التاريخ: تشرين الثاني ٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مؤشرات لتصاعد القتال في سوريا قبل العودة إلى فيينا
سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي واستعرت المعارك بعدها على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية مسيحية، فيما بدت مؤشرات لتصاعد وتيرة القتال على رغم المساعي الديبلوماسية والمحادثات بين خصوم في المنطقة.
وتقع صدد عند منتصف الطريق بين مهين والجزء الخاضع لسيطرة النظام على طريق دمشق - حلب الدولي.

وتربط هذه الطريق بطول 360 كيلومتراً المدن السورية، وتسيطر قوات النظام على الجزء الواقع منها بين دمشق وحمص، فيما سقطت الكيلومترات الـ185 الاخرى تباعاً في أيدي الفصائل المقاتلة.

وقال عدد من الضباط العسكريين الغربيين الذين حضروا اجتماعا أمنيا قبل أيام في البحرين، إنه قبل احراز أي تقدم سياسي وقبل المحادثات الدولية الجديدة المقررة خلال أسبوعين سيتطلع المقاتلون وقوات الحكومة الى تحقيق مكاسب على الأرض وزيادة نفوذهم.

وأفاد مصدر عسكري سوري أن استمرار دعم السعودية وتركيا للمقاتلين يعني أن العنف لن يتراجع. وقال: "المعركة لا تزال طويلة. الدعم للإرهابيين لا يتوقف من دول في المنطقة على رأسها السعودية وتركيا".

من ناحية أخرى، قال قيادي كبير لجماعة مقاتلة إن المحادثات في فيينا الجمعة لم تسفر عن نتائج تذكر. وحذر ئيس المكتب السياسي لـ"جيش اليرموك" التابع لـ"الجيش السوري الحر" بشار الزعبي من أنه إذا استمر "تعنت" الروس والإيرانيين فإن الوضع يتجه الى التصعيد.

وخلال اجتماعات نادرة في المنطقة في شأن الأمن في المنامة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الرياض تدرس زيادة الدعم للمقاتلين السوريين المعتدلين بمدهم بأسلحة أشد فتكاً لكنه لم يدل بتفاصيل.

ومع استمرار القتال، حذرت الولايات المتحدة روسيا غريمتها السابقة في الحرب الباردة من أنها قد تتورط في "المستنقع" السوري وتنفر السنة في ظل تحالفها مع الرئيس السوري بشار الأسد وإيران.

دو ميستورا التقى المعلم
والتقى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم وقدم له عرضاً عن لقاء فيينا الدولي في شأن الازمة السورية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان دو ميستورا قدم خلال اللقاء "عرضاً مفصلاً عن الاجتماعات التي جرت يومي 29 تشرين الاول و 30 منه في فيينا حول الازمة في سوريا واهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن تلك الاجتماعات". وأضافت ان المعلم اعرب خلال اللقاء "عن أهمية العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا، لكنه أبدى استغرابه لأن البيان لم يتضمن الزام الدول المعروفة بدعمها للارهاب بتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الارهاب حتى تصبح جهود مكافحة الارهاب فعالة ويصبح الحديث عن أي وقف لاطلاق النار مجديا". واعتبر "ان أي جهد لمكافحة الارهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الارهاب وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة". واكد "استعداد سوريا للتعاون مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في جهوده لمكافحة الارهاب واطلاق الحوار بين السوريين".

"داعش" سيطر على مهين شرق حمص وشنّ هجمات على صدد قوة كردية - عربية تهاجم التنظيم في الحسكة وغارات تركية

سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي وقت شنت قوة كردية - عربية مشتركة هجوماً على التنظيم المتشدد في الحسكة بشمال شرق سوريا وأعلنت تركيا ان مقاتلاتها أغارت على مواقع لهذا التنظيم في الشمال السوري.

قال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن "داعش" بدأ الهجوم على مهين في وقت متقدم السبت بتفجير سيارتين مفخختين واستولى بحلول صباح الأحد على البلدة. وأدى الهجوم الى تقدم "داعش" ليصير على مسافة 20 كيلومتراً من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص ومدن شمالية أخرى.

وأضاف المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل أو إصابة 50 على الأقل من أفراد القوات الحكومية وأن الاشتباكات استعرت أيضاً على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية من المسيحيين بينما واصل مقاتلو التنظيم تقدمهم.
وأكد بيان للتنظيم حصول الهجوم ووصف البلدة بأنها "ذات أهمية استراتيجية"، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم سيطروا على مستودعات للأسلحة هناك.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الهجوم ربما جاء رداً على الضغوط التي يتعرض لها التنظيم في مناطق أخرى. وأوضح أن التنظيم يتطلع دوماً إلى احراز تقدم على حساب القوات الحكومية بعد اخفاقات في مناطق يسيطر عليها في شمال سوريا، من غير أن يشير إلى معارك محددة في الشمال.

في غضون ذلك، بدأت "قوات سوريا الديموقراطية"، التي تضم مقاتلين عرباً واكراداً وتدعمها الولايات المتحدة، عملية عسكرية ضد "داعش" في ريف الحسكة الجنوبي.
وصرح الناطق باسم لواء "بركان الفرات" المنضوي في اطار هذه القوات شرفان درويش: "هذه الخطوة الأولى لقوات سوريا الديموقراطية... بدأت العملية ليل أمس (الجمعة)، وكل فصائل قوات سوريا الديموقراطية مشاركة فيها".
واعلن ان العملية ستستهدف "مناطق في ريف الحسكة مثل الشدادي والهول"، و"كل جبهاتنا مفتوحة، ما دام هناك مكان فيه داعش سنستمر في القتال". وأكد ان المجموعة تتلقى الدعم في عمليتها من طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية ومجموعة من الفصائل المسلحة أعلنت في 12 تشرين الاول توحيد جهودها العسكرية في اطار قوة مشتركة باسم "قوات سوريا الديموقراطية". وتضم القوة المشتركة "التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع الوية الجزيرة" الى "المجلس العسكري السرياني" المسيحي و"وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة".
واعلن الائتلاف الدولي في بيان في صفحته بموقع "فايسبوك" شن غارتين الجمعة على موقعين لـ"الدولة الاسلامية" قرب بلدة الهول.

على صعيد آخر، قال مسؤول حكومي تركي كبير إن طائرات حربية تركية شنت غارات السبت على أهداف تابعة لـ"داعش" في سوريا. وأضاف أن طائرات أميركية كانت في وضع استعداد لتقديم المساعدة وأن جميع الطائرات المشاركة في العمليات عادت إلى قواعدها سالمة. ويرتبط التنظيم المتطرف بهجوم انتحاري أخيراً على تجمع سلمي حاشد في تركيا قتل فيه أكثر من 100 شخص.

"جيش الاسلام"
وتحدث عبد الرحمن عن "وضع جيش الاسلام أسرى من قوات النظام ومدنيين من الطائفة العلوية في اقفاص حديد وزعها في ساحات الغوطة الشرقية لدمشق وخصوصاً مدينة دوما". وقال إن "جيش الاسلام"، وهو الفصيل المعارض الاكبر في ريف دمشق، "يقول إن هدف ذلك هو منع قصف قوات النظام المنطقة". وأكد "استخدام عشرات الأقفاص، في كل منها ثلاثة الى أربعة أشخاص وأحياناً سبعة".

وذكر ان "جيش الاسلام يستخدم الاسرى والمختطفين لديه كدروع بشرية، بينهم عائلات بكاملها". وكان غالبية المدنيين، وعددهم بالمئات، قد خطفوا خلال هجوم قبل سنتين على بلدة عدرا العمالية في الغوطة الشرقية.

ويظهر شريط فيديو تداولته مواقع الكترونية ثلاث شاحنات على الأقل تحمل أقفاصاً حديداً كبيرة في داخل كل منها نحو ثمانية أشخاص، تمر في شارع يحيط به الدمار. وقتل 70 شخصاً وأصيب 550 آخرون الجمعة في قصف لدوما.

وفي الاردن، اعلن مفوض الاتحاد الاوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيدس تخصيص مساعدة مالية جديدة من الاتحاد للاردن بقيمة 28 مليون أورو لدعم جهوده في إيواء اللاجئين السوريين.