التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
«داعش» يُرسخ وجوده في القاهرة
29 جريحاً بهجوم لـ «داعش» على مقر للأمن الوطني في القاهرة
القاهرة – أحمد رحيم 
جزم تفجير استهدف مقراً لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية في شمال القاهرة، بأن جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، بات لها موطئ قدم في العاصمة، بعدما تبنت الهجوم «ثأراً» لستة أعدموا بعد إدانتهم بـ «الإرهاب» في قضية «خلية عرب شركس» التابعة للجماعة. 

وجُرح 29 شخصاً في الانفجار الذي استخدمت فيه سيارة نقل صغيرة مُفخخة توقفت فجأة أمام المقر قبل أن يفر قائدها مستقلاً دراجة نارية كان يقودها رجل آخر وتسير خلف السيارة الملغومة. وانفجرت السيارة قبل أن تصلها قوة من المقر رصدت وقوفها في منطقة محظور فيها انتظار السيارات، مُحدثة دماراً كبيراً في محيط المقر المُحصن بسور خرساني، قلل من الخسائر البشرية داخل المبنى.

وبين الجرحى 6 من أفراد الشرطة مُكلفين بالحراسة على أبراج مراقبة منتشرة بطول السور الخلفي للمقر، فيما بقية الجرحى من المارة. وحسب معاينة النيابة العامة، فإن العبوة المتفجرة كانت مغطاة في الصندوق الخلفي للسيارة. وتضررت البناية في شكل كبير من الخارج، وتحول السور الخرساني إلى ركام. وهُدمت بعض شرفات المبنى، كما تضررت بنايات سكنية وحكومية وقصر أثري قريب من موقع الانفجار، ما أظهر أن كمية ضخمة من المتفجرات استخدمت في تفخيخ السيارة.

وبدا الهجوم محاكاة لتفجير مديرية أمن القاهرة في العام 2013، حين اقتربت سيارة من مقر المديرية، قبل أن تتوقف ويستقل قائدها سيارة أخرى كانت إلى جوارها، لتنفجر الأولى محدثة دماراً هائلاً في المبنى. وحينها تبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الهجوم، قبل أن يبايع «داعش» ويطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء».

وفاقم هذا التفجير المخاوف من تعاظم خطر «داعش»، بعدما تأكد وجود خلية تابعة للتنظيم تنشط في العاصمة، إذ إن الهجوم هو الثالث الذي تُستخدم فيه سيارة مُفخخة في أقل من شهرين. وقُتل النائب العام السابق هشام بركات في نهاية حزيران (يونيو) الماضي بانفجار سيارة مُفخخة استهدفت موكبه شرق القاهرة، لكن أي تنظيم لم يتبن المسؤولية عن عملية الاغتيال.

وتبنى «داعش» الشهر الماضي تفجير سيارة مُفخخة أمام مقر القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة، كما تبنى خطف رهينة كرواتي على طريق متاخم للقاهرة قبل ذبحه. وأعلن أمس مسؤوليته عن تفجير مقر الأمن الوطني، ما رسخ الاعتقاد بوجود خلية نشطة تابعة للتنظيم في نطاق القاهرة الكبرى.

وكان خبراء ومسؤولون يجزمون بأن لا وجود لـ «داعش» في العاصمة، إذ غالباً ما ينشط فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء، فيما ينشط تنظيم «أجناد مصر» في القاهرة. لكن منذ مقتل قائد الأخير همام عطية في مواجهة مع الأمن في الجيزة، لم تصدر عنه بيانات بعمليات إرهابية.

ورجح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم نشاط «خلية تابعة لداعش في منطقة الواحات خصوصاً، ففيها خطفوا المواطن الكرواتي ومنها نفذوا هجومين على مكمن الفرافرة العسكري، ومنها أيضاً تنطلق السيارات المُفخخة التي تستهدف مواقع في العاصمة».

وأضاف لـ «الحياة»: «أعتقد بأن التنظيم لا يلجأ إلى العمليات الانتحارية حتى لا يترك خيطاً يمكن من خلاله تتبع تلك الخلية وتوقيف أفرادها». ولم يستبعد حدوث اندماج بين فرع «داعش» ومجموعة من تنظيم «أجناد مصر». وقال: «الكشف عن سفر هشام عشماوي، وهو كان قيادياً في تنظيم أنصار بيت المقدس المؤيد للقاعدة، وعمر رفاعي سرور، وهو كان قيادياً في أجناد مصر الموالي للقاعدة أيضاً، إلى ليبيا، يُمكن من خلاله القول إن هناك من انشق من أجناد مصر، وانضم إلى فرع داعش في مصر».

29 جريحاً بهجوم لـ «داعش» على مقر للأمن الوطني في القاهرة

جُرح 29 شخصا بانفجار سيارة مُفخخة أمام مبنى الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) في حي شبرا الخيمة (شمال القاهرة). وتبنت جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش» الهجوم، ما يعزز وجودها في العاصمة التي شهدت أخيراً هجمات متزايدة تبنتها الجماعة التي كان نطاق عملها محصوراً في سيناء.

ووفق المعلومات الأمنية، فإن سيارة مُفخخة توقفت فجأة أمام مقر الأمن الوطني في الساعات الأولى من صباح أمس، قبل أن يفر قائدها مستقلاً دراجة بخارية كان يقودها رجل آخر وتسير خلف السيارة الملغومة التي انفجرت قبل أن تصلها قوة من المقر رصدت وقوفها في منطقة محظور فيها انتظار السيارات. وأحدث الانفجار دماراً كبيراً في محيط المقر الأمني المُحصن بسور خرساني قلل من الخسائر البشرية داخل المبنى.

وبين الجرحى 6 من أفراد الشرطة مُكلفين بالحراسة على أبراج مراقبة منتشرة بطول السور الخلفي لمقر الأمن الوطني، فيما بقية الجرحى من المارة. وخلّف الانفجار الذي أحدث دوياً هائلاً سُمع في أحياء بعيدة نسبياً من موقعه، حفرة كبيرة لكن ليست عميقة في الشارع المقابل للمقر القابع على كورنيش النيل، عند حدود محافظة القليوبية مع القاهرة التي يسبقها ببضعة كيلومترات مكمن أمني ثابت للشرطة.

والمقر الأمني متاخم لمنطقة مكتظة بالسكان، لكن تطوقه التحصينات، وأمامه مرأب لسيارات الشرطة، وكان شهد دماراً هائلاً أثناء اقتحام المقرات الأمنية إبان الثورة في العام 2011.

وتضررت البناية في شكل كبير من الخارج، إذ دُمرت واجهتها من ناحية كورنيش النيل في شكل كامل، وشوهدت مكيفات هواء، وقد تساقطت جراء الانفجار، وتحول السور الخرساني إلى ركام. وهُدمت بعض شرفات المبنى. وقامت السلطات المحلية على الفور بنصب معدات لترميم المبنى.

وجهاز الأمن الوطني، هو أبرز جهاز معلوماتي معني بمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية، وهو وريث جهاز أمن الدولة الذي غيرت وزارة الداخلية اسمه بعد الثورة، في محاولة لتجاوز الإرث السلبي للجهاز.

وتبنت جماعة «ولاية سيناء» التفجير الذي نُفذ بسيارة ملغومة، وقالت إنه جاء «ثأراً لشهداء عرب شركس»، في إشارة إلى 6 مدانين بالإرهاب والمسؤولية عن قتل ضباط وتنفيذ تفجيرات أعدموا بعدما اعتقلوا من قرية عرب شركس الواقعة في محافظة القليوبية إثر مواجهة دامية مع قوات من الجيش والشرطة.

وطوقت قوات الشرطة والحماية المدنية مقر الأمن الوطني، وأغلقت الطرق المؤدية إليه حتى انتهى الخبراء الأمنيون ومحققو النيابة من معاينة الموقع. وظهر أن كمية ضخمة من المتفجرات استخدمت في تفخيخ السيارة، إذ تضررت بنايات مجاورة للمقر الأمني، سقطت شرفاتها واهتز بعضها من شدته، كما تحطمت نوافذ مجمع محاكم ونيابات قرب موقع الهجوم، وحدثت أضرار بسيطة في قصر محمد علي الأثري القريب من المقر الأمني، وسُمع دوي الانفجار من على مسافة بعيدة.

ودلت المعاينة على أن السيارة المُفخخة من سيارات النقل الصغيرة، وتحفظت السلطات على بعض حطامها، في محاولة للوصول إلى الجناة. وبدا الهجوم محاكاة لتفجير مديرية أمن القاهرة في العام 2013، حين اقتربت سيارة من مقر المديرية، قبل أن تتوقف ويستقل قائدها سيارة أخرى كانت إلى جوارها لتنفجر الأولى محدثة دماراً هائلاً في المبنى.

وحينها تبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الهجوم، قبل أن يبايع تنظيم «داعش»، ويطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء». وفاقم هذا التفجير المخاوف من خطر «داعش»، بعدما تأكد وجود خلية تابعة للتنظيم تنشط في العاصمة، إذ إن هذا الهجوم هو الثالث الذي تُستخدم فيه سيارة مُفخخة في أقل من شهرين.

وقُتل النائب العام السابق هشام بركات في نهاية حزيران (يونيو) الماضي بانفجار سيارة مُفخخة استهدفت موكبه في مصر الجديدة (شرق القاهرة)، لكن أي تنظيم لم يتبن المسؤولية عن عملية الاغتيال.

وتبنى «داعش» الشهر الماضي تفجير سيارة مُفخخة أمام مقر القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة، ما أسقط قتيلاً وخلف أضراراً بالغة في المبنى التراثي. وأقيل بعد التفجير مدير أمن القاهرة. كما تبنى التنظيم خطف رهينة كرواتي من على طريق متاخم للقاهرة، قرب الواحات، وذبحه، وأعلن مسؤوليته أمس عن تفجير مقر الأمن الوطني، ما رسخ الاعتقاد بوجود خلية نشطة تابعة له في نطاق القاهرة الكبرى.

وساد اعتقاد بين خبراء ومسؤولين بأن لا وجود لـ «داعش» في العاصمة، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري حين سُئل عن تقييم بلاده لقدرات التنظيم الإرهابي بعد تفجير القنصلية الإيطالية، فقال في حينها إن تلك المسؤولية لم تثبت صدقيتها، بانتظار انتهاء التحقيقات.

وغالباً ينشط فرع «داعش» المصري في شبه جزيرة سيناء، فيما تنظيم «أجناد مصر» ينشط في العاصمة، لكن منذ مقتل قائد التنظيم همام عطية في مواجهة مع الأمن في الجيزة لم تصدر عنه أي بيانات عن عمليات إرهابية.

واعتاد «أجناد مصر» تبني المسؤولية عن العبوات المُفخخة التي يتم زرعها إلى جوار قوات الأمن في الشوارع. وقُتل أخيراً ضابط في الشرطة جراء إصابته بانفجار عبوة زُرعت أمام محكمة مصر الجديدة، في هجوم تكرر أكثر من مرة في الموقع ذاته.

وقال لـ «الحياة» الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم: «غالب الظن أن خلية تابعة لداعش تنشط في منطقة الواحات خصوصاً، وفيها خطفوا المواطن الكرواتي، ومنها نفذوا هجومين على مكمن الفرافرة العسكري، ومنها أيضاً تنطلق السيارات المُفخخة التي تستهدف مواقع في العاصمة».

ولفت إلى أن «التنظيم لا يلجأ إلى العمليات الانتحارية حتى لا يترك خيطاً يمكن من خلاله تتبع تلك الخلية وتوقيف أفرادها». ولم يستبعد حدوث اندماج بين فرع «داعش» ومجموعة من تنظيم «أجناد مصر» الذي ينشط في القاهرة. وقال: «الكشف عن سفر هشام عشماوي، وهو كان قيادياً في تنظيم أنصار بيت المقدس المؤيد للقاعدة، وعمر رفاعي سرور، وهو كان قيادياً في أجناد مصر الموالي للقاعدة أيضاً، إلى ليبيا، يُمكن من خلاله القول إن هناك من انشق من أجناد مصر، وانضم إلى فرع داعش في مصر… يظهر أن بعض من رفضوا الانضمام إلى داعش من التنظيمين الموالين للقاعدة سافروا إلى ليبيا لقتال داعش هناك».

من جهة اخرى، تمكنت السلطات المصرية أمس من إنقاذ 37 شخصاً، بينهم 27 سائحاً فرنسياً، غرق بهم مركب كانوا يستقلونه في البحر الأحمر قرب مدينة مرسي علم السياحية.

وقالت وزارة الداخلية إن 27 سائحاً فرنسياً و10 عمال مصريين تم إنقاذهم، بعد غرق المركب الذي كانوا يستقلونه إثر اصطدامه بالشعب المرجانية في مدينة مرسى علم في البحر الأحمر. وأوضحت في بيان أنه «أثناء قيام مركب غطس على متنه 27 فرنسياً برحلة غطس من منطقة بورتو غالب إلى مرسى علم، اصطدم بالشعب المرجانية عند الكيلو 30 في منطقة أبو دباب، ما أسفر عن وقوع تلفيات في المركب، وأرسل الطاقم رسالة استغاثة، وتم إنقاذ السياح وطاقم المركب».

وأكدت أن «جميع من كانوا على المركب في حال جيدة، وتم اصطحاب السياح إلى محل إقامتهم في مدينة سفاجا».