م. ف. اكتسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت "الاسرائيلية عن استعدادات روسية لإرسال قوة كبيرة الى سوريا لمساعدة قوات النظام السوري على مقاتلة تنظيم "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" أهمية لكونه تزامن مع تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن "الرئيس السوري بشار الاسد رئيس شرعي، والجيش السوري هو القوة الفاعلة الوحيدة على الأرض لمحاربة داعش".
وأوردت الصحيفة الاسرائيلية تحت عنوان "مقاتلات روسية في سماء سوريا"، ان السلطات الروسية بدأت التدخل العسكري في سوريا، بنشرها كتيبة جوية في قاعدة سورية، من أجل شن هجمات على تنظيم "داعش" والمتمردين الاسلاميين، وسط صمت أميركي. وأوضحت أن طيارين روساً سيصلون الى سوريا في الأيام القريبة، وسوف تنطلق مقاتلات القوات الجوية الروسية وطائرات الهليكوبتر الهجومية ضد تنظيم "داعش" وحلفائه من المقاتلين في سوريا.
ونسبت الى ديبلوماسيين غربيين لم تسمهم أن قوة التدخل السريع الروسية وصلت فعلاً الى سوريا وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها قوات الأسد، مرجحة استخدام القاعدة التي تقع في منطقة محيطة بدمشق مقراً روسياً، على أن يصل في الاسابيع المقبلة آلاف العسكريين الروس، بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجيستية والكوادر الفنية وأعضاء في قسم الحماية الجوية وطيارون.
والاخبار عن تدخل روسي في سوريا وردت أولاً في موقع "فولتيرنت" الاخباري الذي جاء في مقال له في 24 آب عنوانه "الجيش الروسي بدأ الانخراط في سوريا" أنه في غضون بضعة أسابيع وصل إلى دمشق العديد من المستشارين العسكريين، الذين طرحوا احتمال انشاء قاعدة عسكرية روسية أخرى في جبلة. وقال إن روسيا ترسل اسطولا من الهليكوبترات الهجومية اضافة الى مقاتلات وآلاف المستشارين والمدربين العسكريين في محاولة للقضاء على "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا. وأضاف إن روسيا بدأت تزويد دمشق للمرة الاولى صور الأقمار الاصطناعية في خطوة طال انتظارها ويتوقع أن يكون لها أثر على الاوضاع العسكرية. وكانت تقارير سابقة أفادت أن الروس أجروا محادثات لبيع السوريين مجموعة من الطائرات المقاتلة من طراز "ميغ - 29"، وطائرات تدريب من طراز "ياك - 130"، والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة طائرات هجوم.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" أيضاً عن المصادر الديبلوماسية الغربية أن سلسلة من المفاوضات بين الروس والإيرانيين ركزت خصوصاً على تنظيم "داعش" والتهديد الذي يشكله على نظام الأسد، لافتة الى أن الزيارة المفترضة لقائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني لموسكو تندرج في هذا الاطار.
دعم مطرد وأبرزت مراكز الابحاث الاميركية الخبر ربما لوروده في صحيفة معروفة بصلاتها بالاستخبارات الاسرائيلية. وقال "ستراتفور" المركز الإستراتيجي والأمني الاميركي للدراسات إن موسكو تزيد على نحو مطرد دعمها لدمشق، وأن هذا الدعم يراوح بين تأمين مزيد من المعدات والاسلحة وتقاسم المعلومات الاستخبارية عن مواقع مقاتلي المعارضة وتحركاتهم. وذكر أن للطيارين والمقاتلات الروسية تاريخاً طويلاً من العمل ضمن سلاح جو أجنبي في مناطق النزاعات، إما بناء على توصية من الحكومة وإما كمتعاقد خاص.
وسجل المركز الذي يعرّف عن نفسه بأنه أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وقائع عن دور قتالي أكبر لروسيا في سوريا، مشيراً الى رصد ناطقين الروسية في لقطات ميدانية أخيرة من سوريا، الامر الذي يرجح احتمال انخراط قوات روسية أو متعاقدين عسكريين روس في النزاع. ومع ذلك، نفى المركز امتلاكه أدلة ملموسة على مشاركة روسية بالحجم الذي اشار اليه تقرير الصحيفة الاسرائيلية. ورأى أن انخراطاً روسيا كهذا في الحرب يقوض دور موسكو وسيطاً قوياً.
واستبعد المحلل الدفاعي في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى" جيفري وايت تدخلاً عسكرياً روسياً مباشراً في سوريا، وإن يكن رجح زيادة التدخل الروسي غير المباشر في النزاع. |