أعلن النظام السوري ان جيشه ومقاتلين من "حزب الله" اللبناني احرزوا مزيداً من التقدم في مدينة الزبداني، بينما تقدمت المعارضة في اتجاه بلدة الفوعة المحاصرة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أمس. ويخوض تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ومقاتلو المعارضة "حرب شوارع" جنوب دمشق وذلك في أقرب نقطة يبلغونها حتى الان من العاصمة. نقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري "أن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية أحكمت سيطرتها على حي الجسر والشارع الرئيسي في الحي الغربي ومدرسة الشريف الادريسي وسط مدينة الزبداني بعد عمليات دقيقة دمرت خلالها آخر أوكار وبؤر للتنظيمات الإرهابية فيها".
وقال إن "وحدات الجيش بالتعاون مع المقاومة كانت تقدمت أمس (الاحد) على اتجاهين من دوار الكهرباء ودوار شارع بردى باتجاه مبنى الكنيسة وسط مدينة الزبداني وسيطرت على عدد من كتل الأبنية في الوقت الذي سلم ثمانية من مسلحي ما يسمى "كتائب حمزة بن عبد المطلب" أنفسهم إلى قوات الجيش والمقاومة".
وفي شمال البلاد، تمكن جهاديو تنظيم "جبهة النصرة" (ذراع "القاعدة" في سوريا) من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية وبسطوا سيطرتهم على بلدة صواغية المجاورة لها بريف ادلب.
ومعلوم انه لم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب، في ما عدا بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و"حزب الله"، ومطار أبو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية. ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا تماماً منذ نهاية آذار. وانهارت السبت هدنة كان اتفق عليها الاطراف المتحاربون في الزبداني والفوعة وكفريا. حي القدم وعلى جبهة أخرى، أفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ، ان الاشتباكات تدور في حي القدم أحد الاحياء الجنوبية لدمشق حيث بسط "داعش" سيطرته على حيين خلال اليومين الأخيرين. وأوضح ان "هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصل اليها التنظيم من مركز العاصمة"، مشيراً الى مقتل 15 مقاتلاً من الجانبين خلال المعارك التي أجبرت السكان على الفرار. وقدم جهاديو التنظيم المتطرف من منطقة الحجر الاسود المجاور حيث ينتشرون منذ تموز 2014.
واكد مصدر امني الاقتتال بين الجانبين. وقال: "انهم يتقاتلون معاً وهذا يفرحنا ونحن متنبهون في حال حلول اي امتدادات" نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية. ويسود الهدوء نسبيا حي القدم منذ بدء سريان الهدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية والتي تم التوصل اليها قبل سنة.
ويستخدم "داعش" منذ طرده من الغوطة الشرقية حي الحجر الاسود قاعدة لشن هجومه على العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري. وكان جهاديو التنظيم قد حاولوا السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في نيسان قادمين من حي الحجر الاسود، الا انهم صدوا وتراجعوا عن بعض الاحياء التي سيطروا عليها فيه. معبد بل في غضون ذلك، أكد المدير العام للاثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم ان انفجاراً وقع في ساحة معبد بل أبرز معالم مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، الا ان هيكل البناء والاعمدة الامامية للمعبد لم تتأثر. وكان المرصد السوري وناشطون قالوا في وقت سابق إن التنظيم عمد الى تفجير جزء من المعبد. وصرح عبد الكريم: "وردتنا معلومات عن ان عناصر من التنظيم قامت الاحد بعملية تفجير في ساحة المعبد، الا ان هيكل المعبد والاعمدة الامامية لم تتأثر". وأضاف "ان ساحة المعبد واسعة جدا اذ تبلغ مساحتها نحو 43 الف متر مربع، لكن التنظيم منع العاملين في الاثار من الاقتراب".
وسيطر "داعش" في 21 أيار على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" للتراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري. واقدم عناصره في 21 حزيران على تفخيخ المواقع الاثرية في مدينة تدمر بالالغام والعبوات الناسفة، كما اعدموا أكثر من مئتي شخص داخل المدينة وخارجها، 20 منهم في المدرج الاثري. مازن درويش وارجئ أمس اصدار الحكم على الناشط الحقوقي السوري الشهير مازن درويش (41 سنة) مع اثنين من زملائه الى 16 أيلول. وقال المحامي المتابع لهذه القضية ميشال شماس: "حضر مازن درويش جلسة المحاكمة امام محكمة الجنايات ارهاب، الا ان الحكم ارجىء الى السادس عشر من ايلول بعدما غاب عن الجلسة كل من هاني زيتاني وحسين غرير". واضاف: "يبدو ان المحكمة كانت ستصدر حكماً بحق الثلاثة باسقاط التهم عنهم بعد شمول التهم بمرسوم العفو رقم 22 لعام 2014، الا ان غياب هاني وحسين اضطر رئيس المحكمة الى تأجيل الحكم".
وكان درويش، وهو حقوقي بارز وصحافي، اعتقل في شباط 2012 بتهمة "ترويج الارهاب"، وافرج عنه في العاشر من آب على ان يحاكم طليقاً
|