قررت الحكومة اليمنية في اجتماعها أمس (السبت)، في مقرها الموقت في العاصمة السعودية الرياض "عدم المشاركة في أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح الانقلابية قبل الاعتراف بالقرار الدولي الرقم 2216".
وذكرت "وكالة الأنباء اليمنية" الرسمية (سبأنت) ان "الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح قررا في اجتماع مشترك، عدم المشاركة في أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل الاعتراف بالقرار الدولي الرقم 2216، من دون قيد أو شرط".
وكانت محادثات سابقة رعتها الامم المتحدة في 19 حزيران (يونيو) الماضي في جنيف لوقف إطلاق النار في اليمن انتهت من دون التوصل إلى أي اتفاق.
غارات التحالف تستهدف سبع محافظات
«الحياة» - المكلا - عبدالرحمن بن عطية - االرياض – أحمد الجروان وعيسى الشاماني
واصل طيران التحالف أمس غاراته على مواقع عسكرية وتجمعات لمسلحي الحوثيين ومستودعات أسلحة في محافظات صنعاء والحديدة ومأرب والجوف وتعز وحجة وصعدة. واستهدفت الغارات كذلك منازل قيادات موالية للجماعة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى إضافة إلى تدمير آليات للجماعة في جبهات القتال المستمر في تعز ومأرب.
وعلى رغم إعلان الحكومة اليمنية الشرعية الموافقة على حضور جولة من المفاوضات المباشرة مع الحوثيين وحلفائهم الأسبوع المقبل في مسقط برعاية الأمم المتحدة، إلا أن عسكريين موالين لها في مأرب أكدوا أن جيش الشرعية المعزز بقوات ضخمة من دول التحالف مستمر في عملياته العسكرية لحسم المعارك في مأرب والجوف في سياق تمهيده للزحف نحو صنعاء لتحريرها من قبضة الجماعة الانقلابية.
وأكدت مصادر «المقاومة الشعبية» أن معارك عنيفة تواصلت أمس في مناطق القتال غرب مأرب وجنوبها وشمالها الغربي وسط غارات لطيران التحالف وضربات لمروحيات»الأباتشي» على الصفوف الأمامية للمسلحين الحوثيين.
واستهدف الطيران مناطق الجفينة وماس والمخدرة كما ضرب تعزيزات للحوثيين في منطقة نهم شرق صنعاء ودمر جسراً لإعاقة تدفق إمدادات الجماعة نحو مأرب وأغار على تجمعات لهم في منطقة السلمات على أطراف محافظة الجوف المجاورة لمأرب من جهة الغرب.
واستمر في صنعاء سماع دوي الانفجارات الضخمة نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت معسكر سلاح الصيانة ومقر ما كان يعرف بـ «الفرقة الأولى مدرع» وأحياء النهضة وصوفان ومعسكرات القوات الخاصة، وألوية الصواريخ، والحفا، وضبوة، كما استهدفت منازل يُعتقد أنها لقيادات حوثية في حي الأصبحي وبيت زبطان ومنطقة سواد حنش.
وفي محافظة الحديدة، أكد شهود أن غارات جوية استهدفت مواقع يتمركز فيها الحوثيون على ساحل البحر الأحمر في مديريتي الخوخة والزيدية، وشمل القصف مباني ومزارع ومواقع عسكرية، كما امتدت الغارات إلى مناطق في محافظة تعز وأكد مسعفون مقتل ثمانية أشخاص من أقارب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي ووكيل محافظة تعز محمد منصور الشوافي في غارة استهدفت منزله فيما تضاربت الأنباء حول مقتله.
وأفادت مصادر المقاومة في تعز بأنها قتلت أربعة حوثيين وأصابت أربعة في مكمن نصبته لمركبة تابعة لهم في شارع الستين، في وقت تتواصل معارك الكر والفر في معظم مناطق المدينة وسط قصف مدفعي وصاروخي على الأحياء السكنية ومحاولة حوثية مستميتة لإخضاع المدينة.
وعلى صعيد منفصل، أكدت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن أربعة مسلحين يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» قتلوا في غارة لطائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية استهدفت سيارة تقلهم من دون أن يتم التعرف على هوياتهم، وجاءت الغارة بعد يوم من غارة أخرى قتلت خمسة من مسلحي التنظيم قرب مطار مدينة المكلا في محافظة حضرموت(شرق) والتي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منها منذ نيسان (أبريل) الماضي بما فيها العاصمة المكلا.
وفي تعز، قال الناطق الرسمي باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، إن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين المقاومة والجيش المؤيد للشرعية من جهة وميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها من جهة أخرى، في عدد من المديريات، حيث قتل خمسة وجرح اثنان من ميليشيات الحوثي وصالح في مكمن محكم نصبه رجال المقاومة في منطقة الستين.
وذكر أن ميليشيات الحوثي منعت السكان من مغادرة صنعاء، بعدما قرر الكثير من أهالي المدينة النزوح منها خوفاً من الضربات التي تستهدف مواقع للأسلحة التي يخبئها الحوثيون داخل منازل المدنيين، مشيرة إلى انسحاب عدد كبير من مؤيدي الحوثيين من وسط صنعاء.
وبدأ الحوثيون تغيير الشعارات المناهضة للحرب، وطمس العبارات التي كتبت على المباني والمساجد وجدران المباني الديبلوماسية، استعداداً للاندماج مع المدنيين قبيل تحرير صنعاء.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد عسيري أن من السابق لأوانه الحديث عن معركة صنعاء. وقال عسيري لـ «الحياة» أمس: «قيادة التحالف لم تتحدث إطلاقاً عما يسمى معركة صنعاء، وليس لدى التحالف أي استعدادات لهذا الموضوع»، مؤكداً أن القوات «تنفذ مهمات عسكرية في مناطق تعز ومأرب، ومتى انتهت تلك المهمات بالنجاح والتوفيق سيكون لكل حادث حديث».