التاريخ: أيلول ٢٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
نصر الله: مع عون للرئاسة وهو ضمانة لي.. والحريري: ثلاث مغالطات
قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله إن «طاولة الحوار في لبنان أوجدت فرصة للنجاح ببعض الملفات، حتى في الرئاسة، إن توافرت النوايا»، مشيراً الى أن «الطاولة شكلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وهي فكرته واستشارنا كما بقية الجهات، وهو جاد بطرحه ونحن شجعنا من باب الجدية ولكن أن نصل إلى نتائج كبيرة فهذا فيه قليل من المبالغة».

وأوضح نصرالله في حديث إلى قناة «المنار» ليل أول من أمس، أن «إيران لا تتدخل في أي أمر له علاقة بلبنان، والفرنسيون سمعوا هذا الأمر واضحاً عندما زاروا إيران»، لافتاً الى «أننا حلفاء إيران ونحن نقرر لبنانياً ما نريده، مشيراً إلى أن العقدة رئاسياً معروف مكانها، وحتى الرئيس سعد الحريري كانت لديه نية بالسير برئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون رئيساً، وإن قال إنه لم يكن كذلك فيعني أن لديه مشكلة».

ورأى أن القول «إننا نريد أي رئيس فهذا إهانة لموقع الرئاسة»، مشدداً على «أننا لدينا مجموعة مواصفات، وهي الرئيس القوي والحاضر والذي لا يبيع ويشتري، ووجدنا أن هذه المواصفات تنطبق على عون ولكنه إن عدل عن ترشحه ورشّح شخصاً آخر فأيضاً سندرس مدى إمكان تطابق المواصفات عليه»، مشيراً إلى أنه خلال « اللقاءات بين الحريري وعون كان نقاش داخل «المستقبل» يقول بأن نقبل بعون رئيساً والحريري رئيس حكومة، وإحدى الحيثيات كانت أن السير مع عون قد تمكنهم من جعله يختلف مع حزب الله، وهذا يعني أنه مستقل وبالتالي يمكن أن يعملوا ليقع الخلاف مع الحزب»، مشيراً إلى أن «رجلاً بهذه المواصفات يشكل ضمانة لي وإن كان هناك إمكان للاختلاف في مواضيع، فنحن لسنا حزباً واحداً. لا سقف زمنياً لدعم عون، والأمر عنده وطني»، مؤكداً أنه «طالما عون مرشح فنحن معه».

ورأى أن «لا أحد يفكر بلبنان من دون طائفة من الطوائف وإن شطبت طائفة فلا يبقى لبنان، والمسيحيون هم جزء أساسي من لبنان ولذلك نحن نصر على حكومات الوحدة والتوافق وحتى أننا وافقنا على التصويت على مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي، وأي طرح يشعر المسيحيون أنهم جزء أساسي من لبنان نحن معه»، مشيراً إلى أنه «في حال لم نصل إلى نتيجة في ملف الرئاسة فيمكننا الانتقال لملفات أخرى».

وأكد نصر الله أن «علينا أن نناقش الملفات الأخرى إن لم نتفق على ملف معين، مثلاً وجدنا الحل لآلية عمل الحكومة واليوم يتم الحل على موضوع التعيينات الأمنية، وكلما قبل عون بمخرج ما يرفضه الجانب الآخر، وبالمقابل يتهمونه بالتعطيل»، مشيراً إلى أنه عندما تصل العملية السياسية الى مأزق يعود الحكام للناس، لأنهم المعنيون بتحديد خياراتهم، المشكلة في لبنان أن الدستور لم يتحدث عن استفتاء»، موضحاً أن «إجراء انتخابات نيابية على القانون الحالي نتيجتها ستكون كما هي اليوم، ولذلك فالمدخل الذي يعطي فرصة للشعب لانتخاب مجلس نيابي هو قانون انتخاب على أساس نسبي، وستتيح الفرصة لتمثيل شرائح غير ممثلة اليوم بعدد من النواب وسيكون لهؤلاء القدرة على لعب دور بيضة القبان»، معتبراً أن من يرفض النسبية ديكتاتوري ويخاف إظهار حجمه الحقيقي».

وذكر بأنه «عام 2005 حصل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وفريقه على الأغلبية في ظل وجود السلاح، وفي العام 2009 أيضاً في ظل معارك انتخابية معنا، وهذا يعني أن السلاح لم يؤثر في المعركة، بل المال الذي دفع يومها».

ورأى نصرالله «أن مصلحة الحراك أن لا ندخل نحن وجمهورنا فيه، لان الدعم الشعبي الذي يمكن أن نقدمه يعطل أهدافه، لأنهم قالوا إن هذا 7 أيار مقنع فكيف إن شاركنا»، مشدداً على «أننا لا نمانع الحراك ولا نرفضه، ونتمنى أن يركز على الأمور القابلة للتحقق».

وأكد نصر الله «أننا دخلنا الحكومة من أجل الاستقرار السياسي والأمني بالدرجة الأولى، وأن نعمل بالدرجة الثانية لأجل الناس ونواجه الفساد». ورأى «أننا في المقاومة عامود أساسي ومطلوب أن نحمي البلد من الاستباحة بالتكامل مع الجيش ونحن نتحمل هذا العبء. وثانياً أتى علينا خطر الإرهاب التكفيري، وهذا العبء تحملناه. وفي الداخل اللبناني من خلال العمل الحكومي والنيابي نبذل جهداً لأجل الاستقرار»، لافتاً إلى أنه «يبقى ملف محاربة الفساد، فاحملوا عنا هذه المعركة الوحيدة».

وقال نصر الله إن «5 سنوات من الحرب الكونية على سورية فشلت بفضل صمود سورية وحلفائها إلى جانبها وعدم تخليهم عنها». وأشار إلى أن «مجموعة عوامل ساهمت بالفشل، وأيضاً اليوم عامل مهم هو التدخل الروسي»، وأوضح أنه «لم يكتمل بعد حجمه ولكن هناك أعداد معتد بها من الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع الدقيقة الإصابة ومع إمكانات كبيرة جداً مع أطقمها»، لافتاً إلى أن «المقدار سيكون مؤثراً في مسار المعركة القادمة». وشدد على «أننا نرحب بأي قوة تدخل تساهم وتساند هذه الجبهة لأنها من خلال مشاركتها سوف تساهم بإبعاد الأخطار الكبرى التي تهدد سورية والمنطقة»، مؤكداً أن «الكلام عن اتفاق روسي أميركي في شأن سورية غير دقيق».

وأوضح أن الذين «قاتلوا في الزبداني لأول أسبوعين قاتلوا لتحريرها وتأمين الحدود ولكن بعد أسبوعين أخذنا القرار لمعالجة الفوعة وكفريا، وما أنجح المفاوضات الثالثة هو فشل هجومين كبيرين جداً الأسبوع الماضي على البلدتين»، مؤكداً «أننا نقاتل في سورية بحزن ونتمنى لو أنه تمت الاستفادة من هذه الأعداد من المقاتلين لتحرير الأقصى وهذا قتال مجبرون عليه بغصة ولكننا نقاتل الإسرائيلي بفرح، ولو عاد الزمن إلى الوراء لكان «حزب الله» عجّل بدخول سورية». ورأى أن «لا أحد يستطيع أن يتحدث عن حتمية الحرب مع إسرائيل، ويمكن أن تحصل في أي لحظة وعلينا أن نكون جاهزين لحماية بلدنا وشعبنا وهذا هو عملنا في المقاومة».

الحريري: ثلاث مغالطات في حديث نصرالله بحق السعودية وسورية ... وبحق لبنان

تسبب الكلام الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، بسجال مع زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي رأى في سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر»، أن هناك «ثلاث مغالطات رئيسية في مقابلة الأمين العام لحزب الله، الأولى بحق السعودية وتاريخها المشهود له في إدارة الحج ورعاية المسلمين من كل الجنسيات والأصقاع. والسيد نصرالله يتقاطع مع الموقف الإيراني الذي يتخذ من أرواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية». وقال: «الكارثة التي حلت بضيوف الرحمن هذا العام كارثة أصابت المسلمين جميعا، لكن إيران ومن خلفها حزب الله يتعاملان معها كما لو كانت غارة على حوثيين، وكلام السيد حسن يجاري كلياً الكلام التحريضي الذي صدر عن السيد علي خامنئي. كلاهما ركبا مركب التحامل على السعودية وقيادتها، لكن السيد حسن ذهب بعيداً في الدعوة إلى مشاركة الدول الإسلامية إدارة شؤون الحج، وهذه دعوة إيرانية خالصة لم يشارك فيها أي دولة إسلامية، ومبعثها الحقيقي إخراج مكة المكرمة والحرمين الشريفين من مظلة الرعاية السعودية. وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، فلمكة رب يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ».

أضاف: «المغالطة الثانية هي كالعادة بحق سورية وشعبها. فالسيد حسن ينفي أي تدخل لإيران في الشأن الداخلي السوري، وهذا أمر يثير الضحك والاستغراب فعلاً، لكنه في الوقت ذاته يتصرف باعتباره المندوب السامي الإيراني في سورية، ويتخذ حق التفاوض بشأن الزبداني والفوعة وسواها. هو يتحدث عن الهدنة، وهو يعلن بنود الاتفاق، وهو يكرس قواعد التطهير العرقي أو المذهبي المتبادل بين المناطق السنية والقرى الشيعية، وهو يشرح أبعاد التدخل الروسي في المعادلة السورية ولا يجد ضيراً في التقاطع الروسي- الإسرائيلي حول المسألة. حتى بشار الأسد يتصرفون معه باعتباره كبير الخدم في هذه الدائرة وهو من خلال مطالعة السيد حسن السورية بالكاد يعرف ماذا يجري في سورية».وتابع: «أما المغالطة الثالثة، فهي بحق لبنان الذي يعتبره السيد حسن ملعباً للسياسات الإيرانية بامتياز. كل منطق السيد حسن في مقاربة الشأن الداخلي يعني أن لا شيء سيتحرك خطوة واحدة إلى الأمام. هو يعتبر أن المسيحيين أساس في وجود لبنان لكنه يعدهم بأن رئاسة الجمهورية تعني وصول شخصية تغطي حضور حزب الله وتأثيره في العديد من البلدان».

وزاد: «السيد حسن يعلن بالمختصر غير المفيد أنه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية، وبقية الحكي عزف على وتر الهدايا المجانية للمسيحيين واللبنانيين».

وأبرق الحريري إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز معزياً بالضحايا الذين سقطوا في حادث التدافع بمشعر منى. وقال: «نحن نقدر كل التقدير الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها المملكة لتوفير كل مستلزمات أداء فريضة الحج بيسر وسهولة، لكل الحجاج دون استثناء، ونؤكد تضامننا ووقوفنا إلى جانب المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، في هذا المصاب، وكلنا ثقة بحكمته على جلاء مسببات هذا الحادث وتجاوز آثاره المؤلمة».

من جهة أخرى، رأى النائب محمد كبارة أن «تعريف نصرالله في الشأن الرئاسي يعني أمراً أساسياً وهو ألا يكون رئيسنا العتيد تابعاً أو مؤيداً لحزب نصر الله، وألا يكون قابلاً بسلاحه غير الشرعي، وألا يكون تابعاً لمحور إيران وألا يكون متعاطفاً مع بشار الأسد الذي يمثله في لبنان حسن نصرالله وتحالف 8 آذار».

أضاف: «أما تطوعه للدفاع عن عون، فقد زاد من قناعتنا ومن قناعة اللبنانيين بأن عون هو أداة لمحور إيران- الأسد»

وقال: «بوجود سلاحك غير الشرعي يا نصرالله، لا دولة ولا رئاسة ولا انتخابات. حزبك أصل المصائب وفصلها وتفصيلها».

من جهة ثانية، دعا كبارة إلى «ترك معالجة ملف الترقيات العسكرية الى حكمة ودراية الرئيس الحريري وحده لاتخاذ ما يراه مناسباً وهو الذي يتابع عن كثب سير عمل مجلس الوزراء والحوار الجاري».

واستغرب النائب نديم الجميل كلام نصرالله بأنه «يريد أن يدير مكة أو شؤون بلدان أخرى». ورأى أن «إيران مسيطرة وتحكم لبنان»، موضحاً أن «إيران لا تتدخل بتعيين وزير ولكن السلاح المفروض على السلطة اللبنانية ودعمها لحزب الله هو تدخل مباشر لإيران بشؤون لبنان السياسية والداخلية»، لافتاً إلى أن «التأثير الإيراني على السياسة اللبنانية واضح عبر «حزب الله»، لافتاً إلى أن «السعودية دورها ليس كبيراً ولا تستحوذ على القرار السياسي اللبناني بقدر إيران عبر حزب الله».

سليمان : لبنان يتحمل أعباء الحرب السورية

شدد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان على»أهمية إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه في مقررات مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ISG التي ستنعقد في نيويورك في 30 أيلول (سبتمبر)، وضرورة تفعيل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب للإسراع في القضاء على جميع المجموعات الإرهابية التي توسع أعمالها من دون أي ضوابط دينية أو جغرافية».

وأكد سليمان خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه أمس، على «أهمية العمل الدؤوب على ترسيم الحدود وإيجاد حل موضوعي لموضوع اللّجوء السوري الكثيف إلى لبنان وضرورة العمل الجدي للتعويض على لبنان عند البدء بإعادة إعمار سورية، كونه تحمّل على الدوام أعباء الحرب وتداعياتها ومغبّة النّزوح السوري الكثيف».

وشكر «الدولة الفرنسية على اهتمامها الدائم بدعم الجيش اللبناني وتسليحه بعتاد متطورة للدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان ومكافحة الإرهاب والدعم الفرنسي المتواصل لاحترام جميع القوى للدستور اللبناني».

وبحث سليمان مع هولاند مجموعة من القضايا التي تهم لبنان، لاسيما المتعلقة بالأوضاع في سورية.