التاريخ: آب ٢٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
200 كيلومتر من ساحل ليبيا تحت سيطرة «داعش»
أبلغ المبعوث الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، الذي يقترب من مغادرة منصبه، مجلس الأمن أمس، أن تنظيم داعش يسيطر على ٢٠٠ كيلومتر من الشاطئ الليبي في مدينة سرت ومحيطها، مجدداً دعوة الليبيين إلى العمل معاً لوقف توسع التنظيم ومواجهته. وبرز خلال جلسة المجلس أمس، التي خُصصت لبحث الوضع في ليبيا، عمق الهوة بين تقديرات الأمم المتحدة لخطر التنظيمات الإرهابية وموقف الحكومة الليبية، التي انتقدت تراخي مجلس الأمن والأمم المتحدة في تحديد الجهات الإرهابية في ليبيا، والمسؤولين عن «التسويف» في عملية الحوار الهادفة إلى تشكيل حكومة وفاق.

وخاطب السفير الليبي إبراهيم الدباشي مجلس الأمن، منتقداً عدم اتخاذه «موقفاً حازماً لوقف التسويف والمماطلة غير المجدية التي يمكن أن يمارسها أي طرف في الحوار والمضي قدماً في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتوفير البيئة المناسبة لمباشرة عملها من العاصمة طرابلس في أقرب وقت». ووصف الدباشي موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير حول الوضع في بنغازي بأنه «تجاهل لما يجري على الأرض في المدينة التي تحتوي أكبر قوة للإرهاب في ليبيا».

وكان الأمين العام دعا في تقرير الى وقف للنار في بنغازي يشمل كل الأطراف. واعتبر الدباشي أن «حجم خطر القاعدة أكبر من خطر داعش في ليبيا لأن الأخير محصور في مناطق محددة بينما عناصر القاعدة متواجدون في مناطق كثيرة تحت عنوان الثوار»، مضيفاً أن «خطر القاعدة سيصبح أكبر عندما يواجه هؤلاء نزع سلاحهم». وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن المبعوث الخاص الى ليبيا «يتجه نحو ترك منصبه خلال أسابيع قليلة» من دون تحديد السبب وإن «التداول قائم الآن بأسماء مرشحين لخلافته وكلهم أوروبيون».

واستمع المجلس الى إحاطة من ليون عبر الفيديو من باريس قال فيها إن شرق ليبيا وغربها وجنوبها يشهد تفشياً للنزاعات المحلية في ظل توسع سيطرة داعش خصوصاً في سرت. وقال إن تنظيم داعش وسع سيطرته في سرت ومحيطها «وهو يسيطر الآن على ٢٠٠ كيلومتر من الشاطئ الليبي» معتبراً أن خطر التنظيم «كبير وحقيقي وأي استراتيجية لليبيا يجب أن تتضمن مواجهته وهو ما يتطلب جهداً موحداً من كل الليبيين، والحكومات المؤثرة في الوضع الليبي».

المبعوث الدولي إلى ليبيا متفائل بالتوصل إلى اتفاق الشهر المقبل

عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون عن تفاؤله حيال استعداد البرلمانين المتنافسين في البلاد للموافقة على تشكيل حكومة وحدة بحلول منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، في خطوة ضرورية لإنهاء الأزمة السياسية والصراع العسكري.

وتسعى الأمم المتحدة إلى اقناع الفصائل المتحاربة في ليبيا منذ شهور بتشكيل حكومة وحدة ووضع نهاية للقتال في أرجاء البلاد، بعد أربع سنوات من إطاحة معمر القذافي.

وتسببت الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا والحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها بإصابة اقتصاد البلاد المعتمد على النفط بالشلل، فيما تعيش معظم أنحاء ليبيا حالة من الفوضى وتديرها جماعات مسلحة متحالفة مع إحدى الحكومتين.

وقال برناردينو ليون: «مازلت على قناعتي بأننا في 10 أيلول (سبتمبر) المقبل أو نحو ذلك سيكون في مقدورنا التوصل إلى اتفاق نهائي».

ومن المقرر أن يعقد ليون جولة جديدة من المحادثات في المغرب اليوم لإقناع الفصائل بالموافقة على الاتفاق، لكن البرلمان المتمركز في طرابلس يرفض التوقيع حتى الآن.

ووقع مجلس النواب المتمركز في الشرق مع الحكومة المعترف بها دوليا التي فرت من طرابلس قبل عام على اتفاق مبدئي الشهر الماضي، لكن رئيس وفد طرابلس انسحب من المحادثات أمس.

ويواجه الجانبان انشقاقات وضغوطاً من أطراف متشددة لدى كل منهما.

وقال ليون: «هنالك مسائل مهمة (عالقة) عند كل طرف، لكنني أعتقد أننا لم نكن على مقربة (من الاتفاق) كما نحن الآن وسيكون أمراً مأسويا ألا نتمكن من التوصل إلى اتفاق فيما تتقارب مواقف الطرفين بشدة».

ويدعو اقتراح الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة عام تمارس السلطة التنفيذية في البلاد.

وتدهورت الأوضاع الأمنية بسرعة في ليبيا مع استغلال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وجماعات مسلحة أخرى على صلة بالحكومتين المتنافستين للفراغ في السلطة.

ورداً على سؤال عما إذا كان يجب أن يكون هناك تدخل دولي للتصدي للتنظيم المتطرف، قال ليون: «الأولوية هي التوصل إلى اتفاق سياسي. سلاح ليبيا الرئيسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية هو الوحدة».