التاريخ: تشرين الأول ٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: ثلاثية جلسات الحوار الفرصة الأخيرة للتسوية والترقيات إلى انسداد
لعل عنوان المضي نحو مزيد من التعقيد بل الانسداد السياسي اختصره أمس نائب الامين العام لـ"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم في تبشيره "بأننا اليوم على ابواب انهيار الحكومة اللبنانية ". وكلام الرجل الثاني في الحزب جاء من باب تحميله "جماعة 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة ورفض كل التسويات التي اقترحت من اجل معالجة عدم اجتماع الحكومة"، في حين بدأت المخاوف تتنامى لدى افرقاء 14 آذار من مؤشرات لضرب عملية الحوار النيابي في ثلاثية جلساته ايام 6 و7 و8 تشرين الاول الجاري وافتعال مزيد من التعقيدات من اجل شل الحكومة شلا تاما بما يدفع بها الى واقع تصريف الاعمال واقعيا.

وأكد مصدر معني بالاتصالات الجارية في شأن مشروع تسوية الترقيات العسكرية الذي اصطدم اخيرا بالاخفاق لـ"النهار" انه على رغم استمرار المساعي للتوصل الى مخارج جديدة في هذا الصدد لم تظهر اي معالم ايجابية يمكن البناء عليها قبل موعد معاودة جلسات الحوار التي بات مصيرها محكوما بل مرتبطا ارتباطا مباشرا بهذه الازمة كتغيير قسري تمكن منه الافرقاء العاملون على تقديم موضوع آلية عمل مجلس الوزراء بما فيها مشكلة الترقيات العسكرية على موضوع الاستحقاق الرئاسي وسواه. وابدى المصدر تشاؤماً بفرص التوصل الى مخرج لمسألة الترقيات بعدما طرأت عوامل اضافية تحول دون تنفيذ شروط الفريق العوني تحديدا مدعوما من "حزب الله " والذي يدأب على رفض كل الاقتراحات التي تساق في هذا الصدد، في حين يبدي وزراء الرئيس ميشال سليمان والكتائب تشددا اضافيا حيال اي ترفيعات من شأنها المس بهيكلية الجيش.

وافادت معلومات اخرى في هذا السياق ان ما تردد عن دفع من جانب السفير الاميركي ديفيد هيل للتوصل الى تسوية للترقيات قد تراجع على نحو كبير اخيرا خشية حصول خلل او نشوء سلبيات على مستوى الهيكلية العسكرية في ظل احتدام الاستقطاب السياسي الذي حصل حول المسألة. كما ان معالم تداعيات سلبية اخرى رصدت في السياق نفسه من خلال تململ عسكري من اعتماد معايير استثنائية تعتمد في الترقيات ولا تتناسب والنظام العسكري، اذ ان ما ينطبق على تعيين قائد الجيش الذي يمر بتوافق سياسي الزامي في مجلس الوزراء لا ينسحب على ترقيات عسكرية يجب ان تبقى بعيدة تماما من الحسابات والاستقطابات السياسية.

سلام
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن رئيس الوزراء تمام سلام أبلغ الوزراء الذين التقاهم أمس أنه في ضوء اتصالاته في نيويورك تبين له أن على لبنان ألا يتوقع شيئا على صعيد المساعدات بل أن الافاق مقفلة. كما أبلغهم أن الامور مقفلة سياسيا أيضاً في الداخل وعليه يجب الانصراف الى حل المسائل الانية على الصعد العملي والبيئي والخدمات. وبناء على هذا التوجه شدد الرئيس سلام على العمل فورا لإنجاز ملف النفايات الذي لا يزال عالقا.
واضافت المصادر أن الرئيس سلام تبلغ تمنيا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أن يتريث في الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في انتظار نتائج الاتصالات الجارية لتذليل عقدة الترقيات العسكرية. وعليه، ستكون هناك فترة إنتظار حتى نهاية الاسبوع المقبل لتقرير الموقف الواجب اتخاذه وخصوصاً أن الصيغ المطروحة للترقيات لم تنل القبول من الاطراف المعنيين.

المساعدات الاميركية
في غضون، ذلك حرصت الولايات المتحدة غداة عودة الرئيس سلام من نيويورك على ابراز زيادة مساهمتها في دعم الجيش اللبناني التي قررتها خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في الامم المتحدة. واعلن السفير الاميركي عقب زيارته أمس رئيس الوزراء مضاعفة بلاده المبالغ الاساسية للمساعدات العسكرية الاميركية للجيش بتخصيص 150 مليون دولار للسنة المقبلة. كذلك اكد نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى لاري سيلفرمان مضاعفة هذه المساعدات بالاضافة الى تقديم 59 مليون دولار لدعم امن الحدود موضحا في حديث الى قناة "الحرة" الاميركية ان اجتماع مجموعة دعم لبنان يبعث برسالة واضحة بان المجتمع الدولي يدعم مؤسسات الدولة اللبنانية. لكن سيلفرمان لفت الى ان الوضع الذي يشهده لبنان في ظل عدم وجود رئيس والشلل الحكومي وعدم قيام مجلس النواب بالتشريع ستكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد اللبناني ومشاريعه المستقبلية مثل النفط.

خطة النفايات
الى ذلك اتسم الاجتماع الذي رأسه الرئيس سلام مساء أمس في السرايا في حضور وزيري الزراعة اكرم شهيب والداخلية نهاد المشنوق والمعنيين بخطة معالجة النفايات باتجاه حازم نحو الشروع في تنفيذ الخطة التي تردد ان موعد انطلاقتها سيكون منتصف الاسبوع المقبل. ونقل شهيب عن سلام انه طلب اعتماد كل الاجراءات الفنية والقانونية والادارية السريعة ذات العلاقة بتنفيذ الخطة فورا. واكد شهيب ان قرار انشاء مطامر صحية مكان المكبات العشوائية هو قرار نهائي وسيعقد اجتماع اخر الاثنين المقبل في السرايا للوقوف على ما آلت اليه الاعمال التنفيذية التي بدأت في موقع سرار في عكار وما يمكن ان تؤول اليه الاعمال في موقع المصنع . وعلمت "النهار" أن الاجتماع الذي دعا اليه مفتي البقاع الشيخ خليل الميس الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في الازهر بحضور نواب ورجال دين ورؤساء بلديات وفاعليات سيشارك فيه أيضا خبير بيئي موفدا من الوزير شهيب لشرح خطة النفايات والتي تقضي بإنشاء مطمر في خراج بلدة مجدل عنجر والذي يعترض اهالي البلدة على إنشائه لاعتبارات بيئية.

المفوضية أبطلت تسجيل 58 لاجئاً غادروا 950 ألف لبناني ونازح يتطلبون مساعدة شتاء

عكار - ميشال حلاق
فصل الشتاء وتداعياته المرتقبة، إضافة الى موضوع التعليم في المدارس، شكلا العنوانين الاكثر بروزاً للتقرير الخاص الذي تصدره مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن ابرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، والذين بحسب التقرير أصبح عددهم في لبنان في حدود الـ 1,113,941 لاجئاً ، بحيث عمدت المفوضية إلى إبطال تسجيل أكثر من 58,000 لاجئ سوري وحذفهم من قاعدة بيانات التسجيل في لبنان عقب عملية تحقق دامت أشهراً للتأكد مما إذا كانوا لا يزالون موجودين في البلاد.

وأشار التقرير الى أن وزارة التربية والتعليم العالي أطلقت، بدعم مالي بلغ 94 مليون دولار أميركي من خلال "اليونيسيف" والمفوضية والجهات المانحة الدولية، حملة "العودة إلى المدرسة" للتعليم المجاني في 15 أيلول الماضي، وسيتم توفير التعليم المجاني لسائر الأطفال - اللبنانيين وغير اللبنانيين - حتى الصف التاسع في المدارس الرسمية هذا العام.

وعلى صعيد التمويل قال التقرير: "كانت الوكالات والحكومة اللبنانية طالبت بـ1,87 مليار دولار أميركي في خطة لبنان للتصدي للأزمة والتي تم تنقيحها وخفض قيمتها.
وعلى صعيد تداعيات العاصفة الرملية، شهدت مراكز الرعاية الصحية الأولية تزايداً في عدد المرضى اللبنانيين والنازحين السوريين الذين يشكون مشاكل في الجهاز التنفسي على أثر العاصفة الرملية التي ضربت لبنان في 8 أيلول الماضي . وتلقى معظمهم العلاج المناسب في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

وأظهر تقويم جوانب الضعف لدى النازحين السوريين في عام 2015، والذي تم بقيادة المفوضية و"اليونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي، أن 70 في المئة من أسر النازحين تعيش حاليا تحت خط الفقر، أي بما يقل عن 3,84 دولارات أميركية للشخص الواحد في اليوم. إن الحاجة إلى دعم بات أكثر إلحاحاً في ضوء هذه المعطيات.

ويقّدر الشركاء أن أكثر من 190000 عائلة لبنانية وسورية وفلسطينية ضعيفة اقتصاديا (950 الف شخص) سيكونون عرضة للبرد وسيحتاجون إلى المساعدة الأساسية وعمليات تحسين المساكن وتجهيزها لمقاومة العوامل الجوية خلال هذا الشتاء.

11500 أسرة من بين هذه الأسر الأكثر هشاشة ستتلقى 175 دولاراً أميركيا في الشهر، لمدة أربعة أشهر متتالية ابتداء من تشرين الثاني. اما بقية الأسر التي تعيش على ارتفاع 500 متر وما فوق (95 الف أسرة) فستتلقى 100 دولار أميركي في الشهر، بينما ستحصل الاسر التي تعيش تحت 500 متر ارتفاعا عن سطح البحر(74 الف اسرة) على 66 دولاراً في الشهر . كذلك ستتم مساعدة نحو 10,000 أسرة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها من خلال تزويدها بقسائم وقود.