظام دمشق والمعارضة) على التوصل إلى اتفاق، ويجب ألا تحل محادثاتهم محل المفاوضات بين السوريين».
ونقلت وكالة «تسنيم» عن أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لبنان قوله: «إذا شاركت إيران في اجتماعات فيينا، فإنها بالتأكيد ستكون في غياب ظريف، إذ إنه سيرافق رئيس الجمهورية حسن روحاني في جولته الأوروبية» وتشمل إيطاليا وفرنسا بين 14 و17 الجاري وسط أنباء عن أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيثير الموضوع السوري مع روحاني.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن موسكو ستركز على قضيتين رئيسيتين في اجتماع فيينا. وأضافت: «الأولى هي تصنيف وفهم من الذين يجب أن نعتبرهم إرهابيين في سورية وفي المنطقة، والثانية هي وضع قائمة بممثلي المعارضة السورية الذين يمكن أن يجروا مفاوضات مع دمشق». وقال ديبلوماسي غربي إن موسكو تريد استخدام هذا التعريف ليشمل كل جماعات المعارضة المسلحة وليس المتطرفين فقط، مثل «داعش» و «جبهة النصرة».
وطالب «الائتلاف» في بيان مجلس الأمن بـ «إدراج المنظمات التي تمولها إيران لارتكاب جرائم القتل والتعذيب في سورية بينها حزب الله ولواء أبو الفضل العباس ولواء فاطميون ولواء زينبيون ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وقطع الدعم عنها، وملاحقة عناصرها، خاصة أن ما يقومون به من جرائم لا يقل شناعة عما تقوم به المنظمات الإرهابية الأخرى».
المعارضة تتقدم في ريف حلب... و «داعش» يتراجع قرب الحسكة
تقدم مقاتلو المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي شمال البلاد وريف حماة في الوسط بالتزامن مع استمرار المعارك بين القوات النظامية وعناصر «داعش» في مطار كويرس العسكري، في وقت حقق مقاتلون أكراد وعرب تقدماً إضافياً في ريف الحسكة شرقاً.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن سلاح الجوي الروسي نفذ 85 طلعة وقصف 277 هدفاً «للإرهابيين» في سورية خلال اليومين الماضيين. ونقلت الوكالة أيضاً عن الوزارة قولها إن سلاح الجو الروسي ساعد الجيش النظامي السوري على كسر حصار قاعدة كويرس العسكرية بمحافظة حلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس: «نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية، بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء غارتين على مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وغارة أخرى على مناطق في بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية»، فيما استمرت الاشتباكات الى ما بعد منتصف ليل أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مطار كويرس العسكري الذي تمكنت قوات النظام من فك حصار التنظيم عنه أول من أمس».
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أمس ان الرئيس بشار الأسد «اتصل هاتفياً بعد فك الحصار عن مطار كويرس العسكري باللواء منذر زمام وقائد القوة العسكرية التي فكت الحصار عن المطار العقيد سهيل الحسن»، حيث قال الأسد لقائد المطار: «قاتلتم وثبتم وكنتم خير مثال للصمود والبطولة والاستبسال وصورة مشرقة في تاريخ بطولات الجيش. وصمودكم لسنوات لهو خير دليل على ثقتكم بالجيش وجنوده الأبطال ورفاقكم فكنتم على يقين بالنصر وعلى ثقة بأن الحصار سيزول عنكم عاجلاً أو آجلاً».
وأبلغ الأسد العقيد الحسن الملقب بـ «النمر»: «قوتكم وشجاعتكم وتضحيات الأبطال الذين كانوا معكم كانت خير دليل على عقيدة الجيش بالدفاع عن كامل تراب الوطن ومثالاً في التضحية والفداء».
واستمرت أمس الاشتباكات بريف حلب الجنوبي بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة و «جبهة النصرة» من جهة أخرى، ودارت اشتباكات بعد منتصف ليل أول من أمس بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محيط قرية الشيخ نجار شرق حلب، بحسب «المرصد».
واضاف ان «اشتباكات عنيفة دارت ايضا بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى، في محيط بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، ما أدى لمقتل عدة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في محيط قرية المحل بالريف الجنوبي، وسط تقدم للفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة في المنطقة».
وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان مقاتلي «حركة أحرار الشام الاسلامية» أحبطوا أمس «عملية تسلل لقوات الأسد إلى بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي وتمكنوا من التصدي لعملية تسلل ليلية لميليشيات الأسد إلى النقطتين الثانية والرابعة على أطراف بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، وقتلوا عدة جنود».
واضافت: «استهدف مقاتلو أحرار الشام معاقلَ قوات الأسد في تلة البنجيرة جنوب بلدة الحاضر بالريف الجنوبي بقذائف مدفع 130 والأسلحة الثقيلة، وحققوا إصابات مباشرة».
وكان «الثوار أحبطوا أمس هجوماً واسعاً لقوات الأسد بتغطية كثيفة من الطيران الروسي على بلدة الحاضر، حيث تمكّنوا من قتل ما يزيد عن 15 عنصراً من القوات المهاجمة وتدمير سيارتين، كما نجحوا في شنّ هجوم معاكس أسفر عن إحكام سيطرتهم على المزارع الشرقية المحيطة ببلدة الحاضر»، بحسب «الدرر».
في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» ان المعارك استمرت «بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط البحرة الخاتونية بمنطقة الهول في ريف الحسكة الشرقي، ترافق مع تنفيذ طائرات تابعة للتحالف الدولي عدة ضربات على مناطق الاشتباك، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد مقاتلين اثنين على الأقل من قوات سورية الديموقراطية، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
واضاف ان «قوات سورية الديموقراطية سيطرت على البحيرة الخاتونية - أولى خطوط الدفاع عن بلدة الهول وريف الحسكة الجنوبي التي تعد خط الدفاع الأول عن بلدة الهول التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث تدور اشتباكات عنيفة في المنطقة بين الطرفين منذ أيام، تمكنت خلالها قوات سورية الديموقراطية من السيطرة على المنطقة، في محاولة من هذه القوات المؤلف من وحدات حماية الشعب الكردي ووحدات حماية المرأة وجيش الثوار وفصائل غرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني، التقدم والسيطرة على بلدة الهول والاستمرار باتجاه الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، والذي تعد مدينة الشدادي أحد معاقل التنظيم الرئيسية فيه، وترافقت المعارك العنيفة في المنطقة وعمليات السيطرة على البحيرة الخاتونية، مع قصف لطائرات التحالف على مواقع التنظيم في المنطقة».
في واشنطن، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه نفذ 11 ضربة استهدفت تنظيم «داعش» في سورية و17 ضربة في العراق الثلثاء. وأعلنت قوة المهمات المشتركة في بيان الأربعاء إن الضربات التي وجهها التحالف في سورية كانت قرب الهول ودير الزور والحسكة ومارع وتدمر ودمرت مركبات ومواقع قتالية وعبوتين متفجرتين بدائيتي الصنع.
وكان جنرال في سلاح الجو الاميركي في واشنطن أعلن ان العسكريين الاميركيين والروس يتحادثون «مرتين يومياً» لتبادل المعلومات حول عملياتهما الجوية في سورية.
وقال الجنرال هربرت هاوك كارلايل أحد أبرز المسؤولين في سلاح الجو الأميركي خلال لقاء مع صحافيين في واشنطن، إن القيادة الأميركية المكلفة العمليات العسكرية في سورية «تتحادث مرتين يومياً» مع نظيرتها الروسية، مضيفاً ان «هناك خطاً مباشراً» بين القيادتين.
وتابع الجنرال الأميركي «ان الجميع حريصون على سلامة التحركات الجوية. لا احد يريد اوضاعاً خطيرة او تفسيرات خاطئة».
الا انه حرص على القول ان هذه الاتصالات لا تصل الى حد تبادل خطط العمليات اليومية لسلاحي جو البلدين، مضيفاً انه تجري متابعة «في الوقت الفعلي» للعمليات الجوية الحاصلة.
في شمال غربي البلاد، «استمرت الاشتباكات العنيفة الى ما بعد منتصف ليل الثلثاء- الاربعاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية غمام ومناطق أخرى في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لاستشهاد مقاتل من الفصائل الاسلامية ومقتل ضابط برتبة ملازم اول من قوات النظام، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها روسية عدة غارات على مناطق الاشتباكات»، بحسب «المرصد».
وكان قال ان طائرات حربية روسية «شنت غارتين على مناطق في مدينة معرة النعمان» في ريف ادلب بين حلب واللاذقية.
كما نفذ الطيران الحربي الروسي بعد منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء غارة على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماه الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في الريف الشمالي لحماة، من دون أنباء عن إصابات، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية المنصورة بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، بحسب «المرصد» واضاف: «نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية عدة غارات على مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي».
في الجنوب، سقطت صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة دوما شرق دمشق ومناطق أخرى في شرق مشفى البيروني على اتستراد دمشق - حمص بالغوطة الشرقية، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، بحسب «المرصد» الذي قال ان «الاشتباكات تجددت على اوتستراد دمشق - حمص الدولي بين الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام في المنطقة، أيضاً تعرضت مناطق في مزارع مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية لقصف من قبل قوات النظام».
ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 7 غارات على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، فيما قتل مقاتل من الفصائل الاسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالغوطة الشرقية. |