أفادت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيين مسلحين بسكاكين ومسدس قتلوا ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابوا آخرين في سلسلة هجمات بالقدس وقرب تل أبيب أمس، في "يوم غضب" دعت إليه جماعات فلسطينية.
ومع عدم ظهور أي دلالة على انحسار اسوأ اضطرابات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ سنوات ، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للبحث في ما قالت الشرطة إنه خطط عملية جديدة.
وقال مسؤولون إن إسرائيل تبحث في عزل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية التي خرج منها عدد كبير من المهاجمين خلال الأسبوعين الاخيرين عن بقية أنحاء المدينة. ويستطيع الفلسطينيون في القدس الشرقية السفر إلى إسرائيل دون قيود على عكس حال اخوانهم في الضفة الغربية.
وعلّق الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي على الوضع: "تدين الولايات المتحدة بأقوى العبارات الهجمات الارهابية التي حصلت اليوم على مدنيين إسرائيليين"، مضيفا أن واشنطن حضت الجانبين "على منع الافعال التي قد تزيد تصعيد التوتر".
انتفاضة جديدة؟ ودعت جماعات فلسطينية بينها حركة "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "يوم غضب" في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية ، متهمة اسرائيل بتصعيد "جرائمها" ضد الشعب الفلسطيني. ودعا زعماء عرب إسرائيل إلى إضراب تجاري في مدنهم وقراهم ومنها سخنين التي شهدت امس مسيرة مؤيدة للفلسطينيين شارك فيها آلاف الاشخاص.
وأثارت هجمات الطعن اليومية تقريبا قلقاً من نشوب انتفاضة فلسطينية جديدة تعبيرا عن الاحباط الذي يشعر به الجيل الجديد من اخفاق قيادتهم المخضرمة في اقامة الدولة. لكن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي استبعد انتفاضة جديدة. وكان المالكي يتحدث في جنيف حيث رفع العلم الفلسطيني على مقر الأمم المتحدة للمرة الاولى أمس بعد حصول فلسطين على وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
الفلسطينيون رفضوا بياناً مشتركاً مع إسرائيل للتهدئة
واصل الفلسطينيون عمليات الطعن والدهس لإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس والاراضي المحتلة عام 1948، مما أسفر عن مقتل ثلاثة اسرائيليين، بينما سقط أربعة فلسطينيين خلال مواجهات تخللت يوم الاحتجاج الفلسطيني أمس.
في خطوة جديدة منذ بدء الهبّة الجماهيرية في القدس والضفة الغربية، اطلق الفلسطيني بهاء عليان (22 سنة) النار داخل اوتوبيس اسرائيلي في مدينة القدس، بينما طعن رفيق له عددا من الركاب فقتل 3 اسرائيليين وجرح نحو 20 آخرين قبل ان تردي الشرطة احدهما وتوقف الثاني.
وفي شارع مالخي يسرائيل وسط المدينة، سجلت عملية دهس وطعن اخرى، فقتل اسرائيلي واصيب ثلاثة بجروح احدهم جروحه طفيفة والآخران متوسطة. ودهس الفلسطيني علاء أبو جمل عددا من الاشخاص وقت كانوا ينتظرون في محطة للأوتوبيسات وترجل من السيارة وطعن عددا من المارة بسكين. واطلق رجال الشرطة النار عليه فأردوه.
وفي عمليتي طعن منفصلتين في رعنانا وحولون جنوب تل ابيب، اصيب فلسطينيان بجروح وتمت السيطرة عليهما وتوقيفهما. وفي كريات اتا شمال حيفا طعن اسرائيلي اسرائيليا ظنا انه عربي. وقالت الشرطة الاسرائيلية اول الامر انه "حادث جنائي" قبل ان تعترف بالحقيقة.
وفي بيت لحم قتل الجيش الاسرائيلي الفلسطيني معتز زواهرة (27 سنة) من مخيم الدهيشة للاجئين، وأصيب عشرة في المواجهات الدائرة على المدخل الشمالي للمدينة. وقال مدير الاسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر ببيت لحم "ان زواهرة أدخل مستشفى بيت جالا الحكومي بعد إصابته برصاصة اخترقت رئته في المواجهات مع قوات الاحتلال في محيط مسجد بلال بن رباح. وحاولت الطواقم الطبية انقاذ حياته إلا أنه فارق الحياة تحت العملية".
ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين في عدد من مداخل المدن الفلسطينية في الضفة وفي نقاط الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي، مما ادى الى اصابة عشرات الفلسطينيين بالرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
واجتاز عشرات الشبان الفلسطينيين السياج الامني الفاصل في محيط قطاع غزة وألقوا حجاراً على السيارات الاسرائيلية. وادت المواجهات الى اصابة عشرات الفلسطينيين.
نتنياهو وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية، بان الحكومة "ستتخذ تدابير هجومية غير مسبوقة للقضاء على موجة الارهاب". ويتوقع تشديد الحصار وتكثيف الحواجز داخل الاحياء العربية في القدس اضافة الى العقوبات الجماعية التي تفرض على الفلسطينيين في المدينة.
السلطة الفلسطينية ورفضت السلطة الفلسطينية التعاون مع اسرائيل لتهدئة الاوضاع . وبثت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية ان "السلطة الفلسطينية ترفض في الوقت الحاضر التعاون مع اسرائيل في اي خطوة تهدف الى تهدئة الخواطر وكبح جماح موجة العنف". واضافت: "ان هناك محاولات من وراء الكواليس تسعى الى نشر بيان مشترك للحكومة الاسرائيلية وللسلطة الفلسطينية يدعو الى العودة الى الهدوء، غير ان الفلسطينيين لا يزالون يرفضون هذه المبادرة".
30 فلسطينياً وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بياناً جاء فيه أن "عدد الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة ارتفع منذ بداية الشهر الجاري إلى 30 شهيداً، منهم سبعة أطفال، وذلك بعد قتل قوات الاحتلال شابين صباح اليوم (أمس) في القدس المحتلة ". وقال "إن 18 شهيدا ارتقوا في الضفة الغربية بما فيها القدس، فيما استشهد 11 مواطناً في غزة".
واستجابة لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، اقفلت المحال التجارية ابوابها في مدن الناصرة وسخنين وكفركنا ويافا الناصرة وام الفحم ومنطقة الشاغور ووادي عارة وباقة والمثلث الجنوبي، وكذلك المرافق الجماهيرية والتعليمية، احتجاجا على الاعتداءات الاسرائيلية على المدينة المقدسة والمسجد الاقصى.
وشارك اكثر من 10 آلاف فلسطيني في تظاهرة تضامن مع الاقصى انطلقت من بلدة سخنين الفلسطينية في الجليل فيما عززت الشرطة الاسرائيلية انتشارها.
عريقات وطالب أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بـ"السماح بقدوم لجنة تحقيق خاصة في الإعدامات الميدانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وتوفير نظام حماية خاص لشعبنا".
|