التاريخ: أيلول ٢٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
السيسي يؤكد لزعماء دوليين في نيويورك أهمية «مكافحة الإرهاب وصولاً إلى التنمية»
ركز الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك لاعتماد أجندة التنمية لما بعد العام 2015، على أهمية مكافحة الإرهاب من أجل الوصول إلى هدف تحقيق التنمية. كما ناقش السيسي مع زعماء التقاهم على هامش فاعليات القمة، مجالات التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأيضاً التعاون الاقتصادي المشترك.

وألقى السيسي مساء أول من أمس كلمة مصر أمام قمة الأمم المتحدة، مؤكداً ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي بفاعلية مع التحديات التي تعرقل تحقيق التنمية المستدامة، وأهم هذه التحديات «الإرهاب» الذي قال إنه «بات ظاهرة عالمية لا تعاني منها منطقتنا العربية فحسب بل الكثير من بلدان العالم»، موضحاً أن «الشعب المصري، في مسيرته من أجل البناء والتعمير، يواجه أخطر فكر إرهابي ومتطرف ويتصدى بقوة وعزم لمن يريد تدمير التنمية أو يعبث بتطلعاته نحو حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً».

وشدد على أن «التنمية حق تاريخي تتمتع به الدول، أصبحت ممارسته ضرورة حتمية لتعايش الجميع معاً، وهو ما يتطلب تقديم الدعم اللازم للدول النامية في مسيراتها لتحقيق التنمية والعيش الكريم لشعوبها».

وترأس السيسي اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغيّر المناخ والذي شهد إطلاق مبادرة الطاقة المتجددة في افريقيا بهدف تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة كأحد سبل التحوّل نحو الاقتصاد «النظيف».

والتقى السيسي في نيويورك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف إن السيسي أكد الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها «المتميزة» مع ألمانيا، مشيداً بـ «الدور الإيجابي الذي قامت به الشركات الألمانية للمساهمة في دفع عملية التنمية في مصر من خلال العمل على إنجاز مشروعاتها في أقل وقت ممكن وبأعلى معايير الجودة مع إبداء التفهم اللازم لضرورة خفض التكلفة». وأشادت ميركل بمستوى الاتصالات الجارية والتنسيق المستمر بين الجانبين المصري والألماني في شتى المجالات السياسية والاقتصادية لمتابعة الموضوعات المشتركة وما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، وفق ما أوضح الناطق المصري.

وقال السفير يوسف إن السيسي أعرب عن تقدير مصر للموقف الألماني إزاء التعامل مع مشكلة اللاجئين، وموافقة ألمانيا على استقبال عدد ضخم منهم، وهو الأمر الذي «يعكس موقفاً إنسانياً رفيعاً». وأوضح المتحدث الرئاسي أن مركل أشارت إلى أن بلادها أبدت تفهماً لظروف اللاجئين وأنها تشجع الحوار والتعاون الدولي بغية التوصل إلى حل لأزمة اللاجئين، ليس فقط من دول المتوسط وإنما أيضاً القادمين من الدول الافريقية.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد السيسي، وفق المتحدث، أهمية «مواجهة هذه الآفة الخطيرة من منظور شامل لا يتوقف عند حدود المواجهات العسكرية والأمنية، وإنما يمتد ليشمل كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي يتعين أن تشارك فيه الدول المتقدمة بفاعلية». وأضاف أن «الأبعاد الفكرية والدينية تلعب دوراً مؤثراً في مواجهة التطرف والإرهاب، ومن هنا تبرز أهمية تصويب الخطاب الديني الذي ينبغي أن تواكبه صحوة فكرية في العالم الإسلامي تؤكد على القيم الحقيقية السمحة للدين الإسلامي». وتابع المتحدث ان المستشارة الألمانية أعربت عن توافقها مع الرؤية المصرية الداعية إلى «المواجهة الشاملة للإرهاب»، معربة عن استعداد بلادها للانخراط في أي «جهود إيجابية بناءة تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار، وتكافح العنف والتطرف والإرهاب».

واجتمع السيسي مع الرئيسة الكرواتية كوليندا كيتاروفيتش. وقال بيان للرئاسة إن الرئيسة الكرواتية «أشادت بالتعاون الكامل الذي أبدته السلطات المصرية إزاء حادث اختطاف المواطن الكرواتي».

وكان تنظيم «داعش» خطف مهندساً كرواتياً يعمل في شركة فرنسية للنفط من طريق الواحات المتاخم للقاهرة، ونشر صوراً تُظهر ذبحه.

كما التقى السيسي رئيسي وزراء أيرلندا إيندا كيني والهند ناريندرا مودي ورئيسي تركمانستان جربانجولي بيردي ومالي إبراهيم بو بكر كيتا. وأعاد تأكيد ضرورة «شمولية» مكافحة الإرهاب.