التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: سياسيون لا يستبعدون انتخاب رئيس بنتيجة الحوار
"المجلس الوطني" ينطلق مختلفا عن السابق منتصف تشرين
كان لافتا اجماع الخطباء في عيد الأضحى على الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية والتمسك بالحوار في حين بدت العقد التي شلت المؤسسات ولا سيما مسألة الترقيات العسكرية مفتوحة على الحلول سياسيا أقله، من دون اهمال واقع ان الشق الاداري التقني قد يكون الأصعب، نظرا الى معارضة شديدة يبديها حزب الكتائب والوزراء القريبون من الرئيس ميشال سليمان وآخرون مستقلون لترقية العميد شامل روكز مما يرجح ان يكون استدعاؤه من الاحتياط على غرار مديد المخابرات العميد ادمون فاضل الوسيلة الوحيدة المتاحة للحل على قاعدة التمديد في المواقع الحالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

والجديد على هذا الصعيد أن سياسيين من قوى 14 آذار بدأوا يقتنعون بأن الوضع السياسي يحتمل ان يكون على ابواب تطور أساسي الشهر المقبل فيشهد لبنان مسارا مختلفا يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد سنة وأربعة أشهر من الفراغ في قمة السلطة. ويتوقف هؤلاء السياسيون مليا عند وعد الرئيس نبيه بري لرئيس الكتائب النائب سامي الجميل في جلسة الحوار الثالثة الثلثاء الماضي بعقد جلسات حوارية متتالية خلال ثلاثة ايام في 6و7و8 تشرين الأول المقبل، ويستنتجون ان هذه الخطوة تعكس قرارا لا يمكن وصفه الا بأنه جدي بالسير في اتجاه انتخاب الرئيس بعدما استنفدت الأوراق لدى الجميع وبانت لهم حقيقة العجز عن فرض رئيس من داخل المعمعة السياسية الدائرة وكذلك استحالة استمرار مؤسسات الدولة في حالة الشلل الراهنة والتي تهدد بأوخم العواقب على كل المستويات .

ويقول هؤلاء السياسيون ل"النهار" ان لا شك في هذه الحال بأن الرئيس بري أقنع حلفاءه ولا سيما "حزب الله" بدخول منطق التفاوض ما دام فريقهم في موقع قوة مقبول، سواء في سوريا أم في لبنان. ومن يدري ما الذي يمكن ان تحمله التطورات بعد دخول روسيا على الخط في سوريا والاحداث التي لا تسير لمصلحة ايران في اليمن وحتى في العراق وبعدما ظهر ان فوائد الاتفاق النووي على طهران ستنتظر وقتا طويلا جدا ، وخصوصا ان السلاح وحده لا يعد ضمانا كافيا امام التقلبات والتغيرات الدولية بدليل ما شهده لبنان من زوال لمقاومتين مسلحتين فلسطينية ولبنانية مطلع الثمانينيات والتسعينيات.

"المجلس الوطني" ينطلق مختلفا عن السابق منتصف تشرين

وفي موازاة الوضع الجديد المحتمل، والذي سيضطر مختلف الأفرقاء الى اعادة النظر في خياراتهم، علمت "النهار" أن مؤتمرا ل "المجلس الوطني" يتم التحضير لعقده منتصف تشرين الأول المقبل وفقا لقواعد مختلفة عن القواعد التي حكمت مرحلة تأسيسه وأوصلت الى فصل بين مستقلين وحزبيين.

وقال رئيس المجلس النائب السابق سمير فرنجية ل"النهار" ان انهيار الدولة الذي نعيشه يتلازم مع انهيار مشروع وضع اليد على الدولة وهزيمة فريق لن تكون انتصارا لفريق آخر، ولا بد من تأسيس لمرحلة عودة الى ما قبل استخدام العنف في الحياة السياسية أي الى ما قبل "اتفاق القاهرة" على قاعدة بناء دولة مدنية قوامها عيش مشترك بين افراد وان كانوا ينتمون الى طوائف وايضا على قاعدة تسوية "الطائف". واعتبر ان تحرك الحملات الشبابية كشف أو عجل في كشف الانهيار العام، ويفيده تحرك مثل "المجلس الوطني" اذ يضع الأمر في نطاقه الأوسع . وشدد على ان "المجلس ليس حزبا سياسيا ولن يكون يوما حزبا سياسيا. هو إطار للتلاقي وإطلاق المبادرات".

هيل نفى مشاركة بلاده في التظاهرات: ليجتمع مجلس النواب وينتخب رئيساً

أعلن السفير الاميركي ديفيد هيل ان حكومة بلاده ستخصص مبلغ 59 مليون دولار إضافية لمعدات أمن الحدود للجيش، واكد انها "غير مشاركة في تظاهرات المجتمع المدني ولا تتغاضى عن العنف أو تدمير الممتلكات".
استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا امس هيل الذي صرح: "اجتمعت بالرئيس سلام لمناقشة زيارته المقبلة إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وفي الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان. يثبت اجتماع المجموعة مرة جديدة دعم المجتمع الدولي الثابت لاستقرار لبنان وسيادته وأمنه".

واضاف: "من جانبنا، يستمر الدعم الأميركي للجيش بالتعمق. ويسرني كثيرا أن أعلن ان حكومتي ستخصص مبلغ 59 مليون دولار اضافية لمعدات أمن الحدود للجيش".

وأشار ان بلاده "تسلمت هذا الأسبوع تحويلة حديثة أساسية من الأموال من المملكة العربية السعودية لشراء معدات أميركية إضافية لمساعدة الجيش. وهذه الأموال، إلى جانب التمويل الأميركي، ستساعد الجيش على مواصلة تطوير قدرات سلاح الجو في الضربات الموجهة (...) هذا التحويل الأخير وهذا المشروع هما دليل آخر على الشراكة القوية والفاعلة بين لبنان وأميركا والمملكة العربية السعودية لتحسين قدرات الجيش في الدفاع عن حدود لبنان وشعبه".

واكد أن "أميركا ستقف إلى جانب لبنان. فأعمالنا فقط هي المعيار للحكم على التزام أميركا استقرار لبنان. وهذه الأعمال تشمل استثماراً أميركياً يفوق 1,3 مليار دولار من المساعدات الأمنية للبنان في الاعوام العشرة الماضية. وهذا العام، لبنان هو خامس أكبر مستفيد من التمويل العسكري الأجنبي للولايات المتحدة. ولبنان أيضا هو خامس أكبر مستفيد سنوي من التدريب الثنائي لأفراد الجيش هنا. وفرت الولايات المتحدة ما يقارب المليار دولار من المساعدات الإنسانية للمجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين في لبنان منذ بدء الصراع المأسوي في سوريا. ومساعدتنا الإنمائية الثنائية مدى العقد الماضي ستتجاوز أيضا المليار دولار، للمساعدة في الفرص المدرة للدخل، والتعليم، ومستلزمات الخدمات مثل الماء. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستقرار، ليس هناك أي قدر من المساعدات الخارجية أو النيات الحسنة التي يمكن أن تكون بديلا من الاستقرار الذي يأتي من الحكم الرشيد. فهذا الأمر يأتي فقط من الداخل. وأنا أعلم أن القادة في لبنان يعملون على إعادة تفعيل مجلس الوزراء وعلى استئناف الحوار حول القضايا الأكثر عمقا. نرحب بأي جهد من هذا القبيل، وقد انضممنا في وقت سابق من هذا الشهر إلى أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي في تأكيد أن الوقت الآن هو ليجتمع مجلس النواب وينتخب رئيسا في أقرب وقت ممكن، ولتحديد موعد انتخابات نيابية".

وقال: "المواطنون في كل مكان يتطلعون الى الدولة لتحمي حقهم في حرية التعبير والتجمع، وعلى المواطنين في كل مكان مسؤولية ممارسة حقهم بطريقة سلمية ومسؤولة. كما أن المساءلة متوقعة عندما ينتهك أي من الطرفين الحقوق والمسؤوليات. ندعم هذه الحقوق العالمية، ونحض على الامتثال لهذه المسؤوليات في جميع أنحاء العالم. أميركا تدعم هذه القيم هنا في لبنان، ومبدأ حق المجتمع المدني في التعبير عن آرائه ومخاوفه، وكذلك الأمر بالنسبة الى رئيس الحكومة. ولكن الولايات المتحدة غير مشاركة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في تظاهرات المجتمع المدني ولا تتغاضى عن العنف أو تدمير الممتلكات".

الى ذلك، التقى هيل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي ومستشار السفير الاميركي فادي حافظ.