يبحث الاجتماع الدولي حول سوريا المقرر السبت في فيينا في انتقاء اسماء "وفد موحد" يمثل المعارضة السورية في مفاوضات محتملة مع النظام، وقت رفضت المعارضة السورية وديبلوماسيون غربيون خطة روسية لتنظيم انتخابات في سوريا جزءاً من حل النزاع.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي: "على كل بلد ان يقدم لائحة اسماء ويخفض بعدها عدد الاسماء الى 20 او 25 اسماً يتوزع اصحابها على لجنتين: الاولى للاصلاح السياسي والثانية للأمن، على ان تعمل اللجنتان في اشراف المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا". واضاف: "ولكن لن ينتهي الموضوع السبت. سيستغرق الامر وقتاً".
وياتي اجتماع السبت تنفيذاً لتوصيات اجتماع حول سوريا استضافته فيينا في 30 تشرين الاول بمشاركة 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والمملكة العربية السعودية، من دون مشاركة ممثلين للنظام السوري او المعارضة.
وأفاد المصدر الديبلوماسي أنه سيتم التخلي عن فرق العمل الاربعة التي اقترحها دي ميستورا لمصلحة هاتين اللجنتين. وأوضح قائلاً: "فرق العمل الاربعة ستكلف طرح الافكار من دون القدرة على اتخاذ القرار، في حين ان المفاوضات الحقيقية ستجرى ضمن هاتين اللجنتين".
المعارضة والتنظيمات الإرهابية وكشف ديبلوماسي اوروبي في بيروت ان "لجنة تحضيرية تضم مسؤولين من تسع دول ستبدأ اليوم اعداد لوائح بأسماء المعارضين وكذلك لوائح اخرى تحدد المنظمات الارهابية". كما ستبحث في المسائل الانسانية. واشار الى ان الامور "لن تحل السبت. لا يمكن حل نزاع خمس سنوات في يوم واحد".
ولم تتوصل روسيا وايران من جهة، وواشنطن وحلفاؤها من الدول الاوروبية والعربية من جهة أخرى، الى اتفاق على المجموعات المسلحة التي يجب تصنيفها "ارهابية" وتلك التي يمكن اعتبارها جزءاً من المعارضة.
واستنادا الى المصدر الغربي، أعدت السعودية لائحة من 20 اسماً، وقدمت مصر من جهتها عشرة اسماء، في حين اقترحت روسيا لائحة تضم اسماء 38 معارضاً، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الى رئيسه الحالي خالد خوجة.
ومن الاسماء المقترحة ايضاً ممثلون لمعارضة الداخل المقبولة لدى النظام وممثلان عن جماعة "الاخوان المسلمين" هما محمد فاروق طيفور ومحمد حبش. كما تضم اللائحة معارضين تقليديين في سوريا كميشال كيلو وعارف دليلة.
وفي المقابل، يعتبر قياديون في المعارضة السورية ان الامر لا يمكن ان يتم بهذه السهولة. وقال ممثل "الاخوان المسلمين" في الائتلاف فاروق طيفور :"يشكل الائتلاف المرجع الصالح لتحديد وفد المعارضة"، ملاحظا ان لائحة موسكو "تضم اسماء منوعة لكن الجزء الاكبر منها لا علاقة له بالثورة السورية"، وأن "جزءاً كبيراً من هذه الاسماء يرجح الكفة لمصلحة النظام وليس المعارضة".
ووزعت روسيا، التي تدعم النظام السوري منذ بدء النزاع منتصف اذار 2011 ديبلوماسيا واقتصاديا واخيرا عسكريا، خطة من ثماني نقاط الخميس الماضي على الدول المشاركة في اجتماع فيينا. لكنها قوبلت برفض ديبلوماسي غربي.
وتدعو خطة موسكو الى تشكيل لجنة دستورية برئاسة مرشح مقبول لدى النظام والمعارضة في رعاية دو ميستورا، على ان تكون مهمتها وضع دستور جديد خلال 18 شهرا.
وتتضمن الخطة، وفق نسخة عنها تسلمتها وزارة الخارجية اللبنانية من السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين ، اجراء استفتاء حول الدستور المقترح وفي ضوء النتائج يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية. كما تنص على ارجاء الانتخابات البرلمانية المقررة عام 2016 وإجرائها بعد الإصلاحات الدستورية.
وقال مصدر ديبلوماسي في وزارة الخارجية اللبنانية ان المقترحات الروسية تنص على ان يكون الرئيس الجديد مسؤولا عن الجيش وجهاز المخابرات. وأفاد زاسبكين، أن "المطروح مجرد أفكار للمناقشة وليست مقترحات روسية نهائية". ولا تمنع الخطة الروسية الرئيس السوري بشار الاسد من الترشح للانتخابات، علماً ان المجتمعين في فيينا لم ينجحوا في تذليل الخلاف على مستقبل الاسد.
رفض غربي لكن المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت قال ان "خطة الثماني نقاط ليست بحد ذاتها في صميم محادثات فيينا". ووصف ديبلوماسي في مجلس الامن المقترح بانه "متسرع" و"لا يقدم الاجابة" المطلوبة. وقال احد الديبلوماسيين طالبا عدم ذكر اسمه: "هذا غير كاف ... يجب ان يكون جزءا من الحل النهائي ان الاسد لن يكون في الحكم في نهاية الأمر".
وعن الوثيقة الروسية ، قال عضو الائتلاف الوطني السوري منذر أقبيق :"الشعب السوري لم يقبل قط ديكتاتورية الاسد ولن يقبل إعادة انتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر". وقال عضو اللجنة السياسية في الائتلاف هادي البحرة إن المشكلة الاساسية هي الاسد وأي عملية سياسية يجب أن تتعامل مع هذا بتعهدات وضمانات. وعلى جبهة النظام، صرح النائب في مجلس الشعب السوري شريف شحادة الذي ينتمي الى حزب البعث الحاكم لـ"الاسوشيتدبرس" بأنه لن تكون ثمة انتخابات رئاسية في سوريا قبل انتهاء ولاية الاسد سنة 2021.
اتصالات روسية وناقش وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري عبر الهاتف الاستعدادات لمحادثات فيينا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الأهداف الأساسية لهذه المحادثات تشمل تعزيز الحوار بين السوريين بمشاركة جميع القوى الدولية المؤثرة. كما دعا لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي اللاعبين الخارجيين إلى دعم المحادثات "السورية - السورية" من أجل التوصل إلى حل, بدل محاولات حسم نتائجها سلفا.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية وإيرانية عن معاون وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان أن طهران لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنضم الى جولة أخرى من المحادثات في شأن الأزمة السورية تعقد في فيينا السبت.
وفي مقابلة قصيرة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قال عبد اللهيان إن الولايات المتحدة تقوم بتصرفات "عنيدة" في مساعيها الديبلوماسية المتصلة بسوريا. كما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن عبد اللهيان إن ظريف لن يشارك في المناقشات لأنه سيرافق الرئيس حسن روحاني في زيارته لفرنسا.
أردوغان وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يريد من زعماء العالم مناقشة الصراعات في سوريا والعراق خلال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده مطلع الأسبوع المقبل وأبدى استعدادا لاتخاذ "خطوات أقوى" في المنطقة بعد نتائج الانتخابات العامة الأخيرة التي عززت مكانة الحزب الحاكم. وقال رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، إن تركيا سترد جوا وبرا على الأخطار الآتية من سوريا وإن ثمة حاجة الى استراتيجية جديدة في البلاد. |