طرابلس - علي شعيب أسفرت الجولة الأخيرة للحوار الليبي في مدينة الصخيرات المغربية عن اتفاق الأطراف على الـ «لا حل» للأزمة المتفاقمة، على رغم مرور مهلة الـ20 من الشهر الجاري التي حددها المبعوث الدولي برناردينو ليون للاتفاق على تشكيل حكومة وفاق. ودفع ذلك أطرافاً ليبية الى البحث عن بدائل، بينها حوار يعقد داخل ليبيا استكمالاً للمفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة.
يأتي ذلك بعدما تناوب طرفا الأزمة، المؤتمر الوطني (برلمان طرابلس) ومجلس النواب (برلمان طبرق) على رفض ما يقبله الآخر، وبالعكس، ما أعاد المفاوضات أكثر من مرة إلى المربع الأول، ومدد من عمر الأزمة المستمرة منذ 19 شهراً.
ودخل القائد العام لقوات الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر طرفاً في الأزمة، إذ استبق مهلة ليون بـ 24 ساعة، مطلقاً عملية عسكرية في بنغازي، قوبلت بانتقاد شديد من جانب الأمم المتحدة.
كذلك استبقت حكومة الإنقاذ في طرابلس المنبثقة عن المؤتمر اجتماع الصخيرات، واستقبل رئيسها خليفة الغويل مسؤولاً أميركياً في تطور ملفت. وأبلغت مصادر حكومة طرابلس «الحياة» أن الغويل وقع سلسلة اتفاقات ليل الأحد- الإثنين مع وليام بلمور نائب رئيس مؤسسة إدارة الخدمات اللوجستية الأميركية، شملت مذكرات تفاهم لـ «فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الدفاع والصحة والاستثمار». ووصفت مصادر في حكومة طرابلس تلك الاتفاقات بأنها «خطوة مهمة» في العلاقة مع أميركا.
واستهجن المجلس البلدي في بنغازي انتقاد بعثة الأمم المتحدة للعملية العسكرية التي أطلقها حفتر، معتبراً أن المواجهة تدور في المدينة «بين الجيش ومجموعات خارجة عن الدولة وغير معترفة بالشرعية الدستورية ومتمردة على السلطة».
وعلى رغم مراوحة الحوار مكانه، أبلغ «الحياة» محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء (الذراع السياسية للإخوان) في اتصال هاتفي من الصخيرات، أنه لا يعتبر أن الحوار فشل لمجرد عدم إنجاز اتفاق في المهلة المحددة، وقال إن «التواريخ تتضمن عادة مرونة، ونحن خرجنا لتونا من اجتماع مع بعثة الأمم المتحدة وسنعود لتداول أسماء المرشحين لتولى حكومة الوفاق بعد تقديم فريق المؤتمر مرشحيه وتوزيع صيغة اتفاق نهائية».
وهذا نوع من التصريحات المتفائلة التي تكررت في الآونة الأخيرة ثم ما لبثت أن اصطدمت بالأمر الواقع.
وفي المقابل، قال لـ «الحياة» عبد القادر حويلي عضو المؤتمر الوطني، إنه «في حال عدم وصول جولة الصخيرات إلى اتفاق، فإن حواراً داخلياً اتفق عليه بين أعضاء من المؤتمر وآخرين في برلمان طبرق، سيعقد في ليبيا بعد عطلة عيد الأضحى، وسيتم فيه اقتراح حل جديد للأزمة الليبية»، مشيراً إلى أن الحوار الداخلي سيكون «استكمالاً لجهود ليون الذي فشل في جمع الطرفين الليبيين في حوار مباشر وجهاً لوجه».
وأكد معاد رافع العضو في برلمان طبرق لـ «الحياة» ما أشار إليه حويلي حول حوار داخلي وصفه بـ «المجتمعي»، والذي يتوقع أن يعقد في إحدى 5 مناطق ليبية، من بينها الجفرة (جنوب) التي أجمع الكل على أن تكون مقراً للحوار في حال عدم التوصل إلى اتفاق في الصخيرات. |