التاريخ: تشرين الأول ١٠, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إيران خسرت جنرالاً في حلب واشنطن أوقفت تدريب "المعتدلين"
جنيف - موسى عاصي
ليست المرة الأولى يقتل ضباط للحرس الثوري الإيراني "الباسدران" في الحرب السورية، انما هذه المرة كان الجنرال حسين همداني، الذي كان نائباً لقائد الحرس الثوري عام 2005 وأحد أبرز القادة الايرانيين في الميدان السوري ومستشار جبهة حلب الشرقية، حيث تحاول القوات السورية وقوات "حزب الله" فك الحصار عن مطار كويرس العسكري الذي يحاصره تنظيم "الدولة الاسلامية" "داعش" منذ أكثر من سنتين. ويبدو أن مقتل الجنرال الايراني حصل مصادفة، اذ افادت المعلومات أنه نتيجة انفجار قذيفة اطلقها عناصر التنظيم المتطرف في تبادل تقليدي للنار بين الطرفين.

في غضون ذلك استمرت الغارات الروسية على مواقع للمجموعات المسلحة، ووصف أمس بأنه اليوم الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية الروسية من حيث عدد الغارات والمناطق التي استهدفتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سلاح الجو ضرب 60 هدفاً لتنظيم "داعش" خلال الساعات الـ24 الأخيرة وقتل نحو 300 من عناصره، وقت تتواصل المعارك على الجبهة الشمالية لناحية ريفي جسر الشغور وادلب. وواصلت القوات السورية يدعمها سلاح الجو الروسي - السوري استهداف مدينة خان شيخون في ريف ادلب الجنوبي ومواقع أخرى في محافظتي اللاذقية وادلب، حيث بدأت القوات السورية تساندها قوات من "حزب الله" وايران هجوماً برياً قبل ثلاثة ايام.

وركزت القوات المهاجمة مواقعها الجديدة في ريف حماه الشمالي، وهي مناطق لا تعتبر استراتيجية بالنسبة اليها، لكن السيطرة عليها هدفه الضغط على المواقع المعارضة في ريف ادلب الجنوبي وصولا الى مدينة ادلب وهي واحد من أهم الأهداف الاستراتيجية للمهاجمين.

وتفيد المعلومات من الميدان السوري أن الغارات الروسية - السورية لم تقتصر امس على المناطق الشمالية، بل وصلت الى مناطق في الوسط في حمص وتدمر وفي الجنوب وحتى في العاصمة حيث استهدف حي جوبر الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة أكبرها "جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش.

وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن طائرات حربية روسية قصفت قاعدة لجماعة الفرقة 13 قرب خان شيخون في محافظة إدلب متسببة بإصابة مقاتلين وحصول دمار في المقر. وأكدت الفرقة 13 في صفحتها بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي حصول القصف وقالت إن الموقع دمر تماماً وقتل عدد من المقاتلين.

خطة أميركية جديدة
وفي خطوة لافتة، اعلنت واشنطن انها ستعدل برنامجها لدعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل تنظيم "داعش" بوقف برنامج تدريب مجموعات وصفت بأنها معتدلة، وقالت إنها ستقدم أسلحة ومعدات "لقادة مختارين ووحداتهم"، وتأتي هذه الخطوة بعد فشل الخطة السابقة التي قامت على تدريب المجموعات وادخالها الى سوريا لمواجهة "داعش" وقوات النظام.

وفسرت أوساط ديبلوماسية غربية في جنيف الخطوة بأنها "لتقطيع الوقت" ريثما تتضح معالم الهجوم الروسي في سوريا ومساره، خصوصاً أن الخطة الاميركية الجديدة ستقتصر على قادة عسكريين ومجموعات صغيرة "موثوق بهم" وهي خطة طويلة الامد و"ليس لها أي مفعول آني" وهدفها، بحسب ما اعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بيتر كوك تقديم معدات وأسلحة إلى قادة تم فحصهم ووحداتهم "كي يكونوا قادرين مع مرور الوقت على أن يدخلوا بشكل منسق الأراضي التي لا يزال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية".
وفي المقابل، أكد البيت الأبيض ان الولايات المتحدة لا تدرس إقامة مناطق حظر طيران في سوريا.

هجوم ديبلوماسي روسي
وبالتزامن مع الهجوم العسكري، بدأت الديبلوماسية الروسية اتصالات مكثفة مع الدول الغربية التسويق الخطة الروسية بشقيها العسكري والسياسي. والذي استرعى الانتباه في هذا الهجوم الديبلوماسي محاولة موسكو التقرب من "الجيش السوري الحر" واقناعه بالمشاركة في "الحرب على الارهاب" ولاحقاً في الحل السياسي للأزمة . ولهذا الغرض طلبت موسكو من لندن التوسط لدى قادة "الجيش السوري الحر" لاقامة اتصالات معها حول امكان تنسيق عملياته مع القوات السورية النظامية في الحرب على "داعش". وصرح السفير الروسي في بريطانيا ألكسندر ياكوفيتكو بعد لقاء جمعه والمدير السياسي في وزارة الخارجية البريطانية سايمون غاس: "سيكون الجانب الروسي ممتناً للشركاء البريطانيين على أية مساعدة في إقامة اتصالات مع الجيش السوري الحر". وطلب المسؤول الروسي من البريطانيين تزويده معلومات عن البنى التحتية التابعة للمتطرفين في سوريا من أجل زيادة فاعلية الغارات الروسية.

وفي باريس، أجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مشاورات مكثفة مع كل من المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جاك أوديبر والمدير السياسي في وزارة الخارجية الفرنسية نيكولا دي ريفير في شأن الوضع السوري. وعلمت "النهار" ان بوغدانوف التقى المعارض السوري برهان غليون ورئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم والمسؤول الاعلامي السابق في "الجيش السوري الحر" فهد المصري . وقدم المسؤول الروسي، استناداً الى مصادر من التقاهم، وجهة نظر موسكو للحل في سوريا "بموجب بيان جنيف1"، وقالت لـ"النهار" إن بوغدانوف ابلغ من التقاهم أن العواصم الغربية الاساسية والدول العربية التي تقدم الدعم للمعارضة والمجموعات المسلحة السورية كانت على علم بما تقوم بها روسيا، مشدداً على أن "الهجوم العسكري لا يعطل الحل السياسي".

روسيا تعلن مقتل 300 متشدد في غارات كثيفة بسوريا 

أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس إن سلاح الجو الروسي ضرب 60 هدفاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا خلال الساعات الـ24 الأخيرة وقتل نحو 300 متشدد، في أعنف غارات له في سوريا منذ نحو عشرة أيام. بينما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعدل نهجها في دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل التنظيم المتطرف وقالت إنها ستقدم أسلحة ومعدات لقادة مختارين ووحداتهم في خطوة قد تسمح بزيادة المساعدات الأميركية.

أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً جاء فيه أن مقاتلات سلاح الجو استخدمت قنابل عالية الدقة من نوع "كي. إي. بي-500" لتدمير مقر جماعة "لواء الحق" المتشددة في محافظة الرقة.
ونقلت عن تسجيلات لاتصالات عبر دوائر مغلقة أمكن اعتراضها أن اثنين من كبار القادة الميدانيين لـ"داعش" ونحو مئتي مقاتل قتلوا في الغارة.
ولا صلة بين "لواء الحق" و"داعش"، لذا من غير الواضح ما الذي كان القائدان القتيلان يفعلانه في قاعدة الجماعة.
وقالت الوزارة إنها دمرت قاعدة ومستودع ذخيرة لـ"داعش" أنشئا في سجن سابق قرب حلب فقتلت مئة شخص آخرين.

ومن الأهداف الأخرى التي تحدثت عن أصابتها خلال الساعات الـ24 الأخيرة مواقع تدريب للمتشددين في محافظتي اللاذقية وإدلب. وأضافت أن مقاتلاتها من نوع "سوخوي-34" و"سوخوي-24" و"سوخوي -25 سي. إم" نفذت 67 طلعة في هذه الفترة.
وفي المرات السابقة كانت موسكو تضرب نحو عشرة أهداف كل يوم، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن زيادة وتيرة الغارات غايتها منع المقاتلين من إعادة التجمع والتفرق في مناطق سكنية.

"داعش" نحو حلب
وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "داعش" سيطر على بلدات عدة في شمال مدينة حلب اثر معارك عنيفة ليل الخميس مع الفصائل المقاتلة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ما يحصل هو بمثابة "أكبر تقدم لتنظيم الدولة الاسلامية في اتجاه حلب"، وان التنظيم المتطرف "يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة".

وبعد سيطرته على بلدات عدة شمال حلب، لم يعد "داعش" يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الاطراف الشمالية للمدينة وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية وخارجها.
واكد التنظيم المتطرف في بيان انه وصل فعلاً الى "مشارف مدينة حلب".

وقال مظفر، احد الطباخين العاملين مع قوات النظام في المنطقة: "اصبح داعش على مقربة من مواقع الجيش السوري، ولكن نعتقد انهم اذكى من مهاجمتنا تفادياً للرد الروسي".

غارة فرنسية ثانية
وفي باريس، صرح وزير الدفاع الفرنسي جان - ايف لودريان بان المقاتلات الفرنسية شنت ليل الخميس- الجمعة غارة جوية ثانية على "داعش" في سوريا. وقال لاذاعة اوروبا-1 ان "مقاتلتين من طراز رافال قصفتا معسكر تدريب (تابعا للتنظيم) وأصيبت الاهداف". واضاف: "ستشن (غارات) اخرى على مواقع يعد فيها داعش عناصره لتهديدنا".

وانطلقت المقاتلتان القاذفتان ترافقهما مقاتلات اخرى من الطراز نفسه من دولة الامارات العربية المتحدة واستهدفتا مجدداً معسكراً للتدريب تابعاً للتنظيم في معقله بالرقة، كما حصل في الغارة الفرنسية الاولى في 27 أيلول.

وقال لودريان: "نعلم ان في سوريا وخصوصاً على مشارف الرقة معسكرات لتدريب المقاتلين الاجانب ليس ليقاتلوا من أجل التنظيم في المنطقة بل ليأتوا الى فرنسا واوروبا وينفذوا اعتداءات".
من جهة اخرى، اكد لودريان ان " 80 الى 90% من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو عشرة ايام لا تستهدف داعش بل تسعى خصوصا الى حماية بشار الاسد"، مذكرا في الوقت عينه بان "عدو فرنسا هو داعش".

واشنطن تعدل برنامج تدريب المعارضة 
على صعيد آخر، كشفت الولايات المتحدة أنها ستعدل نهجها في دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل "داعش" ، وقالت إنها ستقدم أسلحة ومعدات لقادة مختارين ووحداتهم في خطوة قد تسمح بزيادة المساعدات الأميركية.
ويمثل الإعلان الأميركي انصرافاً عن برنامج سابق لتدريب وحدات من المقاتلين وتزويدها السلاح في مواقع خارج سوريا بعدما بدأ البرنامج بداية متعثرة هذه السنة مما زاد الانتقادات لاستراتيجية أوباما حيال الحرب.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بيتر كوك في بيان: "يوجه وزير الدفاع أشتون كارتر وزارة الدفاع حاليا إلى تقديم معدات وأسلحة إلى مجموعة مختارة من القادة الذين تم فحصهم ووحداتهم كي يكونوا قادرين مع مرور الوقت على الدخول بشكل منسق الى الأراضي التي لا يزال يسيطر عليها" تنظيم "داعش". وأضاف أن الولايات المتحدة ستوفر أيضاً دعماً جوياً لمقاتلي المعارضة في المعركة مع التنظيم.

وشرح مسؤول عسكري أميركي كبير طالباً عدم ذكر اسمه أن التدريب سيوجه إلى زعماء المعارضة عوض تدريب وحدات مشاة كاملة كما كان الهدف السابق. ويركز الدعم الاميركي على الأسلحة ومعدات الاتصالات والذخيرة، وسيبدأ البرنامج المعدل في غضون "أيام".

واعرب كارتر في البيان عن اعتقاده أن التغييرات "ستزيد بمرور الوقت القوة القتالية للقوات المناهضة لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية... لا أزال مقتنعا بأن إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا يتوقف في جزء منه على نجاح القوات البرية المحلية التي لديها الحافز والقدرة".

وفي أيار بدأ الجيش الأميركي تدريب ما يصل إلى 5400 مقاتل سنوياً في ما اعتبر اختباراً لاستراتيجية أوباما القائمة على تصدي شركاء محليين لمقاتلي "داعش" وإبعاد الجنود الأميركيين عن ساحات القتال. لكن البرنامج تعثر منذ بدايته إذ تعرضت المجموعة الأولى التي تضم أقل من 60 مقاتلاً لهجوم من "جبهة النصرة" جناح تنظيم "القاعدة" في سوريا عندما خاضوا قتالهم الاول.

تركيا
وفي أنقرة، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلغيتش بأن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تواصل المحادثات مع الحلف وشركاء آخرين في شأن تعزيز قدراتها الدفاعية التي تتضمن أنظمة صواريخ "باتريوت" اميركية الصنع المضادة للصواريخ.
واشار الى أن أنقرة لم تقدم أي طلب للحلف لإرسال قوات إلى تركيا. وقال: "قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ينس شتولتينبرغ) إن من الممكن إرسال قوة مهمات مشتركة على درجة عالية من التأهب إلى تركيا لكن هذا يتطلب قراراً من المجلس. لم تقدم تركيا مثل هذا الطلب حتى الآن". وأفاد أن تركيا تشعر بالقلق من احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين على حدودها نتيجة الغارات الجوية الروسية في سوريا.

إيران
وفي طهران، اعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم ان بلادها "لا تؤكد" سقوط صواريخ روسية على اراضيها بعدما صرح بذلك مسؤول اميركي الخميس.
ورداً على سؤال عن احتمال سقوط صواريخ روسية في ايران بعد اطلاقها الاربعاء في اتجاه سوريا من بحر قزوين، اكتفت افخم بالقول:"لا نؤكد" هذه المعلومات.

إيران أعلنت مقتل جنرال في الحرس الثوري خلال معارك ضد "داعش" في حلب

تحدث الحرس الثوري الإيراني "الباسدران" في بيان امس عن مقتل أحد قادته الجنرال حسين همداني قرب حلب حيث كان يقدم المشورة للجيش السوري في التصدي لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأوضح أن همداني قتل في ساعة متقدمة الخميس وأنه "لعب دورا مهما ... في تعزيز جبهة المقاومة الإسلامية ضد الإرهابيين".
وهمداني جنرال مخضرم خاض الحرب العراقية - الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد "الباسدران" عام 2005.

وصرّح النائب الإيراني إسماعيل كوثري لوكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء، بأن همداني ساعد في التنسيق بين القوات السورية النظامية وقوات المتطوعين في قتالها "داعش". وقال: "لعب همداني سنوات دوراً مهماً للغاية في سوريا كمستشار... لعب دوراً مهماً في الحيلولة دون سقوط دمشق. ثم عاد إلى الوطن في نهاية مهمته... عاد إلى سوريا لأيام قليلة بسبب معرفته العميقة بالمنطقة... واستشهد في سوريا". وأشار الى ان جثمانه سيعاد الى ايران "الليلة أو صباح غد".

وأوضح مسؤول ايراني أن همداني كان مقرباً من قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، قائلاً: "همداني كان شخصية مؤثرة للغاية ومقربا للغاية من سليماني. كان خبيراً في الشؤون السورية. قائد له قيمة كبيرة ومؤمن حقاً بالإسلام والثورة (الإسلامية عام 1979) في ايران".

وتنفي طهران وجود أي قوات عسكرية لها في سوريا، لكنها تقول إنها تقدم "المشورة العسكرية" للجيش السوري في تصديه "للجماعات الإرهابية". وقتل قائد آخر من الحرس الثوري في سوريا في حزيران.

وقالت مصادر لـ"رويترز" الأسبوع الماضي إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا منذ أواخر أيلول للمشاركة في هجوم بري كبير مقرر في غرب سوريا وشمال غربها، وذلك في أكبر انتشار للقوات الإيرانية حتى الآن.