في أبرز مكسب عسكري يحققه النظام السوري في الميدان منذ بدء الغارات الجوية الروسية في 30 ايلول الماضي، تمكن الجيش السوري من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي والذي استمر سنتين. وسقطت قذائف على مدينة اللاذقية اسفرت عن مقتل 22 شخصا، فيما قتل اربعة اشخاص في قصف لمدينة دوما في ريف دمشق الشرقي.
وبث التلفزيون السوري ان الرئيس بشار الاسد اتصل بقائد الجنود المحاصرين في مطار كويرس اللواء منذر زمام وبقائد القوة العسكرية التي فكت الحصار عن المطار العقيد سهيل الحسن. وسجل هذا التطور الميداني قبل ثلاثة ايام من انعقاد اجتماع "فيينا 2" الدولي حول سوريا.
وأفادت وكالة "رويترز" ان مسودة وثيقة حصلت عليها أظهرت أن روسيا تريد ان تتفق الحكومة والمعارضة السورية على بدء عملية اصلاح دستوري تستغرق ما يصل الى 18 شهراً تليها انتخابات رئاسية مبكرة. ولا يستبعد الاقتراح مشاركة الاسد في الانتخابات المبكرة وهو ما يقول خصومه انه مستحيل إذا أريد تحقيق السلام.
ونصت الوثيقة على ان "رئيس سوريا المنتخب انتخابا شعبيا سيضطلع بوظائف القائد الأعلى للقوات المسلحة ويشرف على الأجهزة الخاصة والسياسة الخارجية". وأضافت ان الأطراف السوريين يجب أن يتفقوا على مثل هذه الخطوات في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في المستقبل وإن الأسد لن يرأس عملية الإصلاح الدستوري وإنما سيرأسها مرشح يتفق عليه كل الأطراف.
وقالت الوثيقة إن المعارضة السورية التي تشارك في العملية السياسية يجب أن تؤلف "وفدا موحدا" ويتم الاتفاق عليها مقدما. و"يجب أن يتفقوا على الأهداف الخاصة بمنع وصول الإرهابيين إلى السلطة في سوريا وضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي وكذلك الطابع العلماني والديموقراطي للدولة".
واقترحت الوثيقة أيضا الاتفاق على قائمة بالجماعات الإرهابية. كما اقترحت بالنسبة الى وقف النار في سوريا "وجوب استبعاد العمليات ضد داعش وغيرها من الجماعات الارهابية".
وفي جولة أولى من محادثات السلام في فيينا الشهر الماضي كانت فيها روسيا لاعبا رئيسيا، قالت موسكو إنها تريد أن تشارك جماعات المعارضة في المناقشات في المستقبل في شأن الأزمة السورية وتبادلت مع السعودية قائمة تحوي 38 اسما.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو لم تعد وثيقة رسمية في شأن سوريا وإن لديها فقط أفكارا لمزيد من النقاش. وقال: "لدينا مجرد أفكار ومقترحات مختلفة. وهي ليست خطة محددة أو مبادرة روسية". وكشف إن وفدا من المعارضة السورية سيزور وزارة الخارجية الروسية في موسكو اليوم. وينبئ الموقف الغربي من الرئيس الأسد بأن المقترحات الروسية ستلقى على الأرجح معارضة شديدة.
وتساءل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاثنين "كيف يمكننا إحلال السلام في بلد مر بحرب أهلية طاحنة قتل فيها 250 ألفا إلى 330 ألف شخص من دون إزالة سبب تلك الحرب الأهلية؟" وقال للصحافيين في الأمم المتحدة: "نحن لا نرى أنه سيكون من الممكن إشراك جماعات المعارضة في العملية السياسية والتوصل إلى هدنة فعالة ما لم نصل إلى نقطة واضحة يتنحى عندها الرئيس الأسد".
وقال ديبلوماسيون غربيون إنه سيكون من الصعب على البلدان المعارضة للأسد أن توافق على مسودة الاقتراح الروسي.
ولاحظ أحد الديبلوماسيين الغربيين ان "الوثيقة لا تناسب كثيرين". وأن من اختلفوا مع النهج الروسي يحرصون على ألا يكون النص أساسا للمفاوضات. في غضون ذلك، استمع مجلس الامن الى تقرير من المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا.
قصف اللاذقية من جهة أخرى، تحدث الاعلام السوري الرسمي عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 62 آخرين بجروح جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين على مدينة اللاذقية في واحدة من أكثر الهجمات دموية على هذه المدينة الساحلية منذ بدء النزاع السوري قبل نحو خمس سنوات . وأشار التلفزيون السوري في شريط عاجل الى "ارتفاع عدد ضحايا القذيفتين الصاروخيتين على مشروع الاوقاف وموقف سبيرو الى 22 شهيداً و62 جريحاً". وأعلن سقوط "قذيفتين صاروخيتين على مشروع الاوقاف وموقف سبيرو" القريبين من جامعة تشرين الواقعة في شرق اللاذقية. وأوضح مصدر امني سوري ان "القذيفتين سقطتا بالقرب من الجامعة حيث كان هناك العديد من الطلاب".
وبث التلفزيون السوري شريطاً يظهر مكان سقوط إحدى القذيفتين حيث انتشرت بقع من الدماء على الارض بين الزجاج المتناثر والسيارات المحطمة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن "ارهابيين استهدفوا بقذائف هاون أحياء سكنية فى مدينة دمشق، تسببت بارتقاء شهيد واصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة". وفي المقابل، قتل أربعة اشخاص بينهم طفل جراء قصف صاروخي لقوات النظام لمناطق في مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق. غارات فرنسية وفي باريس، أصدرت وزارة الدفاع الفرنسية بياناً جاء فيه إن طائرات مقاتلة فرنسية أغارت على محطات لضخ النفط في دير الزور بشرق سوريا من أجل إضعاف الموارد المالية لـ"داعش". وصرح أمين سر الدولة للعلاقات مع البرلمان جان - ماري لوغن بأن النواب الفرنسيين سيصوتون في 25 تشرين الثاني على تمديد غارات القوات المسلحة في سوريا. وقال الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إن طيران الائتلاف شن 31 غارة جوية على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق خلال الساعات الـ 24 الأخيرة. أردوغان يؤكّد قرب إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حلفاء لتركيا في المعركة ضد "داعش" يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا، مشيراً إلى أنه شهد تطورات إيجابية في شأن منطقة حظر طيران وتنفيذ عمليات جوية. وجاء في تعليقات له بثتها قناة "سي إن إن تورك" على الهواء ان تركيا لن تتهاون مع تقدم مسلحين أكراد إلى الغرب من نهر الفرات الذي تخشى أنقرة أن يؤدي الى إقامة ممر كردي بالقرب من حدودها الجنوبية. الى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن تركيا سترد جواً وبراً على أي تهديدات تأتي من ناحية سوريا من غير أن يحدّد مصادر محتملة لمثل هذه التهديدات. وكشف أنه بحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحاجة لاستراتيجية جديدة حيال "داعش".
|