التاريخ: أيلول ١٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
اوروبا تزداد انقساماً وقمة طارئة الأسبوع المقبل: المجر تُقفل حدودها في وجوه اللاجئين وتُثير أزمة مع صربيا
بعد فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حصص ملزمة من اللاجئين بين دوله في ما اعتبره سيغمار غبريال، نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عاراً تجلبه أوروبا على نفسها، نفذت المجر ما كانت لوحت به، إذ أقفلت حدودها مع صربيا في وجوه اللاجئين، فوجد هؤلاء أنفسهم عالقين من دون بارقة أمل، بينما تتجه أوروبا نحو قمة طارئة.

بين كانون الثاني وآب شهدت أوروبا عبور نصف مليون مهاجر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، في مقابل 280 ألف مهاجر عام 2014 بكامله.
وأمس بدأت المجر، التي تشكل نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين الساعين الى بلوغ ألمانيا، بتطبيق إجراءات جديدة تنطوي على السجن ثلاث سنوات لأي شخص يعبر السياج الشائك الذي أقيم على طول الحدود مع صربيا التي تمتد 175 كيلومتراً.

وأُقفل مركزا العبور الرسميان في اسوتالوم وروشكي - اورغوس، وبذلك وصدت الحدود تماماً أمام العابرين.
كما تعتزم المجر بناء سياج جديد على حدودها مع رومانيا.
وتحدث الناطق باسم الحكومة زولتان كوفاكس عن بدء حقبة جديدة "نوقف فيها تدفق المهاجرين بطريقة غير شرعية عبر حدودنا الخضراء".

وصباح أمس، كان نحو 300 مهاجر، بينهم أولاد، ينتظرون وسط الغموض على أمل إعادة فتح نقطة العبور الرسمية بين صربيا والمجر. وأمضى بعض المهاجرين الليل داخل خيم نصبت وسط الطريق خلف السياج الشائك الذي أقيم بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف متر على طول الحدود تقريباً. وانتشر من الجانب المجري 20 رجلا من شرطة مكافحة الشغب خلف سياج علوه متران مُد بين خطي الطريق الذي تسلكه السيارات عادة في الاتجاهين.

وفي المقابل، صرح الوزير المسؤول عن التعامل مع أزمة اللاجئين في الحكومة الصربية ألكسندر فولين عن محادثات تجرى مع الحكومة المجرية للضغط عليها لإعادة فتح الحدود. وأكدت وزيرة الخارجية الصربية إيفيتسا داتشيتش أنه "من غير المقبول" إعادة اللاجئين من المجر بينما يستمر تدفق سواهم من مقدونيا واليونان. وأضافت أن بلادها ترغب في أن تكون جزءاً من الحل لا أن تتحمل ثمن سياسات أحادية.
والاثنين تمكن 9380 مهاجراً من العبور، فارتفع إلى 200 ألف عدد المهاجرين الذين دخلوا المجر منذ مطلع السنة، استنادا الى الشرطة.

في غضون ذلك، بدأت السلطات إجراءات قضائية في حق 60 مهاجراً أوقفوا الثلثاء واتهموا بإحداث "أضرار" بالسياج الشائك الذي أقيم على الحدود مع صربيا، وهي تهمة يمكن ان تصل عقوبتها الى السجن خمس سنوات بموجب التشريع الذي دخل حير التنفيذ ليل الاثنين - الثلثاء.

واعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن المهاجرين قد يحاولون ايجاد طريق جديد بعد التضييق عليهم في المجر، وأن المسار الجديد قد يكون عبر كرواتيا وسلوفينيا. ذلك أن صربيا التي يحتشد فيها آلاف اللاجئين الساعين الى دخول المجر، ليست عضواً في الاتحاد الاوروبي، لكن لها حدودا مشتركة مع رومانيا وكرواتيا. أضف أن كرواتيا متاخمة لسلوفينيا التي تؤدي الى ايطاليا والنمسا.

الدعوة إلى قمة
وطالبت سلوفاكيا بعقد قمة استثنائية للاتحاد الاوروبي لمناقشة قضية المهاجرين، وهي تعتزم ان تجدد فيها رفضها القاطع لفرض حصص إلزامية لاستقبال اللاجئين. وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو إنه "في موضوع جدي ودقيق مثل مسألة أن تملى على دولة ما عدد الأشخاص الذين يتحتم عليها استقبالهم من غير ان تتمكن من اختيارهم، من المؤكد ان قرارا كهذا يتخذ في اجتماع قمة"، معلناً أنه سيشارك فيها "بتفويض واضح وهو عدم القبول بالحصص الإلزامية، أياً تكن الظروف".

وصدر موقف مماثل صدر عن ألمانيا والنمسا. ففي مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع نظيرها النمسوي فيرنر فايمان، صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "إنها مشكلة للاتحاد الاوروبي برمته، لذا أعلنا تأييدنا لعقد قمة الاسبوع المقبل لمجلس طارىء للاتحاد الاوروبي. الوقت ينفد ولا يمكننا الانتظار حتى منتصف تشرين الأول"، مشيرة إلى أن رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك سينظر في هذا الأمر".

الى ذلك، لم تتبن ميركل اقتراح وزير الداخلية توماس دو ميزيير وقف المساعدات الاوروبية لدول الاتحاد التي ترفض اعتماد مبدأ الحصص، إذ شددت على وجوب "إعادة ايجاد روح أوروبية مجدداً، التهديدات ليست الطريق للتوصل الى اتفاق. لم أصل الى مرحلة (اعتقد فيها) أن علينا إطلاق تهديدات". وأكدت أنها لا تزال متفائلة "على رغم أن هناك صعوبة كبيرة هذه المرة، وثمة حواجز أكبر علينا تجاوزها".

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن تردد أوروبا قد يؤدي إلى "سقوط مزيد من القتلى". وأبدت الرئيسة السويسرية سيمونيتا سوماروجا استعداد بلادها لقبول حصة من المهاجرين بناء على الأسس التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر، شرط أن يتبنى الاتحاد الأوروبي مجتمعاً الخطة.

في البحر
وفي حادث غرق جديد، أفاد خفر السواحل التركي أن 22 مهاجراً قضوا وأُنقذ 211 في انقلاب مركبهم قبالة شبه جزيرة داتكا في بحر ايجه امام السواحل التركية لدى محاولتهم الوصول الى جزيرة كوس اليونانية.
وأوردت وكالة "دوغان" التركية للانباء أن المجموعة كانت متجهة الى كوس في مركب خشبي طوله 20 متراً.

وغرق 34 شخصاً، بينهم 15 رضيعاً، عندما انقلب مركب خشبي آخر قبالة جزيرة فارماكونيسي اليونانية الأحد.
وكانت قوات الأمن التركية أوقفت مئات السوريين قرب مدينة أدرنة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من حدود اليونان.

وسجلت الجزر اليونانية رقما قياسيا في عدد الوافدين في آب مع وصول 88 ألف شخص، اي أكثر 11 مرة من العدد المسجل في الشهر نفسه من عام 2014.