التاريخ: تشرين الأول ٣١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
يوم غضب فلسطيني والمواجهات توحّد الضفة وغزة
عزل وسط الخليل عن باقي المدينة وإعلانها منطقة عسكرية
رام الله – محمد هواش
في يوم غضب فلسطيني تضامنا مع مدينة الخليل التي تشهد عمليات قتل اسرائيلية ممنهجة للفلسطينيين بذريعة محاولة طعن جنود ومستوطنين، شهدت مدن الضفة الغربية مسيرات تحولت مواجهات مع جنود اسرائيليين. وكذلك كانت الحال في شرق قطاع غزة حيث قتل اربعة فلسطينيين على الاقل واصيب 163 بالرصاص الحي والمطاط.

شيع آلاف في بلدة قباطية جنوب جنين فلسطينياً، كما دفن شخص آخر سقط الاسبوع الماضي في حاجز الجلمة. وكانت السلطات الاسرائيلية سلمت جثتيهما مع خمس جثث اخرى لفلسطينيين في الخليل، وستقام لها اليوم جنازات رسمية.

ودارت مواجهات في المدينة وفي بلدة بيت امر شمالها. واصدرت السلطات الاسرائيلية امراً عسكرياً بـ"تحويل المنطقة من منزل المواطن مفيد الشرباتي في شارع الشهداء ومنطقة مقبرة اليهود في حي تل ارميدة وسط الخليل، منطقة عسكرية مقفلة يمنع على غير سكانها دخولها".

وأفاد منسق تجمع "شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو ان "قوات الاحتلال قامت، منذ ساعات الصباح، بدهم المنازل في حي تل ارميدة وشارع الشهداء، وبدأت عملية تسجيل اسماء سكان تلك المنازل واحصائهم، ثم قامت بتسليم السكان أمراً عسكرياً بتحويل المنطقة الى منطقة عسكرية مغلقة يحظر على غيرهم دخولها". واضاف ان "ضباط الادارة المدنية الاسرائيلية في المدينة ابلغوا السكان أنهم سيمنحون تصاريح خاصة أو بطاقات معينة تسمح لهم بالخروج والدخول من منازلهم وكذلك الوصول الى بقية أحياء المدينة".

وكان قائد اللواء العسكري الاسرائيلي في منطقة الخليل قرر تشديد الاجراءات الامنية لحماية المستوطنة اليهودية في المدينة بعد تكرار الهجمات في المنطقة. وبرر الجيش الاسرائيلي في بيان الاجراءات بأنها "احترازية تتخذ لاحتواء اعمال عنف محتملة في المستقبل وللحفاظ على سلامة الاسرائيليين".

وبموجب تلك الاجراءات، سيحظر حتى اشعار آخر مرور شبان فلسطينيين تراوح اعمارهم بين 15 و25 سنة عبر الحواجز التي تفصل المستوطنة عن محيطها. ويستثنى سكان المنطقة وطلاب المدارس من الحظر، ولكن طلب منهم المرور عبر الحاجز حصراً.

الضفة الغربية
وقتل جنود اسرائيليون قاسم سباعنة (20 سنة) عند حاجز زعترة جنوب نابلس على الطريق الى رام الله، واصيب فلسطيني ثان هو فارس نعسان بجروح بالغة وهو يرقد في مستشفى رفيديا في المدينة. وقال الجيش الاسرائيلي، ان "فلسطينيين حاولا طعن قوة من حرس الحدود الاسرائيلي، فاطلق افرادها النار عليهما واردوهما".

ومساء أعلن مصدر طبي فلسطيني وفاة رضيع فلسطيني هو رمضان ثوابتة (6 اشهر) اختناقاً بالغاز المسيل للدموع الذي اطلق خلال مواجهات في البلدة.

وفي القدس فتح جنود اسرائيليون النار على فلسطيني في منطقة الشيخ جراح بذريعة انه حاول طعن مستوطنين، وقد نقل الى المستشفى للعلاج، وهناك فارق الحياة ولم تعرف هويته. وادعت الشرطة الاسرائيلية انه "حاول تنفيذ عملية طعن مستوطنين، كانا في المنطقة".

وفي المقابل، روى شهود ان "قوات الاحتلال اطلقت رصاصات عدة في اتجاه الشاب الملقى على الارض، واقفلت شرطة الاحتلال محيط اطلاق النار ومنعت الاقتراب منه". وفي منطقة بيت ايل عند مدخل مدينة رام الله والبيرة الشمالي، دهست سيارة جيب عسكرية اسرائيلية فلسطينياً قيل انه طعن جنديا في مواجهات في المكان بعد صلاة الجمعة. ومنعت الفرق الطبية من انقاذه، وضرب مسعفون وصحافيون وتواصلت المواجهات ساخنة بين كر وفرّ بين الشبان الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين الذين أطلقوا عليهم الرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز. كما سجلت مواجهات مشابهة في بلدة بيت فوريك شرق نابلس وفي قرى عزن شرق قلقيلية وبلعين غرب رام الله والنبي صالح شمالها وكفر قدوم غرب نابلس وبيت أمر شمال الخليل ومنطقة بيت لحم.

وأعلنت وزارة العدل الاسرائيلية توجيه تهمة محاولة القتل الى الفتى أحمد مناصرة، وعمره 13 سنة، بعدما طعن اسرائيليين قبل ثلاثة أسابيع. وفي نص الاتهام انه أقدم مع ابن عمه على طعن يهود في مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية، بعدما خرجا من المدرسة وتحدثا عن الوضع في المسجد الاقصى وقررا أن يصيرا شهيدين". وهما حصلا على السكاكين من منازل عائلتيهما في حي بيت حنينا القريب.

غزة
وفي قطاع غزة دارت مواجهات تضامنا مع هبة الفلسطينيين في الضفة والقدس. وحصلت جولات عدة عند موقع ناحال عوز العسكري الاسرائيلي شرق قطاع غزة وشرق مدينة خان يونس، الى شرق مخيم البريج ومنطقة معبر بيت حانون – ايريز، مما أدى الى اصابة 51 فلسطينيا كان اثنان منهم في حال الخطر، استنادا الى الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة.

وأوضح ان "12 مواطنا اصيبوا في المواجهات قرب معبر بيت حانون بشمال قطاع غزة و16 في منطقة الشجاعية (قرب نقطة نحال عوز العسكرية الاسرائيلية شرق مدينة غزة) و17 في منطقة الفراحين بخان يونس، وستة شرق مخيم البريج". وبين الجرحى ستة مسعفين يعملون لحساب جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ومصور صحافي محلي، كما تضررت سيارة اسعاف شرق خان يونس.

وأشار القدرة الى ان 19 من الجرحى تعرضوا لرصاص حي و22 لرصاص معدني مغلف ببلاستيك.
وتجددت المواجهات بعد صلاة الجمعة في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية بين قطاع غزة واسرائيل.