التاريخ: آب ٢٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
لقاءات أميركية - روسية حول سوريا وواشنطن تتمسّك بإزاحة الأسد
أجرى المبعوث الاميركي الخاص الجديد الى سوريا مايكل راتني الذي يزور موسكو محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف في شأن الانتقال السياسي في سوريا، وسط تأكيدات أميركية أن واشنطن لا تزال متمسكة بازاحة الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة. وفي غضون ذلك ارجأ الاطراف المتحاربون عملية اجلاء الجرحى التي كانت مقررة أمس من مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان ومن بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الجنوبي الشرقي بموجب هدنة الايام الثلاثة التي سرت اعتباراً من الخميس.

والى بوغدانوف، التقى راتني عدداً من كبار المسؤولين الروس. وصرح الناطق باسم السفارة الاميركية في موسكو ويل ستيفنس قبل الاجتماعات بأن زيارة المبعوث الخاص "تؤكد مجدداً التزام الولايات المتحدة القوي العمل مع المجتمع الدولي لمساعدة السوريين على ارساء اسس مستقبل حر وديموقراطي وتعددي".

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية ان لقاء بوغدانوف وراتني "شهد تبادلاً مفصلاً للآراء في شأن دائرة واسعة من المسائل المتعلقة بالجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية في أقرب وقت بالوسائل السياسية والديبلوماسية، بالإضافة إلى مهمات مكافحة الخطر الإرهابي بصورة فعالة".

وفي واشنطن أصدرت وزارة الخارجية الاميركية بياناً جاء فيه أن "الولايات المتحدة تواصل جهودها على المستوى الدولي لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق على حد سواء". وأضافت: "إننا ندرك أن استمرار سلطة الأسد يغذي التطرف ويؤجج التوتر في المنطقة. ولذلك يعد الانتقال السياسي ضرورياً ليس لتحقيق مصلحة الشعب السوري فحسب، بل انه أيضاً جزء مهم من المعركة لالحاق الهزيمة بالمتطرفين". وأشارت الى أن "زيارة راتني لروسيا شكلت فرصة ملائمة للبحث في هذه المواضيع مع المسؤولين الروس". وأوضحت أن "اللقاءات التي عقدها راتني في موسكو تشكل جزءا من المشاورات التي يجريها الطرفان استمراراً للمناقشات الأخيرة بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري، وفي إطار الجهود المتواصلة لدعم المعارضة السورية والعمل الرامي إلى تحقيق توافق أكبر في آراء الأطراف السوريين واللاعبين الدوليين حول الانتقال السياسي في سوريا وسبل إلحاق الهزيمة بالمتطرفين".

ومن المقرر أن يتوجه راتني إلى الرياض ثم إلى جنيف للقاء المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستيفان دو ميستورا.

تأجيل إجلاء الجرحى
على صعيد آخر، قالت مصادر من طرفي المحادثات لإجلاء الجرحى من الزبداني والفوعة وكفريا إن تنفيذ الإجلاء كما كان مقرراً أمس فشل، لكن الاتصالات مستمرة بين الأطراف المتحاربين.
ودخل وقف النار حيز التنفيذ بين الجيش السوري و"حزب الله" اللبناني من جهة ومقاتلين من المعارضة السورية من جهة أخرى في الزبداني وكفريا والفوعة اللتين يغلب على سكانهما الشيعة الخميس. وفي هذا الإطار كان من المفترض أن يبدأ الأطراف إجلاء الجرحى امس، لكن "تعقيدات" لم تحدد حالت دون ذلك حتى الآن.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، إنه تلقى تقارير مفادها أن إجلاء الجرحى سيجري ليل الجمعة.
ولا تزال المحادثات مستمرة في شأن الزبداني والفوعة وكفريا. وتقودها من جانب مقاتلي المعارضة حركة "أحرار الشام" الإسلامية. واتفق الجانبان الخميس على تمديد وقف النار في المواقع الثلاثة .

تقدم "النصرة" في أبو الظهور
في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري ان "جبهة النصرة" ومقاتلين اسلاميين أحرزوا تقدماً في اتجاه مطار أبو الظهور العسكري، وهو النقطة العسكرية الاخيرة التابعة لقوات النظام في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
وقال عبد الرحمن: "تشن جبهة النصرة ومقاتلون من فصائل اسلامية منذ مساء امس الخميس هجوماً عنيفاً على مطار أبو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من عامين، وقد تمكن المهاجمون من السيطرة على البوابة الرئيسية للمطار من الجهة الشمالية وعلى نقاط عدة عند اطرافه".
وأوضح المرصد ان "أعداداً كبيرة من المقاتلين هاجموا المطار تتقدمهم مجموعات + انغماسية + (انتحارية) اقتحمت بوابة المطار الرئيسية بواسطة دراجات نارية".

ولا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، وتترافق مع غارات جوية مكثفة يشنها الطيران التابع للنظام على محيط المطار الواقع في جنوب شرق مدينة ادلب، ومع قصف عنيف لمواقع المقاتلين.

وتسببت المعارك والتفجيرات والقصف بمقتل 16 رجلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و18 عنصرا من "جبهة النصرة" وحلفائها.
ويتعرض مطار أبو الظهور لهجمات متكررة منذ سنتين في محاولة للسيطرة عليه.
وباتت محافظة ادلب بمجملها خارج سيطرة قوات النظام، باستثناء هذا المطار وبلدتي الفوعة وكفريا.
وفي دمشق، قتل شخصان واصيب سبعة آخرون بجروح جراء سقوط قذائف على احياء سكنية.