التاريخ: أيلول ١٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
نظام دفاع جوي روسي متقدم لسوريا وأوباما: تدخّل موسكو محكوم بالفشل
أربع دول تُبلغ ألمانيا رفضها المشاركة في تقاسُم توزيع اللاجئين والمجر تقترح إرسال قوات أوروبية لحماية الحدود اليونانية
كثفت البحرية الروسية مناوراتها قبالة ساحل سوريا في الأشهر الأخيرة وهي تستعد للقيام بالمزيد منها، الامر الذي يرجح أن يذكي تأكيدات الولايات المتحدة أن موسكو تحشد قواتها في المنطقة، بينما ارسلت موسكو نظام دفاع جوي متقدم إلى سوريا واقترحت على الولايات المتحدة التنسيق العسكري معهاتجنبا لحوادث "عرضية". لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما رأى ان التدخل الروسي في سوريا محكوم بالفشل.

ونقلت "رويترز" عن مصدر قريب من البحرية الروسية أن مجموعة من خمس سفن للبحرية الروسية مزودة صواريخ موجهة أبحرت للقيام بمناورات في المياه الإقليمية السورية ويحتمل أن يشمل ذلك إطلاق صواريخ. واضاف: "سيتدربون على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل مما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى".

وكانت مصادر في الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان قد أفادت أن جنودا روسا انضموا الى العمليات القتالية داخل سوريا أو أنهم يستعدون لذلك. ونفت موسكو ذلك قائلة إن تعاونها العسكري مع دمشق ليس جديدا ويقوم على عقود طويلة الأجل لتصدير السلاح.

واكدت وزارة الدفاع الروسية إن القوات البحرية كثفت نشاطها قرب سوريا في الأشهر الاخيرة، لكنها تجري مناورات في البحر المتوسط منذ أيار أكثر من تلك التي أجرتها طوال عام 2014.
وقال مصدر قبرصي يتابع النشاطات البحرية والجوية: "نشهد الكثير من النشاطات الروسية في المنطقة هذه السنة".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن البحرية أجرت مناورات في البحر المتوسط في أيار وحزيران وآب، وأن الطراد الصاروخي "موسكفا" وخمس سفن حربية وثلاث سفن إمداد من أسطول البحر الأسود الروسي شاركت في المناورات الأخيرة.

وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المناورات البحرية الروسية في البحر المتوسط روتينية. وقال في مؤتمر صحافي: "هذه حقيقة معروفة جيدا. إنها تجري بما يتفق والقانون الدولي".

نظام دفاع جوي
الى ذلك، كشف مسؤولان غربيان ومصدر روسي إن موسكو في صدد ارسال نظام دفاع جوي متقدم إلى سوريا في إطار ما يعتقد الغرب أنه تطور في الدعم الروسي للرئيس بشار الأسد.
وقال المسؤولان الغربيان إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام "إس إي 22 وليس السوريين. والأسلحة في طريقها إلى سوريا لكنها لم تصل اليها حتى الآن". وأكد مسؤول أميركي هذا الامر.

وذكر المصدر الروسي المقرب من سلاح البحرية أن هذه الشحنة لن تكون الأولى ترسلها موسكو من نظام "إس إي 22" واسمه بالروسية "بانتسير-إس1"، وأن شحنة سابقة أرسلت عام 2013.
وأشار الى أن "هناك الآن خططاً لإرسال مجموعة جديدة".

لكن الديبلوماسي الغربي لفت الى أن النظام الذي يرسل إلى سوريا هو أكثر تطوراً من الأنظمة الصاروخية التي نشرت سابقاً فيها.
واعتبر لافروف أيضا أن ثمة حاجة الى التنسيق بين الجيش الروسي ووزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتجنب "أي حوادث عرضية" في سوريا.

واشنطن
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي خلال لقاء وأفراد الجيش الأميركي إحياء لذكرى هجمات 11 أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن ، إن تزايد التدخل العسكري لروسيا في سوريا مؤشر لكون الرئيس بشار الأسد قلقاً ويلجأ الى المستشارين الروس لمساعدته. وأضاف ان الولايات المتحدة ستتواصل مع روسيا لتبلغها بأن دعمها للأسد "محكوم عليه بالفشل".
من جهة اخرى، أعلن أوباما أنه يجري محادثات مع إيطاليا واليونان لتعزيز الجهود البحرية للحيلولة دون سقوط قتلى من السوريين الفارين عبر البحر.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: "سنرحب بأن تلعب روسيا دوراً بناء ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن لا يمكن أن يكون هذا نتيجة لاستمرار الدعم للأسد".
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تتواصل بشكل منتظم مع موسكو في شأن الملف السوري بهدف المضي نحو عملية الانتقال السياسي في هذا البلد.

ورجّحت وزارة الخارجية الألمانية مناقشة الوضع في سوريا خلال اجتماع يعقده وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا اليوم في برلين للبحث في الأزمة الأوكرانية.

أربع دول تُبلغ ألمانيا رفضها المشاركة في تقاسُم توزيع اللاجئين والمجر تقترح إرسال قوات أوروبية لحماية الحدود اليونانية

أبلغت مجموعة "فيزغراد" التي تضم بولونيا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا والمجر، ألمانيا رفضها تقاسم اللاجئين بموجب حصص، بينما رأى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي قرر الاستعانة بالجيش للحد من تدفق اللاجئين إلى بلاده، أنه يمكن حل المشكلة بإرسال قوات إلى اليونان للسيطرة على حدودها.

والتقى وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير في براغ نظراءه البولوني والتشيكي والسلوفاكي والمجري.
وصرح شتاينماير بعد رفض محاوريه قبول نسب إلزامية أن ازمة الهجرة "قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد الأوروبي"، داعياً الى الوحدة لمواجهتها. وقال: "نحن متحدون في وصفنا للوضع، (ولكن) يجب أن نكون متحدين في القول إن مثل هذا التحدي لا يمكن دولة وحدها ان تواجهه. إننا في حاجة الى تضامن اوروبي". وتابع أنه "على رغم حسن إرادة الشعب الالماني، فإن قدراته تضعف"، إذ يُتوقع أن يدخل البلاد 40 ألف شخص نهاية هذا الأسبوع.

غير أن الرئيس السلوفاكي روبرت فيكو كان استبق اجتماع براغ بالقول إنه "عندما تقول ألمانيا وفرنسا شيئاً، ليس علينا أن نركع ونردد اقوالهما".
ودعا وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك إلى "تحديد أعداد المهاجرين الذين نستطيع استقبالهم". وعرض وزير الخارجية المجري بيتر شيغارتو استضافة مؤتمر حول التعاون بين الاتحاد الاوروبي و"دول غرب البلقان".
واسترعى الانتباه أن شتاينماير غادر المؤتمر الصحافي المشترك باكراً بدعوى جدول أعمال مزدحم.

كما حذر رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوكتا من مخاطر احتواء اللاجئين، لأنهم "قد يصابون بخيبة أمل اذا لم يحصلوا على ظروف عيش في مستوى توقعاتهم". وكان الرئيس السابق فاسلاف كلاوس أطلق عريضة تعتبر الهجرة الكثيفة تهديداً أساسياً لاستقرار أوروبا وخصوصية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي نيقوسيا أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسكا أنه سيدعو زعماء دول الاتحاد الاوروبي الـ28 الى اجتماع حول أزمة اللاجئين إذا لم يتم التوصل الى حل للخلافات في اجتماع وزاري استثنائي في بروكسيل الاثنين.

وحتى في ألمانيا، وهي أكثر دول الاتحاد احتضاناً للاجئين، أعلنت وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين أن بلادها ستستعين بأربعة آلاف جندي في عملية استقبال آلاف الوافدين. وسيساعد هؤلاء في حالات "الطوارئ القصوى". وتحدثت عن خطط لإسكان لاجئين في معسكرات الجنود، وسيفصل بين مساكن الجنود واللاجئين بجدران عازلة.

المجر ودول أخرى
وتقف المجر في الصف الأول في رفض المهاجرين اللاجئين. وفي شريط فيديو نشر مساء الخميس وكان صور سراً في مخيم روشكي على الحدود الصربية، وهو الأكبر في البلاد، تبدو عملية توزيع الطعام على المهاجرين "لا إنسانية"، استنادا الى متطوعة نمسوية. ويبدو في الشريط نحو 150 مهاجراً خلف سياج داخل قاعة كبرى يتدافعون لالتقاط أكياس من الشطائر يلقيها اليهم رجال شرطة مجريون يضعون أقنعة واقية. وأعلنت الشرطة قبيل الظهر انها فتحت تحقيقاً "لتحديد الوقائع".

واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المجر بإبقاء اللاجئين في "أقفاص كالحيوانات، بعيداً من الشمس، ومن دون طعام ومياه".
كما أثير جدل آخر حول مصورة فيديو مجرية بدت في شريط فيديو تركل المهاجرين لدى محاولتهم عبور الحدود الصربية، وقد بررت تصرفها بأنها "أصيبت بالذعر" وأبدت أسفها.

وتحدثت بودابست عن زيادة عدد الجنود العاملين على بناء السياج على الحدود مع صربيا الى 3800 رجل. وصرح أوربان بعد اجتماع مع مانفريد ويبر، رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الاوروبي: "قامت الشرطة بعملها بطريقة رائعة من دون استخدام القوة، آخذة في الاعتبار أننا نواجه تمردا من المهاجرين غير الشرعيين (الذين) سيطروا على محطات السكك الحديد ورفضوا أخذ بصماتهم ورفضوا التعاون، وليس لديهم استعداد للذهاب الى الأماكن التي يحصلون فيها على الطعام والرعاية الطبية ... لقد تمردوا على النظام والقانون المجري". وحذر من أنه اعتباراً من الثلثاء، موعد سريان قوانين أكثر تشدداً تتعلق بالهجرة، سيعتقل اللاجئون الذين يعبرون حدود المجر بطريقة غير مشروعة. وخلص الى أنه إذا لم تكن اليونان قادرة على حماية حدودها، "سيكون علينا إرسال قوات أوروبية إلى حدودها لتنفيذ قوانين الاتحاد الأوروبي بدلاً من السلطات اليونانية".

وتتهم المجر اليونان بالتهرب من مسؤوليتها بموجب قواعد الاتحاد الاوروبي باعتبارها نقطة الدخول الأولى الى الاتحاد لتسجيل طلبات اللجوء للمهاجرين الذين يصلون بقوارب من تركيا.
ودعا الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وليم سبيندلر، السلطات المجرية إلى احترام حقوق اللاجئين. وأعلن إرسال إمدادات طوارئ تكفي 95 ألف شخص الى المنطقة التي تشمل المجر وصربيا ومقدونيا واليونان.

وأحصت المسؤولة في المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين الكسندرا كراوس دخول 7600 مهاجر مقدونيا بين مساء الخميس وصباح الجمعة، معظمهم سوريون.

كما يتوافد المهاجرون الى مداخل النمسا إذ اجتاز 8000 شخص معبر نيكلسدورف الحدودي. وعلقت فيينا الى أجل غير مسمى حركة نقل القطارات مع المجر بسبب "الاكتظاظ الهائل". وأقفلت الطريق السريع "اي 4" على الحدود مع المجر بعد عبور عشرات المهاجرين الطريق الى العاصمة فيينا سيراً على الأقدام.
وأعلنت الدانمارك أنها لن تشارك في خطة رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر لتقاسم 160 ألف لاجئ.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن عدداً قياسياً من اللاجئين والمهاجرين بلغ 432761 شخصاً عبروا البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذه السنة، وهو ما يتجاوز ضعفي مجموع من عبروه في 2014.
وخارج أوروبا، أبدت الصين استعدادها للتواصل والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وجميع دوله في قضية اللاجئين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي بأن بلاده تولي اهتماماً كبيراً "تلك المحنة"، مشيداً بجهود الاتحاد الأوروبي.

تقبّل سياسي وشعبي للاجئين السوريين والعراقيين في فرنسا ولقاء لوزير الداخلية ورؤساء البلديات للبحث في آلية اللجوء

على عكس جنان بادل، الشابة العراقية الايزيدية التي فرت من أسر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ورفضت قبول اللجوء الذي عرضته عليها فرنسا، مفضلة حل أزمة اللاجئين الأكراد في بلدهم، ثمة آلاف من النازحين الذين يخاطرون بحياتهم بحرا وبرا ليصلوا الى بر الأمان، اذا وصلوا!

صورة الطفل ايلان الكردي التي هزت العالم لم تسلم منها أوروبا التي أعادت النظر في مسألة استقبال اللاجئين، وغيرت رأي الفرنسيين، أظهر استطلاع للرأي ان ٥٣ في المئة منهم يرحبون بلاجئين سوريين في فرنسا. هذا الوضع كان مختلفاً قبل أسبوع اذ كانت نسبة المرحبين باللاجئين ٤٤ في المئة فقط. وهذا مؤشر إيجابي كما قالت مصادر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لـ"النهار" معتبرة ان المجتمع يتحرك لاستقبال اللاجئين. وأوضحت أنه "في السابق كنا نخاف منهم لأننا بلد فيه الكثير من العاطلين عن العمل، كما نعاني أزمة اقتصادية، والناس تخشى على وظائفها. اليوم فَهِم الفرنسيون ان اللاجئين هم أشخاص يهربون من النزاعات والحروب، وان من تقصف بيوتهم وتدمرها الطائرات لا يرغبون في البقاء حيث هم. اعتقد ان صورة ايلان الصغير أثارت المشاعر وغيرت توجه الخطاب الإعلامي، كما ان موافقة ألمانيا على استقبال نحو ٥٠٠ الف لاجئ في السنة، شجعت فرنسا والفرنسيين فقرروا استقبال 24 ألف لاجئ على سنتين، بالاضافة الى طلبات اللجوء التقليدية التي تصل الى ٦٠ الف طلب سنوياً. لسنا مثل موقع الألمان، فهم أفضل وضعاً منا من الوجهة الاقتصادية".

ولاحظت المصادر ان المشكلة أوروبية وليست فرنسية، لذلك ينبغي التعاون على حلها، وسينشئ الاتحاد الأوروبي مراكز عدة في إيطاليا واليونان الى حيث يتوافد اللاجئون، من سوريين وعراقيين وايريتريين، ليعاد توزيعهم على الدول الأوروبية، بحسب قدرتها على الاستيعاب. وسيوزع في المرحلة الاولى على سنتين ١٦٠ ألفاً بينهم ٣٠ الفاً لفرنسا.

وأضافت:"الان هناك عدد كبير من اللاجئين ينتظرون على الحدود كي تهدأ الأوضاع الامنية ليعودوا الى وطنهم. وكلما طال النزاع انتشروا عشوائياً في اوروبا، من هنا ضرورة تنظيم اللجوء وتوزيعه. كما يجب مساعدة البلدان التي تستقبل النازحين لتحسين ظروفهم في تركيا ولبنان".

اليوم يلتقي وزير الداخلية الفرنسي رؤساء البلديات في فرنسا الذين هم على استعداد لاستقبال اللاجئين، لتحفيزهم ولتنظيم اللجوء، على أساس خطة عمل. وعلى كل رئيس بلدية ان ينسق مع ممثل الدولة في المناطق ليعرف منه عدد العائلات التي يمكن استقبالها وتوفير المسكن لها وتعليم أولادها اللغة الفرنسية ومساعدتها على إيجاد أعمال ملائمة، في المناطق التي لا ضغط سكنياً كبيراً عليها.

وعما طرح في شأن اعتماد كوتا في توزيع المهاجرين قالت المصادر: "لا نحب استعمالاً كلمة كوتا لأن ذلك يعني استقبال ضمن سقف معين، وبالنسبة الى مضطهدين الذين يطلبون اللجوء لا يجوز انكار حقهم لأننا محكومون بالكوتا، خصوصا انهم معرضون للخطر في بلدانهم. يجب ألا تكون ثمة شروط لحق اللجوء وعلى فرنسا ان توفر الحماية لمن يطلبها".

وقد رفض بعض احزاب اليمين خطة العمل هذه، خصوصاً اليمين المتطرف الذي طالب باقفال الحدود، لاعتقاده ان اللاجئين سيأخذون عمل الفرنسيين. وطمأنت مصادر الوزارة الى ان هذا لن يحصل لأن الدراسات بينت ان استقبال أشخاص ذوي كفايات مختلفة يدعم الاقتصاد. في البداية هناك عبء تتحمله الدولة، لكن الوضع يتغير في ما بعد، ليحدث تغييرا في المجتمع ويحيي شباب المجتمعات الأوروبية الهرِمة.