التاريخ: تشرين الأول ١٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
قلق تركي من معركة حلب ومناورات لـ«الأطلسي» قرب سورية
التحالف الدولي يؤكد قتل قادة «خراسان
يبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحلفاؤه اليوم أضخم مناورات منذ أكثر من عقد في استعراض للقوة في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري، حيث تعد روسيا لإقامة قاعدة عسكرية في اللاذقية. وعشية المناورات أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن القلق من موجة جديدة من اللاجئين، بسبب معارك حلب بين قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، فيما أكدت واشنطن أن التحالف الدولي هو الذي قتل 3 قياديين في جماعة «خراسان» بغارة ضربت ريف حلب الخميس.

ويشارك في مناورات الحلف الأطلسي 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يُظهروا قدرتهم على التحرك في «عالم أكثر قتامة وخطورة»، كما قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.

ويصل بعض من كبار المسؤولين في التحالف إلى قاعدة جوية في جنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية، في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على الجناح الشرقي للحلف. ووجهت الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب، علماً أنها أجرت تدريبات شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي هذه السنة، كما نفّذت مناورات في البحر المتوسط قبل بدء ضرباتها الجوية في سورية.

ويتركّز جزء كبير من جهود الحلف الأطلسي على تأكيد قدرته على ردع روسيا، في وقت يشكّل انهيار ليبيا وصعود «داعش» والحرب الأهلية في سورية وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه، مشكلات للحلف ولتركيا وهي أحد أعضائه ولها حدود مشتركة مع سورية والعراق. ويختبر التدخُّل الروسي في سورية قدرة «الناتو» على ردع موسكو من دون السعي إلى مواجهة مباشرة.

وذكّر رئيس الوزراء التركي بعد لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في إسطنبول امس بأن إقامة «منطقة آمنة» في شمال سورية هي اقتراح دعت إليه أنقرة منذ فترة طويلة لكنه لم يحصل على تأييد دولي. وحذر من أن المعارك الأخيرة حول مدينة حلب في شمال سورية، تهدد بـ «موجات هجرة ضخمة»، مشيراً إلى ان «بعض الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني يضغطون على حلب ما يؤدي الى تصاعد القتال إضافة الى الضربات الجوية التي تشنُّها روسيا». وأضاف: «أود أن أحذر في شأن حلب، فالأمر يثير القلق الشديد وعلينا أن نضمن عدم حدوث موجات جديدة من الهجرة» من سورية. وشدّدت مركل على أهمية «ان لا تنطلق موجة جديدة من اللاجئين من حلب».

وكان الطيران الروسي ركّز غاراته في الأيام الأخيرة على جنوب حلب لدعم قوات النظام السوري و «حزب الله» وعناصر إيرانية للتقدُّم في شمال سورية قرب تركيا. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «المعارك مستمرة في ريف حلب الجنوبي وسط تقدُّم لقوات النظام في المنطقة، وأنباء عن سيطرته على مناطق جديدة في الريف ذاته». ودعت «غرفة عمليات فتح حلب» التي تضم كبرى فصائل المعارضة الى «النفير العام» للدفاع عن حلب، وكان عدد من فصائل المعارضة بينها «السلطان مراد» بث صوراً لتدمير دبابات وآليات لقوات النظام في ريفها.

في واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس مقتل زعيم «مجموعة خراسان» التي تضم قدامى العناصر من تنظيم «القاعدة». وأشارت الوزارة إلى ان السعودي المكنى بسنافي النصر، واسمه الكامل عبد المحسن عبدالله ابراهيم الشارخ، قُتِل بغارة في شمال غربي سورية الخميس. واعتبر وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر في بيان ان «هذه العملية توجّه ضربة قوية الى خطط مجموعة خراسان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها».

الى ذلك، بدأ أمس إدخال إغاثة ومساعدات طبية الى بلدتَيْ الفوعة وكفريا في شمال غربي سورية، ومدينة الزبداني في ريف دمشق، وفي شكل متزامن، تنفيذاً لاتفاق هدنة رعته إيران وتركيا الشهر الماضي، وفق مصادر محلية.

«زيادة طفيفة» في الغارات الروسية والتحالف الدولي يؤكد قتل قادة «خراسان»

أعلنت روسيا ان مقاتلاتها زادت في شكل «طفيف» غاراتها على سورية لتصل الى 60 ضربة، في وقت يبدأ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) وحلفاؤه اليوم أكبر تدريب عسكري منذ أكثر من عقد في استعراض للقوة وسط البحر المتوسط قبالة الساحل السوري. وأُفيد ان التحالف الدولي هو الذي اغتال ثلاثة في جماعة «خراسان» بغارة ضربت ريف حلب قبل يومين.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية ان طياريها قاموا بـ 39 طلعة وشنوا 60 غارة جوية في حماة واللاذقية وحلب ودمشق بـ «زيادة طفيفة» مقارنة باليوم السابق. وقالت الوزارة ان القوات الروسية ضربت «موقع قيادة لإحدى مفارز منظمة جيش الفتح الارهابية» في كفر زيتا على بعد 40 كيلومتراً شمال غربي حماة وسط سورية، علماً ان «داعش» غير موجود في مناطق استهدفتها غارات روسيا.

واضافت: «نتيجة هذه الغارة الجوية (...) غادر المقاتلون منطقة المعارك».

وأكدت موسكو انها «دمرت» شبكة من الانفاق المحصنة في تلبيسة في محافظة حمص يستخدمها مسلحو تنظيم «داعش» للإختباء من الجيش النظامي السوري والتنقل سراً في المدينة. كما قالت انها دمرت «نقطة امداد متقدمة» في محافظة دمشق يستخدمها مسلحو التنظيم المتطرف للتزود بالذخيرة والطعام والوقود.

كما اعلنت روسيا ان لديها معلومات عن تزايد الخلافات بين مسلحي تنظيم «داعش» ومسلحي «جبهة النصرة» اللذين تستهدفهما. وقالت الوزارة ان «الانشقاق بين مختلف الجماعات الارهابية يتزايد بسبب المعركة للسيطرة على الاراضي والاموال». واضافت انه «طبقاً لبيانات من عمليات رصد الاتصالات، فان تنظيم الدولة الاسلامية شن خلال الاسبوع الماضي ثلاث هجمات ارهابية باستخدام عربات مفخخة ضد قادة ميدانيين في جبهة النصرة».

وقالت ان لديها معلومات عن عمليات فرار في صفوف المسلحين اضافة الى عمليات تجنيد اجبارية.

ويبدأ اليوم «ناتو» وحلفاؤه أكبر تدريب عسكري منذ أكثر من عقد غداً الاثنين في استعراض للقوة وسط البحر المتوسط فيما تسعى روسيا لإثبات قوتها على الجهة المقابلة لسورية.

ورغم أن التدريبات كانت مقررة قبل الحشد العسكري الروسي في سورية ولا صلة لها بالأحداث فإن تصاعد وتيرة الصراعات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يشكل تحدياً للحلف كي يستجيب للمخاطر التي تهدد حدوده.

ويشارك في التدريب 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يظهروا أن بوسعهم التحرك فيما وصفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون «عالم أكثر قتامة وخطورة».

ويصل بعض من كبار المسؤولين إلى التحالف في قاعدة جوية بجنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية الاثنين في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على جناح الحلف الشرقي.

وقال السفير البريطاني لدى الحلف آدم تومس: «الحلف في حاجة إلى استراتيجية لجنوبه. كل ما يدور في هذا القوس من عدم الاستقرار من العراق إلى شمال افريقيا. نحن بحاجة ايضا إلى الاتفاق في الحلف على توجه طويل الأمد تجاه روسيا».

ووجهت الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب. وأجرت روسيا ايضا تدريبات شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي في وقت سابق من هذا العام، كما أجرت مناورات في البحر المتوسط قبل بدء حملة ضرباتها الجوية في سورية.

وبعد أكثر من عقد من العمليات القتالية بقيادة الحلف في أفغانستان يتحول الحلف بقيادة الولايات المتحدة إلى الدفاع عن أراضيه، لكن التركيز أصبح على حدوده الشرقية في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 .

ويتركز جزء كبير من جهود «حلف شمال الأطلسي» على التأكيد للأعضاء الجدد على أن الحلف قادر على ردع روسيا. وأقام الحلف مراكز صغيرة للقيادة والتحكم ترفع علم الحلف من إستونيا إلى بلغاريا ويمكن دعمها بقوات للرد السريع في حالة وقوع هجوم. لكن انهيار ليبيا وصعود متشددي «داعش» والحرب الأهلية في سورية وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه تمثل الآن مشكلات للحلف أيضا كما ان تركيا العضو في الحلف لها حدود مشتركة مع سورية والعراق.

وعقد التدخل الروسي في سورية السيناريو الصعب بالفعل كما أنه يختبر قدرة الحلف على ردع موسكو من دون السعي لمواجهة مباشرة. وقال مسؤول في الحلف: «اعتدنا الحديث عن التهديد الشرقي والتهديد الجنوبي ولكن الاثنين تشابكا الآن».

الى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) امس إن ضربة جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تسببت في مقتل سنافي النصر وهو مواطن سعودي وزعيم جماعة «خراسان» التي تربطها صلة بتنظيم «القاعدة». وهو مدرج على قوائم الارهاب في اميركا والسعودية.

وقالت الوزارة إن النصر نظم رحلات المجندين الجدد للسفر من باكستان إلى سورية عبر تركيا ولعب دوراً مهماً في تمويل الجماعة. وأضافت أنه قتل في غارة جوية الخميس في شمال غربي سورية. وكان بيان لقوة المهام المشتركة افاد ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 18 ضربة جوية ضد تنظيم «داعش» في العراق ووجّه خمس ضربات الى الجماعة المتشددة في سورية السبت. وقالت قوة المهام المشتركة في بيان إن الضربات في العراق نفذت قرب تسع مدن بينها سنجار والرمادي والموصل وكيسيك ودمرت مدافع ثقيلة ومواقع قتالية ومركبات تابعة للتنظيم.

وفي سورية، تركزت الضربات قرب البوكمال وحلب والرقة معقل «داعش» بينما دمرت غارتان قطعة مدفعية.