التاريخ: تشرين الأول ١٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
القوات العراقية تقتحم مصفاة بيجي وتطوق الرمادي وواشنطن تؤكد قدرة العراقيين على تحريرها
تشنّ القوات العراقية عملية عسكرية على جبهتي صلاح الدين، لاستعادة بيجي، والأنبار لتحرير الرمادي من سيطرة «داعش». وأكدت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، أن الظروف مناسبة وأصبح العراقيون قادرين على استعادة المدينة.

على صعيد آخر، احتدم الخلاف بين الأطرف الكردية، بعد طرد وزراء حركة «التغيير» من حكومة كردستان، ومنع نوابها من دخول أربيل. واتهم رئيس الإقليم مسعود بارزاني الحركة بالضلوع في «أعمال العنف»، ما يعزّز احتمال العودة إلى حكم الإدارتين، على رغم تصريحات حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، بأن هذه العودة غير واردة.

وقال الناطق باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارن إن وزارة الدفاع الأميركية تشجّع العراقيين على مهاجمة الرمادي. وأكد خلال مؤتمر صحافي، بالفيديو من بغداد، أن القوات الأمنية العراقية «باتت قادرة على استعادة المدينة التي تبعد 110 كيلومترات غرب بغداد». وأضاف أن هذه «القوات التي تلقّت تدريباً وتجهيزاً من التحالف منتشرة حول الرمادي استعداداً للمرحلة الحاسمة. ونعتقد بأن الظروف أصبحت مناسبة لتتمكن من دخول المدينة».

وكان وارن اعترف، قبل أسبوعين، أن عمليات استعادة المدينة متوقفة بسبب الحر والتحصينات التي أقامها «داعش». لكنه أوضح أمس أن طائرات عراقية وأخرى للتحالف كثّفت في الأيام الأخيرة غاراتها دعماً للجهد الميداني و»قتلت مئات المسلحين ودمرت مواقع مدفعيات هاون وسيارات مفخخة ورشاشات ثقيلة ومواقع قناصة. وتقدمت القوات العراقية بمساندة ضرباتنا الجوية 15 كلم في الأيام الأخيرة ورأينا تطورات مشجعة». وقدّر عدد عناصر «داعش» بين «600 وألف مسلح يتحصنون في المدينة» مشيراً إلى أنهم «لم يكسبوا شبراً واحداً من الأرض. وكل ما يفعلونه هو الاختباء ومشاهدة رفاقهم يقتلون عبر الجوّ أو البر».

إلى ذلك، قال مصدر في قيادة العمليات في صلاح الدين، بعد ساعات على إعلان انطلاق المرحلة الثانية من معركة تحرير شمال صلاح الدين إن «قوات من الجيش والحشد الشعبي اقتحمت مصفاة بيجي من محاور عدة، وعملية تحريرها تجري في شكل سريع بعد انهيار عناصر داعش».

وأضاف أن «القوات تمكّنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من المصفاة. وهاجمتها من الشمال وحرّرت معامل الثلج والطاقة الكهربائية وحي الـ ٦٠٠ بالكامل»، فيما «تمكن الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب من استعادة الأبراج المحيطة بالمصفاة لإحكام السيطرة عليها، كما تمكّنت القوات من تحرير مطار الصينية، جنوب تكريت، بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».

وسبق ذلك إعلان قيادة العمليات المشتركة انطلاق عملية «لبيك يا رسول الله» الثانية لتحرير مناطق شمال صلاح الدين من ثلاثة محاور، وأعلنت القيادة في بيان إن «قطعات قيادة صلاح الدين والقطعات الملحقة بها والحشد الشعبي تقدمت من ثلاثة محاور».

من جهة أخرى، أبلغ الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة بارزاني، إلى الإدارة الأميركية أن قرار إبعاد وزراء ونواب حركة «التغيير» من أربيل جاء بسبب تورطهم في أعمال العنف الأخيرة، فيما أعلن «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، رفضه تقسيم الإقليم إلى إدارتين.

وكانت السلطات الأمنية في أربيل منعت رئيس البرلمان دخول أربيل، وأقال رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني أربعة من وزراء التغيير، بعد تحوّل احتجاجات على أزمة الرواتب ورئاسة الإقليم إلى أعمال عنف طاولت مكاتب «الديموقراطي» في السليمانية ومناطق في شرق وجنوب الإقليم.

وعلمت «الحياة» أن القوى الكردية ستخوض مشاورات لإعادة هيكلة الحكومة التي باتت أمام خيارات صعبة، وهي حل الحكومة وتشكيل أخرى جديدة، مع احتمال إشراك حركة «التغيير»، وفق اتفاق جديد، أو اعتبار الحالية حكومة تصريف أعمال إلى حين إجراء الانتخابات العامة، فضلاً عن خيار حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

القوات العراقية تقتحم مصفاة بيجي وتطوق الرمادي

بغداد – بشرى المظفر ؛ صلاح الدين – عثمان الشلش 
تمكنت القوات العراقية، مدعومة بفصائل «الحشد الشعبي» من اقتحام مصفاة بيجي النفطية في محافظة صلاح الدين، وتحرير عدد من المناطق في محيطها، في اليوم الثاني لإطلاق المرحلة الثانية من تحرير المناطق الشمالية من المحافظة، فيما تمكنت قوات أخرى من الاقتراب من مركز مدينة الرمادي.

وقال مصدر في قيادة العمليات في صلاح الدين، بعد ساعات على إعلان انطلاق المرحلة الثانية من معركة تحرير شمال صلاح الدين إن «قوات من الجيش والحشد الشعبي اقتحمت مصفاة بيجي من محاور عدة، وعملية تحرير المصفاة تجري بشكل سريع بعد انهيار عناصر داعش».

وأضاف أن «القوات تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من المصفاة» ، وتوقع « قرب إعلان تحريرها»، وأوضح أن «القوات هاجمت بيجي من الشمال وحررت معامل الثلج والطاقة الكهربائية وحي الـ٦٠٠ بالكامل»، فيما «تمكن الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب من استعادة الأبراج المحيطة بالمصفاة لإحكام السيطرة عليها، كما تمكنت القوات من تحرير مطار الصينية، جنوب تكريت، بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».

وسبق ذلك إعلان قيادة العمليات المشتركة انطلاق عملية «لبيك يا رسول الله» الثانية لتحرير مناطق شمال صلاح الدين من ثلاثة محاور، وأعلنت القيادة في بيان أن «قطعات قيادة صلاح الدين والقطعات الملحقة بها والحشد الشعبي تقدمت من ثلاثة محاور»، وأشارت الى أن «خلية الإعلام الحربي تدعو كل وسائل الإعلام الى الوقوف مع القوات الأمنية في هذه العمليات عن طريق أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية».

وأفاد مصدر في قيادة العمليات المشتركة أن «القوات المشتركة تمكنت من استعادة مقر اللواء الـ14 التابع للفرقة الرابعة، شمال قضاء بيجي الذي كان يسيطر عليه داعش ويتخذه معسكراً»، وأضاف أن «العملية أدت إلى قتل العشرات من «، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية قطعت الطريق الرابط بين ناحية الصينية، شمالي غربي قضاء بيجي، وقضاء حديثة، غرب محافظة الأنبار لمنع وصول الإمدادات إلى داعش».

وتخلو بيجي من السكان، فقد نزحوا عنها بسبب المعارك المتواصلة، حفاظاً على أرواحهم، ما يقلل وقوع ضحايا مدنيين أثناء المعارك. وحاولت القوات الحكومية و «الحشد الشعبي» مراراً اقتحام المكان لكنها فشلت، فيما يرى القادة الأمنيون أن هذه المعركة ستكون حاسمة لتحرير القضاء بأكمله.

وقال مصدر أمني في صلاح الدين، إن «قوة كبيرة من الحشد الشعبي التابع لقضاء الحويجة انطلقت من كركوك إلى منطقة الفتحة للمشاركة في عمليات تحرير قضاء الحويجة، جنوب غربي كركوك» ، وأضاف المصدر أن «هذه القوة تدربت بشكل مكثف تحت إشراف قادة من الحشد الشعبي»، معتبراً «انطلاق هذه القوة الشرارة الأولى للعمليات الفعلية لتحرير القضاء».

في الأنبار، أكدت خلية الإعلام الحربي تقدم القوات المشتركة في المحور الشمالي، وأعلنت في بيان أن «القوات المشتركة تتقدم بخطوات ثابتة، وقد تمكنت من الوصول الى مشارف جسر البوفراج القريب من ساحات الاعتصام1»، وأضافت أن «زخم المعارك في بيجي والأنبار مستمر على وتيرة واحدة وقد نفذت القوات عملية واسعة استهدفت تجمعات داعش في محاور الرمادي الشمالية والشرقية والجنوبية، في مناطق البوفهد والبوعلي الجاسم وحي التأميم وحي الملعب، ما أسفر عن قتل 33 عنصراً»، وأضاف أن «القوات دمرت تسع سيارات كان يستقلها عناصر التنظيم ومثبت عليها أسلحة متوسطة وثقيلة مع تفجير أربع سيارات مفخخة أثناء معارك التطهير في الرمادي».

وأكد مصدر أمني آخر «قتل 20 عنصراً من داعش كانوا في صد الهجوم على قضاء الخالدية، شرق الرمادي»، وأوضح أن «القوات الأمنية صدت هجوماً بعد محاولة التنظيم اختراق القطعات العسكرية في منطقتي المضيق والجزيرة، ما أسفر عن قتل 20 عنصراً من بينهم عرب وأجانب»، وأضاف أن « قوات الجيش والشرطة العشائر تمكنت من تدمير سبع عجلات كانوا يستقلونها وتفجير شاحنة مفخخة وثلاثة مخابئ للأسلحة والصواريخ وأربع مضافات».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات العراقية استطاعت خلال الأيام السبعة الأخيرة استعادة 15 كيلومتراً من الرمادي مستعينة بغاراتنا وهي تطوق المدينة من كل الجهات». وقال الناطق باسم التحالف الدولي العقيد ستيفن وارن إن «القوات الأمنية العراقية تواصل تحركها لعزل قوات العدو الذي يحتل عاصمة محافظة الأنبار وأحاطت المدينة من أربعة طرق تؤدي إليها» ، وأكد «على أنها اقتربت من مركز المدينة».