موسكو - رائد جبر أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلاتها استهدفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أكثر من أربعين موقعاً لتنظيم «داعش» في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تتابع عن كثب التطورات الداخلية في صفوف المعارضة السورية المسلّحة، بما في ذلك تحالف «قوى سورية الديموقراطية»، ودعا الأميركيين إلى «فتح خرائطهم لتحديد الإرهابيين في سورية».
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع، أن طائرات روسية من طراز «سوخوي 24» وجّهت «ضربات دقيقة دمرت في محيط مدينة حلب ورشات لصناعة سيارات مفخخة»، مشيراً إلى أن «إرهابيين خططوا لاستعمال هذه السيارات في تنفيذ هجمات إرهابية في مختلف المدن والبلدات السورية، ولمهاجمة الجيش السوري». وزاد أن مقاتلة من طراز «سوخوي 25» دمرت في محيط حريتان مخزنَي أسلحة ووقود لمسلّحي «داعش».
سياسياً، قال لافروف أمس خلال مشاركته في جلسة خاصة عقدها مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، أن بلاده تتابع تشكيل وتحركات التحالف الجديد الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل أخرى شاركت في المعركة ضد تنظيم «داعش» في شمال سورية، بخاصة في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في بداية العام، وأضاف أنه «يضم جماعات مسلّحة كثيرة. وفي صفوفه العديد من التشكيلات التي لا نعتبرها إرهابية، منها وحدات كردية وميليشيات مسيحية آشورية، ونحن مستعدون للتعاون معها».
ودعا الوزير الغرب إلى «تقديم المساعدة لموسكو في إقامة الاتصالات بتلك التشكيلات المسلحة»، مضيفاً أن «ما نريده من أولئك الذين يملكون التأثير في هذه التشكيلات ويمولونها ويسلحونها، هو معرفة ما إذا كانت هذه التشكيلات ترفض التطرف والإرهاب فعلاً، فنحن نسعى إلى إقامة اتصالات والتعاون معها». كما أكد لافروف أن روسيا مهتمة بالتعاون العملي مع السعودية وتركيا والدول الأخرى في المنطقة من أجل تسوية الأزمة السورية.
وفي تذكير باستعداد موسكو لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل العراق في حال تلقت طلباً رسمياً في هذا الشأن من الحكومة العراقية، قال لافروف أن «موسكو لم تتسلم بعد طلبات من دول أخرى غير سورية في شأن تقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب»، و «إذا تسلّمنا، سيتخذ القائد العام للقوات المسلّحة قراراً في هذا الشأن بعد التشاور مع وزارة الدفاع». ورجّح لافروف أن يدخل الاتفاق الروسي - الأميركي حول التنسيق لمنع وقوع صدام بين قوات الطرفين في سورية، حيّز التطبيق خلال أيام. وأكد استعداد موسكو لـ «تعميق التعاون حول سورية مع الأميركيين»، وأوضح: «نحن مستعدون للجلوس معهم وبأيدينا خرائط لكي نتفق: أين مواقع الإرهابيين في رأيهم، وأين مواقع الإرهابيين في رأينا. وإنني واثق من أننا، إذا عملنا معاً في صورة نزيهة، سنتوصل إلى تقييمات متطابقة».
في غضون ذلك، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، أن «المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، تعني قبول منطق الإرهابيين». وأعربت عن «استغرابها» أن يقوم «العالم المتحضر بتلبية مطالب الإرهاب الدولي». لكن زاخاروفا أشارت في المقابل، إلى أن روسيا «لا تدعم الأسد، والمهم بالنسبة إلينا هو الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية»، مضيفة أن موسكو تعتبر الإرهاب في المنطقة «خطراً مباشراً على أمنها».
وقالت الناطقة أن لقاء لافروف الثلثاء، مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، «سمح بتوضيح المواقف وتحليل كل جوانب التسوية السياسة، وكذلك اتصالات موسكو مع دمشق والمعارضة السورية والعملية الجوية الروسية في سورية»، مضيفة أن الجانب الروسي «أكد موقفه بأن التسوية السياسية تمثّل الهدف النهائي الرئيسي».
وجددت انتقاد موقف الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي «أعلن مقاطعته دي ميستورا، وبات يفقد مصداقيته ونفوذه يوماً بعد آخر، ولا يستطيع إثبات أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».
وفي برلين (أ ف ب)، قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الأربعاء أمام مجلس النواب: «علينا أن نحض الولايات المتحدة وروسيا على ألا يجري تدخلهما العسكري (في سورية) في شكل يصبح في نهاية المطاف نزاعاً بين الولايات المتحدة وروسيا».
|