التاريخ: أيلول ٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
توقيف وزير الزراعة المصري بعد إقالته بسبب فساد
القاهرة - محمد صلاح 
أوقفت أجهزة الأمن المصرية أمس وزير الزراعة صلاح هلال أثناء سيره في الشارع بسيارته بعد دقائق من إقالته، على خلفية قضية فساد يتم التحقيق فيها بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا وهيئة الرقابة الإدارية.

وقال مجلس الوزراء المصري في بيان أمس، إن «وزير الزراعة واستصلاح الأراضي صلاح هلال تقدم باستقالته إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وتم قبول الاستقالة». وبدا لافتاً أن البيان أشار إلى أن محلب استقبل وزير الزراعة «بناء على توجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي».

ولم تعرف تفاصيل الاتهامات التي قد توجه إلى الوزير في القضية التي أصدر النائب العام قراراً قبل أيام بحظر النشر عنها. لكن مباحث الأموال العامة كانت أوقفت قبل أسبوع مسؤولاً كبيراً في مكتب الوزير وأربعة من مسؤولي «الهيئة العامة لمشاريع التعمير والتنمية الزراعية»، بتهمة تلقي رشى لتسهيل الاستيلاء على أراضٍ مملوكة للدولة.

وتولى هلال مسؤولية وزارة الزراعة قبل أربعة شهور فقط. وألقى ضباط في هيئة الرقابة الإدارية القبض على الوزير بعد دقائق من انتهاء لقائه مع محلب، بعدما استوقفوا سيارته في ميدان التحرير قرب مجلس الوزراء وأوقفوه. وأوضحت مصادر لـ «الحياة» أن القوة الأمنية اصطحبت هلال إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في قضية الفساد. وأظهرت طريقة توقيف الوزير السابق احتمال تورطه في القضية.

وفتح توقيف الوزير الحديث عن تعديل وزراي محدود يُرجح أن يطاول وزراء أثارت قراراتهم جدلاً. وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها توقيف وزير بتهم بالفساد فور إقالته، إذ غالباً ما كان يُقال كبار المسؤولين الذين تحوم حولهم شبهات الفساد من دون خضوعهم لتحقيقات. وأبرزت تلك الواقعة نهجاً جديداً في مكافحة الفساد وملاحقة المتورطين فيه.

وقرر القائم بأعمال النائب العام علي عمران حبس هلال ومدير مكتبه محيي الدين قدح ورجل الأعمال أيمن رفعت الجميل والإعلامي محمد فودة، على ذمة التحقيق في قضية الفساد. وقال في بيان إن «مسؤولي وزارة الزراعة (الموقوفين) طلبوا أشياء عينية متمثلة في بعض الهدايا وبعض العقارات من المتهم أيمن الجميل مقابل تقنين إجراءات (تمليكه) أرضاً مساحتها 2500 فدان في وادي النطرون».

وأوضح أن «الهدايا المطلوبة عبارة عن عضوية في النادي الأهلي بمبلغ 140 ألف جنيه، ومجموعة ملابس من أحد محلات الأزياء الراقية قيمتها 230 ألف جنيه، والحصول على هاتفين محمولين قيمتهما 11 ألف جنيه، وإفطار في شهر رمضان في أحد الفنادق بتكلفة 14.5 الف جنيه». وأضاف أن «مجموعة الهدايا تتضمن أيضاً طلب سفر لـ16 فرداً من أسر المتهمين لأداء فريضة الحج بتكلفة بلغت 70 ألف ريال سعودي للفرد، علاوة على وحدة سكنية في أحد المنتجعات في مدينة 6 أكتوبر بقيمة 8 ملايين و250 ألف جنيه».

وجاء توقيف هلال بعد ساعات من القبض على النائب السابق حمدي الفخراني على خلفية اتهامه «بتلقي رشوة وبالابتزاز». وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أن مباحث الأموال العامة تلقت بلاغاً من محامٍ ورجل أعمال اتهما فيه الفخراني بطلب رشوة مقابل التنازل عن دعاوى قضائية حركها لاستعادة قطعة أرض اشتراها المحامي من «شركة النيل لحليج الأقطان» التي كانت مملوكة للدولة قبل بيعها لرجال أعمال لاحقهم الفخراني بدعاوى قضائية انتهت إلى بطلان هذا البيع وعودة فروع في الشركة إلى ملكية الدولة.

وبرز اسم الفخراني في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق حسني مبارك كأحد الرموز الشعبية لمكافحة الفساد. واشتهر برفع دعاوى قضائية ضد قرارات التخصيص والعقود المبرمة بين الدولة ورجال أعمال لإبطالها. ونجح في الحصول على أحكام قضائية لمصلحة عودة بعض الأصول إلى الدولة، ما أحرج الحكومة.

الإعدام لتسعة دينوا بقتل حارس قاضٍ عاقب مرسي بالسجن

قضت محكمة مصرية بإعدام 9 أشخاص دينوا بقتل شرطي كان مُكلفاً بحراسة قاضٍ عاقب الرئيس السابق محمد مرسي بالسجن، فيما قُتل أمس ضابط وجنديان في الجيش بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية كانوا يستقلونها على طريق في شمال سيناء.

وقررت دائرة الإرهاب في محكمة جنايات المنصورة إعدام 9 متهمين، بينهم متهم فار، وسجن 14 آخرين لمدة 25 عاماً، وسجن متهم فار لمدة 10 سنوات. وكانت المحكمة أحالت قبل أسابيع أوراق 10 متهمين على مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهم، لكنها خففت عقوبة واحد منهم إلى المؤبد بعد ورود رأي المفتي.

ودين المتهمون بالاشتراك في قتل رقيب شرطة في مدينة المنصورة (دلتا النيل) في شباط (فبراير) الماضي، بعدما أمطروه بالرصاص أثناء عودته إلى منزله مستقلاً دراجة بخارية بعد انتهاء فترة خدمته في حراسة منزل القاضي حسين قنديل أحد أعضاء هيئة محكمة جنايات القاهرة التي قضت بسجن مرسي 20 عاماً لإدانته بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في العام 2012 إبان توليه الرئاسة.

وذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر أمنية أن ضابطاً وجندياً قتلا وستة جنود جرحوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية أمنية أثناء مرورها في إحدى الطرق المؤدية إلى رفح في شمال سيناء. ونُقل الجنود الجرحى إلى مستشفى عسكري في مدينة العريش.

إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة مرسي و10 متهمين آخرين من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» إلى اليوم، في قضية اتهامهم بـ «التخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر».

وجاء قرار الإرجاء للاستماع إلى أقوال قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد أحمد زكي، وإعادة استدعاء رئيس قطاع الأمن الوطني السابق اللواء خالد ثروت لاستكمال الاستماع إلى أقواله في القضية.

واستمعت المحكمة أمس إلى الضابط في قطاع الأمن الوطني اللواء عادل عزب المكلف بمتابعة ملف جماعة «الإخوان»، واسترسل في عرض نشأة الجماعة وتأسيسها وأهدافها في السيطرة على مقاليد السلطة. وقال إنه «منذ تولي مرسي الحكم، استغل نفوذ منصبه في تمكين أعضاء الجماعة من تقلد المناصب القيادية في الدولة، حتى ولو لم يكن هؤلاء الأشخاص مؤهلين».

وزعم أن «مرسي أبدى عدم معارضته في أن تنتقل منطقة حلايب وشلاتين من السيادة المصرية إلى السودان، كما أنه سعى مع قيادات جماعة الإخوان إلى التنازل عن جزء من أرض سيناء لمصلحة حركة حماس التي تمثل الجناح العسكري للتنظيم الدولي للإخوان، للاعتماد عليها كقوة مسلحة في أي مواجهة ضد الجيش المصري».

وأشار إلى أن مرسي عقب توليه الرئاسة «أصدر تعليمات إلى أجهزة الأمن بوقف إجراءات التفتيش للسيارات العابرة من قطاع غزة إلى مصر من خلال منفذ رفح البري، وقرر الإفراج عن العديد من العناصر الإجرامية والإرهابية، بقصد استخدامهم كميليشيات عسكرية لحماية نظام حكم الجماعة، وأمر برفع أسماء عناصر تنظيم الإخوان من قوائم ترقب السفر والوصول». وقال إنه «فور بدء حركة تمرد نشاطها بالدعوة إلى إسقاط مرسي، شرع في تسريب وبيع المستندات المتعلقة بالأمن القومي المصري والقوات المسلحة إلى دولة قطر عبر سكرتيره أمين الصيرفي».

من جهة أخرى، قضت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة أمس برفض الدعوى المقامة من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى لطلب الإفراج عنه لأسباب صحية. وكان مصطفى قال في دعواه إن بقاءه في السجن «يعرض حياته للخطر، في ضوء إصابته بأمراض عدة».

وكان تقرير هيئة المفوضين انتهى إلى التوصية بالإفراج صحياً عن مصطفى، استناداً إلى ما انتهت إليه التقارير الطبية الصادرة عن أطباء من غير العاملين في مصلحة الطب الشرعي والإدارة الطبية في مصلحة السجون. لكن المحكمة لم تعتد بهذه التقارير، وقررت استمرار سجن رجل الأعمال الذي يقضي عقوبة السجن المشدد لمدة 15 عاماً، إثر إدانته بتحريض ضابط الشرطة السابق محسن السكري على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دولة الإمارات.