التاريخ: تشرين الأول ٢٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
استشهاد عامل وإصابة زميله في القدس وعمليتا دهس في الخليل وصدم في تل أبيب
استشهد أمس عامل فلسطيني وأصيب آخر بعد تعرضهما الى اطلاق نار في مستوطنة «بيت شيمش» غرب القدس، فيما دهس فلسطيني بسيارته جنوداً فجرح اربعة منهم في الخليل، كما صدم سائق فلسطيني بحافلة سيارات عدة في تل أبيب، فأصاب عدداً من الإسرائيليين بجراح.

وقال مواطنون من بلدة صوريف قضاء الخليل جنوب الضفة الغربية ان العاملين اللذين تعرضا الى اطلاق نار في المستوطنة هما مقداد محمد إبراهيم الحيح (21 عاما)، ومحمود خالد محمود غنيمات (20 عاما)، لكن لم يعرف من منهما استشهد ومن جرح.

وادعت السلطات الاسرائيلية ان اطلاق النار على العاملين جاء عقب محاولتهما القيام بعملية طعن، من دون ان توضح التفاصيل. وأكدت الشرطة الاسرائيلية ان الشابين كانا يرتديان قمصاناً تحمل شعار «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، فيما قال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) في بيان ان أحد الشابين عضو في حركة «حماس»، بينما سجن الآخر في الفترة ما بين 2012 و2014 بعد اعتقاله وبحوزته سكين في الحرم الابراهيمي في الخليل.

من جانبه، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال مؤتمر صحافي في برلين مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ان الشابين حاولا «قتل اطفال على متن حافلة».

غير ان وسائل الاعلام العبرية نشرت تقارير متناقضة عن اطلاق النار على العاملين. وذكر بعض المواقع الاخبارية أن العامليْن كانا ينويان الصعود الى حافلة، لكن ركاباً اسرائيليين طردوهما، فهربا من المكان، وسط صراخ الإسرائيليين بوجود «مخربين»، فأطلقت الشرطة الاسرائيلية النار تجاههما، ما تسبب بمقتل أحدهما. وذكرت مواقع اخرى أن الشابيْن كانا في طريقهما للدخول إلى «كنيس» لتنفيذ عملية طعن ضد اسرائيليين، قبل ان تطلق الشرطة النار عليهما.

وفي الخليل ايضا، أعلنت الشرطة الاسرائيلية ان فلسطينياً حاول طعن جندي اسرائيلي في حي يحتله المستوطنون، لكنه لم ينجح فهرب، فيما شن الجيش حملة تفتيش واسعة في المدينة بحثاً عنه.

وفي رواية أخرى، قال شهود ان مستوطنة متطرفة تسكن في بؤرة استيطانية وسط الخليل أطلقت النار على فتى فلسطيني في تل الرميدة محاولة قتله، من دون أي سبب يذكر، فيما هرعت قوة من جيش الاحتلال الى المنطقة، وباشرت عمليات البحث والتفتيش في منازل المواطنين بحثاً عن الفتى الذي اختفت آثاره من المنطقة، كما أغلقت الحاجز المؤدي الى المنطقة أمام حركة المواطنين.

وفي الخليل ايضا، افادت مصادر عبرية أن 4 جنود اسرائيليين اصيبوا بجراح، احدهم بجروح خطيرة، نتيجة تعرضهم الى الدهس على طريق (60) قرب بلدة بيت أمر. واشار موقع «واللا» العبري الاخباري الى ان السائق اصيب بجروح بالغة الخطورة.

وقال احد المستوطنين للقناة الثانية العبرية انه «عندما ترجل الجنود من مركبتهم بسبب القاء الحجارة، شاهد السائق الفلسطيني الجنود وهم يهاجمون الشباب الذين كانوا يرشقون الجيب بالحجارة، فانحرف بسيارته عن مساره واتجه نحو الجنود ودهسهم». وبحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن حادث الدهس وقع في ظروف مماثلة لعملية دهس المستوطن قرب مخيم الفوار الثلثاء.

وفي تل ابيب، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» ان فلسطينياً يقود حافلة اسرائيلية صدم عدداً من السيارات في منطقة بني براك، وأوقع إصابات في صفوف المارة. وقالت شرطة الاحتلال ان السائق اعتقل ونُقل للتحقيق.

في غضون ذلك، انشغلت وسائل الإعلام العبرية بمقتل يهودي في القدس برصاص جندي ظنّ أنه «عربي». والقتيل مهاجر من أوزباكستان، متزمت تخرج في مدرسة دينية وكان يعمل في الحراسة، وهو الشخص الثالث الذي يُقتل «عن طريق الخطأ» بعد مقتل يهودي في بلدة بات يام كان يحمل سكيناً في شجار بين جيران، وتم الاشتباه بأنه عربي، ومقتل اللاجئ من أريتريا في محطة الباصات في بئر السبع بسبب لون بشرته السمراء وتنفيذ المارة إعداماً وتنكيلاً به، ويهودي رابع أصيب بجراح نتيجة طعنه على يد يهودي.

وسارع الناطق باسم الجيش إلى الإعلان عن فتح تحقيق في الحادث. وادعى جنديان ان القتيل هاجمهما باللكمات خلال نزولهما من حافلة كانا يحرسانها، وأنهما حاولا السيطرة عليه، لكنه حاول خلال الشجار خطف سلاح أحدهما وهو يقول «أنا داعش» وعليه، قام الجنود وضابط أمن كانوا قرب الموقع بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلاً. وأشارت وسائل الإعلام العبرية الى ان المارة صفقوا للقتلة وحيّوهم على فعلتهم حتى اتضح لعناصر الاسعاف ان القتيل يهودي، وتم استبدال الكيس الأسود الذي احتضن جثته بكيس أبيض، علماً أن الأسود معد لجثة «غير اليهودي» فيما الأبيض لليهودي.

واعتقل الجيش الاسرائيلي فجر أمس 73 مواطناً من محافظات الضفة الغربية التي شهدت مواجهات واعتداءات من المستوطنين. ففي مدينة الخليل، هاجم مستوطنون مدججون بالسلاح منازل المواطنين المحاذية لمستوطنة «كريات أربع» شرق المدينة. وقال شهود ان عشرات المستوطنين هاجموا المنازل بالحجارة والزجاجات الحارقة وكسروا نوافذها، ووجهوا الشتائم لأصحابها.

وأعلنت وزارة الصحة ان 53 فلسطينياً سقطوا في المواجهات الحالية التي بدأت مطلع الشهر، بينهم 11 طفلا. وأضافت في بيان أن 251 طفلاً أصيبوا خلال المواجهات وتم إدخالهم المستشفيات، منهم 122 مصاباً بالرصاص الحي، و89 مصاباً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى 17 إصابة بشكل مباشر بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما أصيب 25 طفلاً نتيجة الضرب المبرح من جنود الاحتلال والمستوطنين.

وقال وزير الصحة جواد عواد أن 20.7 في المئة من الشهداء أطفال، أصغرهم طفلة تبلغ (عامين)، وأكبرهم طفل (17 عاماً).

وقالت الوزارة ان عدد الشهداء في الضفة، بما فيها القدس، بلغ 37 شهيداً، وفي قطاع غزة 15 شهيداً، من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين، فيما استشهد شاب من منطقة حورة في النقب، داخل أراضي الـ 48. واضافت ان 1900 مواطن اصيبوا بالرصاص الحي والمطاط والضرب والحروق، فيما أصيب أكثر من 3500 آخرين بالاختناق نتيجة الغاز السام.