التاريخ: تشرين الأول ٢١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تركيا مستعدة لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مع الأسد وبريطانيا ترغب في رحيله في "مرحلة ما " في إطار اتفاق
أبدى مسؤولان كبيران في الحكومة التركية أمس استعداد أنقرة للقبول بانتقال سياسي في سوريا يستمر بموجبه الرئيس بشار الاسد في السلطة رمزياً لمدة ستة اشهر قبل تنحيه.

في موقف يعكس تغييراً كبيراً في الموقف التركي الذي عارض منذ بداية الازمة السورية اية عملية انتقالية تشمل الاسد، قال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه إن "العمل على خطة لرحيل الاسد جار... يمكن ان يبقى ستة اشهر ونقبل بذلك لانه سيكون هناك ضمان لرحيله." وأضاف: "تحركنا قدما في هذه القضية الى درجة معينة مع الولايات المتحدة وحلفائنا الاخرين. لا توافق محدداً في الاراء على موعد بدء فترة الاشهر الستة هذه، لكننا نعتقد ان الامر لن يستغرق طويلا." واشار الى أن الولايات المتحدة ستنقل الاقتراح الى الروس، ولكن ليس واضحاً ما اذا كان هؤلاء سيقبلون به.

في غضون ذلك، نشرت صحيفة "حريت دايلي نيوز" أن الحكومة التركية وافقت على صيغة لسوريا تشمل الاسد شرط أن تنتهي بتنحيه.
ونسب المحلل مراد يتكين الى مصدر تركي أن القرار اتخذ مع مجموعة من تسع دول تشمل الولايات المتحدة، وذلك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة أواخر أيلول.

وتقترح الصيغة فترة انتقالية من ستة أشهر يبقى خلالها الاسد "رئيسا رمزياً" لـ"الادارة الانتقالية" بلا صلاحيات على الجيش والمخابرات، على أن يترك منصبه في نهايتها.

وقال يتكين إن هذه الصيغة نقلت الى الروس عبر الاميركيين، الا أن موسكو لم ترد عليها بعد. وأكد أن أنقرة لا تزال تعتبر الاسد سبب الحرب الاهلية في بلاده والاضطراب في المنطقة، الا أن قبولها به لمرحلة انتقالية يظهر رغبتها في ايجاد حل لسوريا في أسرع وقت لا يشمل الاسد.

وفي المقابل، يشكل قرار موسكو زيادة انخراطها العسكري في سوريا خطوة كبيرة لتعزيز سلطة الاسد. وقد أدى هذا الامر الى توتر في العلاقات بين أنقرة وموسكو، وتحديدا بعدما انتهكت مقاتلة روسية المجال الجوي التركي في وقت سابق من هذا الشهر.

انقسام أوروبي
وبدا واضحاً في الفترة الاخيرة أن ثمة انقساماً أوروبياً حيال الدور الذي يتعين على الاسد أن يضطلع به في الحل للأزمة السورية. ففيما تتطلع باريس الى رحيله في أقرب وقت ممكن، تميل برلين الى اشراكه في العملية الانتقالية قبل أن يتنحى.

وبين هذين الموقفين، أبدى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند رغبة بلاده في رحيل الرئيس السوري "في مرحلة ما" في إطار أي اتفاق تتوصل إليه القوى العالمية لإنهاء الصراع.

وقال أمام مجلس العموم: "نحن على استعداد للتواصل مع كل من يريد التحدث عن شكل الانتقال السياسي في سوريا، لكننا واضحون جدا في ما يتعلق برؤيتنا أنه لا بد أن يتضمن في مرحلة ما رحيل بشار الأسد." وأضاف أن اقتراحا بإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لاستخدامها قاعدة لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، غير عملي.