جازان - يحيى الخردلي - المكلا - عبدالرحمن بن عطية - نيويورك - «الحياة» - صنعاء، عدن - رويترز، أ ف ب - صدت القوات البرية وحرس الحدود السعودي مدعوماً بمروحيات من طراز «أباتشي» محاولة للاعتداء على حدود المملكة، في حين قتل 40 مسلحاً اشتبكوا مع القوات المرابطة قرب الحدود، باتجاه محافظة الطوال. وبدا أن الحوثيين يخشون خسارة الحديدة، إذ أرسلوا إليها أسلحة ثقيلة من صنعاء، فيما قُتِل أحد قادة جماعتهم.
وقالت مصادر لـ «الحياة» إن القوات السعودية رصدت أهدافاً متحركة باتجاه مديرية حرض، ودمّرت 7 مدرعات ومركبات، وقتل 20 مسلحاً بواسطة مروحيات «أباتشي» فيما كانوا متجهين بالمدرّعات إلى الحدود السعودية. وقصفت المدفعية السعودية وراجمات صواريخ عدداً من المواقع الجبلية، بعدما استهدفت قذائف الحوثيين والحرس الجمهوري اليمني الموالي لعلي صالح إحدى نقاط حرس الحدود في الطوال، وتسببت في استشهاد أحد أفراد حرس الحدود، في حين قتل 50 مسلحاً كانوا يخططون لشن هجوم بالقذائف على نقاط حرس الحدود.
وذكر الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية أن أحد مراكز حرس الحدود في قطاع الطوال بمنطقة جازان تعرّض لإطلاق نار كثيف من مواقع جبلية داخل الأراضي اليمنية «ما اقتضى التعامل مع مصادر إطلاق النار بالمثل، بمساندة من القوات البرية، حتى تمت السيطرة على الوضع». وأشار إلى تبادل للنار وإصابة الجندي في حرس الحدود فهد بن حميد بن عتيق البلادي بطلق ناري، واستشهاده قبل وصوله إلى المستشفى.
في غضون ذلك، أغارت مقاتلات التحالف العربي بكثافة صباح أمس على مواقع ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح في العاصمة صنعاء ومحيطها، واستهدفت معسكر الفرقة الأولى المدرعة (سابقاً)، شمال المدينة.
وأفاد سكان بأن الغارات استهدفت مخزناً للأسلحة في معسكر الفرقة الأولى سابقاً، مشيرين إلى انفجارات ضخمة سُمِعت على نطاق واسع. كما استهدفت الغارات منازل قياديين في الجماعة ومقربين من الرئيس السابق، فيما تواصلت حركة نزوح واسعة من صنعاء.
كما جددت مقاتلات التحالف غاراتها على مقار أمنية وحكومية في محافظة البيضاء وسط اليمن، ومنها مبنى المجمع الحكومي، ومقر فرع جهاز الأمن السياسي، ومقر قوات الأمن المركزي.
وتحدثت مصادر محلية عن مقتل القائد في ميليشيا الحوثي «أبوزكريا العمراني» مع 6 مسلحين، بغارة للتحالف على مبنى الأمن السياسي في المحافظة.
في محافظة صعدة، أفادت مصادر بأن ثلاث غارات استهدفت منطقة فوط بمديرية «حيدان». وامتدت الغارات إلى منطقة كهلان في محيط صعدة، ومديريتي حيدان ورزاح، ومناطق الحرف والمعالي وآل قراد بمديرية «باقم» الحدودية.
وتشهد محافظة مأرب معارك عنيفة منذ الثلثاء الماضي بين «المقاومة الشعبية» المدعومة بالجيش الوطني اليمني وقوات التحالف من جهة، وبين ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة أخرى.
وأشارت مصادر إلى تكبّد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، على كل جبهات القتال، حيث تدخّل طيران التحالف بغارات كثيفة.
وتزامن ذلك مع استعدادات التحالف لتحرير العاصمة اليمنية من قبضة الحوثيين، إذ تشهد محافظة مأرب حشداً ضخماً لتعزيزات عسكرية من السعودية وقطر وسط أنباء عن مشاركة جيوش عربية في المعركة المرتقبة.
وكانت تقارير أشارت إلى إرسال قطر ألف جندي تدعمهم 200 عربة مدرعة، و30 طائرة من طراز «أباتشي». ولفتت إلى عزم السودان على إرسال 6 آلاف عسكري من القوات الصاعقة والنخبة إلى اليمن في الأيام المقبلة، واستعداد الأردن ومصر والمغرب والكويت لإرسال قوات برية إلى محافظات مأرب وعدن وتعز والحديدة. ونفت الرئاسة المصرية صحة انباء تحدثت عن ارسال قوات الى داخل اليمن.
وفي تعز احتدمت المواجهات بين الجيش الموالي للشرعية اليمنية تدعمه «المقاومة الشعبية»، وبين القوات الموالية للحوثيين، غرب المحافظة وشرقها، ما أدى إلى عشرات الإصابات في صفوف الجانبين.
وفي محافظة الحديدة ، قالت مصادر محلية إن طيران التحالف استهدف تعزيزات ضخمة كانت في طريقها إلى تعز، كما استهدف مديرية الخوخة على البحر الأحمر ونفذ خمس غارات على معسكر «اللواء 121».
وتحدثت مصادر عن نقل الحوثيين أسلحة ثقيلة من صنعاء الى الحديدة التي وصل إليها من ذمار مسلحون تابعون للجماعة.
وفي نبأ لوكالة «فرانس برس» من عدن، أفاد مسؤولون عن مقتل أربعة يُعتقد بانتمائهم إلى «القاعدة»، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار، وذلك قرب المكلا ليل الأربعاء - الخميس.
وفي نيويورك ذكر أن المبعوث الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد يستعد لإعلان العودة الى المحادثات المباشرة بين الأطراف اليمنيين الأسبوع المقبل في المنطقة، من دون تحديد ما إذا كانت هذه المحادثات ستعقد في عمان رغم الترجيحات بذلك.
وقال ولد شيخ أحمد في مشروع بيان كان منتظراً صدوره مساء أمس إن «الحكومة اليمنية والحوثيين وافقوا على عقد جولة جديدة من المحادثات المباشرة الأسبوع المقبل في المنطقة».
وأوضح أنها «ستهدف الى التوصل الى اتفاق على آليات تطبيقية لقرار مجلس الأمن ٢٢١٦، وإنهاء النزاع في اليمن والعودة الى عملية سياسية انتقالية سلمية بما يتوافق مع المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». ووجه ولد شيخ أحمد «التحية الى الرئيس عبدربه منصور هادي وأطراف يمنيين آخرين» لموافقتهم على حضور المحادثات. وحض «المشاركين على الانخراط بنية جيدة، وأن يعوا الحاجة الى إنهاء سريع للعنف الذي أدى الى مستويات لا يمكن التسامح معها من معاناة الشعب اليمني».
وكان متوقعاُ أن يصدر مجلس الأمن أمس بياناً لدعم جهود ولد شيخ أحمد يدعو فيه الأطراف اليمنيين الى وقف إطلاق النار والعودة سريعاً الى المحادثات السياسية. |