التاريخ: آب ١٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
استمرار القتال في تعز وهادي يُطالب بتطبيق القرار 2216
مقاتلات التحالف شنّت غارات على ميناء الحديدة
قال مسؤولون في ميناء الحديدة في اليمن إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية أغارت على الميناء، مع استمرار القتال في مدينة تعز ثالثة كبرى مدن اليمن، إذ حاولت جماعات تقاتل الحوثيين تعزيز التقدم الذي أحرزته اخيراً للسيطرة على المدينة.
 
باتت الحديدة على مسافة نحو 150 كيلومترا غرب صنعاء نقطة رئيسية في الأزمة الإنسانية اليمنية التي وصفتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاسبوع الماضي بأنها حرجة.
وقال مسؤولون إن الغارات الاخيرة دمرت أربع رافعات في الميناء وأصابت مخازن وتسببت بتوقف العمل. ولم ترد معلومات عن موجودات المخازن.

وسبق لجماعات إغاثة أن اشتكت من أن الحصار البحري الذي يفرضه التحالف حال دون دخول مساعدات إلى اليمن. واتهم التحالف الحوثيين بالاستيلاء على شحنات مساعدات لاستغلالها في أغراض الحرب.

وكانت جماعات يدعمها التحالف قد أخرجت الحوثيين من بعض المحافظات الجنوبية منذ أواخر تموز الماضي، وعلى رغم أن ذلك سمح بوصول المساعدات إلى عدن في الجنوب فلا تزال الأزمة الإنسانية في وضع حرج في بقية المناطق.

وإلى جانب التقدم من الجنوب، تقاتل القوات التي يدعمها التحالف أيضا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على جبهة ثانية حول مأرب شمال شرق صنعاء.

وأكدت مصادر المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي في محافظة تعز بجنوب غرب اليمن استمرار تقدمها وتطهير أحياء المدينة من ميليشيات الحوثيين وعلي صالح، كما أكدت أنها سيطرت على حي الجحملية الذي يعد المعقل الأكبر للميليشيات في المدينة وعثرت على مخازن أسلحة وأسرت عدداً من المقاتلين وسيطرت على مواقع استراتيجية أسفل جبل صبر.

وقالت ان المقاومة استعادت تماماً حي ثعبات ومبنى إذاعة تعز، وقت عمدت الميليشيات الى إشاعة الفوضى في بعض الأحياء وفتحت المواقع الحكومية للمواطنين لنهبها . كما فتحت أبواب قصر صالة التاريخي في مديرية صالة ودخل عشرات المواطنين لنهب مقتنياته. وأشارت إلى أن الميليشيات كانت قد حولت قصر صالة إلى معتقل للناشطين والمعارضين لهم خلال الفترة السابقة.

والى احتفاظ المقاتلين الحوثيين ووحدات من الجيش موالية لعلي صالح بموطئ قدم لهم في تعز، فهم يسيطرون على المرتفعات الشمالية وسهل ساحلي مطل على البحر الأحمر يصل ‭‬‬‬جنوبا إلى إب التي حقق فيها مقاتلون يدعمهم التحالف العربي تقدما الأسبوع الماضي.
وتقع إب على مسافة نحو 50 كيلومتراً شمال تعز وتبعد 200 كيلومتر عن ميناء الحديدة في الاتجاه الجنوبي الشرقي.
 
"احتلال" سفارة الامارات
ونددت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة باحتلال جماعة الحوثي مبنى سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء مساء الاثنين ، مطالبة بإخلاء مقر السفارة فورا وإعادة تسليمها إلى موظفيها.
وتحدثت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان عن احتفاظها بحقها في إحالة مرتكبي هذا الاعتداء على المساءلة والعدالة. وقالت "إن هذا العمل دليل آخر على أن الجماعة التي ارتكبته لا تضع أي اعتبار أو احترام للمواثيق الدولية والأعراف الديبلوماسية، وتمارس شريعة الغاب".

وشددت على أن احتلال مقر سفارتها واخلاءها من موظفيها "لن يثني دولة الإمارات عن موقفها الداعم لعودة الاستقرار إلى ربوع اليمن الشقيق ". واعتبرت أن "هذا العمل الإجرامي يعد انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي ولاتفاق

فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والمتعلق بالحصانات التي تتمتع بها السفارات الأجنبية وقرار الجمعية العمومية (69 / 121) المعني بالنظر في اتخاذ تدابير فعالة لتعزيز حماية وأمن وسلامة البعثات الديبلوماسية والقنصلية والممثلين الديبلوماسيين والقنصليين والذي أقر في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في كانون الاول 2014".
 
هادي
وفي الرياض، عقد الرئيس هادي اجتماعاً استثنائيا مع نائبه رئيس الوزراء خالد بحاح وعدد من الوزراء وأعضاء الهيئة الاستشارية التابعة له.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أنه نوقشت في الاجتماع التطورات في اليمن بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظات عدن وأبين ولحج وتعز والضالع.

وأوضح هادي أن كل المحافظات في طريقها إلى التحرر من المليشيات الانقلابية . وحيا "قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في كل المحافظات ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية"، مبرزاً "ضرورة القضاء عليها وبناء اليمن الجديد القائم على الحرية والمساواة وسيادة القانون".

ودعا "جميع أبناء اليمن إلى التكاتف والالتفاف حول الشرعية الدستورية والالتحاق بالمقاومة الشعبية للإسراع باستعادة الشرعية وبسط سلطة الدولة على كل أرجاء الوطن".

وشدد على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن وخصوصاً باليمن وخاصة القرار 2216 "وعودة الشرعية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني وبناء دولة النظام والقانون يتساوى فيها الجميع" ، مشيرا إلى "أن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية المرتكزة على القرار 2216".

وأشاد بـ"الجهود والمساندة التي تقدمها قوات التحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن والتي كان لها دور كبير في الانتقال من مرحلة المقاومة إلى الانتصار وتطهير المدن من القوى الانقلابية. كما أشاد بدور الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والجهود التي يبذلها من أجل إخراج اليمن من أزمته".