التاريخ: آب ١٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تمديد هدنة الزبداني إلى الأحد لافروف يطالب بتوحيد المعارضة
مقاتلو الجبهة الجنوبية يحرزون تقدماً في منطقتين بمدينة درعا
أفادت مصادر من طرفي الصراع الدائر في سوريا أمس أنه تقرر تمديد وقف النار في بلدة الزبداني بريف دمشق وبلدتي الفوعا وكفريا بمحافظة اللاذقية حتى غد الأحد.

وسبق لمصادر شاركت في مفاوضات الهدنة ان قالت ان هدفها الاتفاق على انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني وإجلاء المدنيين من القريتين الشيعيتين في شمال غرب البلاد.
وصرح مصدر من مقاتلي المعارضة: "ليس هناك اتفاق نهائي بعد لكن المحادثات مستمرة".
وأوضح مسؤول قريب من الحكومة السورية أن المفاوضات تسير ببطء.

وكانت الزبداني محور حملة شنها الجيش السوري و"حزب الله" اللبناني طوال أسابيع من أجل إجبار مقاتلي المعارضة الذين لا يزالون يتحصنون في داخلها على الانسحاب. وكذلك استهدف المقاتلون القريتين الشيعيتين في هجوم مواز. وقادت "حركة أحرار الشام" المفاوضات عن جماعات المعارضة.
وساعدت إيران التي تدعم "حزب الله" والرئيس السوري بشار الأسد في التوصل إلى وقف النار وكذلك تركيا التي تدعم جماعات معارضة تقاتل الأسد.

وقال المسؤول القريب من الحكومة السورية إن من المواضيع التي نوقشت إنشاء ممر آمن للمقاتلين المصابين الذين يريدون مغادرة الزبداني، ثم انسحاب جميع المقاتلين في ما بعد. وأضاف أن مقاتلي المعارضة قدموا قائمة بأسماء المصابين الذين يريدون إجلاءهم في البداية.

ويزور مدير العمليات الانسانية التابعة للامم المتحدة ستيفن أوبراين سوريا للمرة الاولى خلال الاسبوع المقبل في اطار السعي لتحسين القدرة على ايصال المساعدات الى هذا البلد. وأوبراين، الذي خلف في ايار فاليري اموس، سيجري محادثات مع مسؤولين سوريين في دمشق ويأمل في لقاء لاجئين في حمص وفي البقاع اللبناني.

سياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اجرى محادثات مع وفد من المعارضة السورية برئاسة هيثم مناع، أن موسكو تسعى بالتعاون مع شركائها من دول الخليج والمنطقة بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, إلى توحيد قوى المعارضة السورية في أقرب وقت.

أما مناع فوصف اللقاء مع لافروف بأنه كان عميقاً وبناء، موضحاً أنه تناول مسائل مهمة، كمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف موسع لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ومصير الرئيس الأسد.

الى ذلك، أعلن رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" خالد خوجة الذي كان التقى لافروف في موسكو الخميس ان روسيا "ليست متمسكة بشخص بشار الاسد" انما بالدولة السورية. 

لافروف للمعارضة السورية: لا يمكن ترك الوضع في سوريا كما هو 

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى استقباله وفداً من المعارضة السورية برئاسة هيثم مناع، أن ترك الوضع في سوريا كما هو أمر غير مقبول، مع تقدم مقاتلي المعارضة على جبهة درعا.

قال لافروف مخاطباً أعضاء وفد لجنة المتابعة لمؤتمر "القاهرة 2": "هذه الزيارة لموسكو ليست الأولى لكم، لكن ما يميزها عن لقاءاتنا السابقة، هو أننا نجتمع هذه المرة في جو من التفاهم المشترك يجمع على أن الوضع الحالي في سوريا غير مقبول". وأبرز ضرورة تكثيف الجهود الدولية بقدر كبير من أجل دفع التسوية السياسية قدماً على أساس بيان جنيف ومبادرات المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا،. وأضاف: "إننا واثقون من أن ذلك يتطلب منا المساهمة في توحيد أطياف المعارضة كافة على أساس قاعدة بناءة مبنية على العناية بمستقبل سوريا بالحفاظ على وحدة أراضيها".

ولاحظ أنه "في هذه الأيام تسعى روسيا الى جانب دول المنطقة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في توحيد قوى المعارضة السورية كافة من أجل معاودة عملية جنيف". وقد "اتضح للجميع حتى للأطراف الذين شككوا سابقا في أولوية مهمة مكافحة الإرهاب، أن الشيء الأهم يكمن في الحيلولة دون استيلاء الإرهابيين على مزيد من الأراضي".

مناع
أما مناع، فقال إن المعارضة السورية تشاطر الجانب الروسي ثقته بأن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى أية نتيجة. و"إننا نعتقد أن الجبهة المؤيدة للحل السياسي سورياً وإقليمياً ودولياً تتسع... ظهرت هناك فرصة حقيقية لإنجاح الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الحل، وهو أمر يتطلب من السوريين أن يكونوا أكثر عقلانية وواقعية من أجل التوصل إلى حل قابل للتحقق".

ووافق لافروف على عدم جواز استمرار الوضع الحالي، لانه إذا استمر، فلا يمكن أن يساهم ذلك فعلاً وحقيقة في مكافحة الإرهاب. وأكد ضرورة الدخول في "مسار جنيف 3"، باعتبار أن إطلاق العملية سيفتح آفاقاً ويوجد أمالا لدى المواطن السوري في الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه سوريا.

وشدد على أن "الشروع في الحل السياسي يعد الخطوة الأولى نحو إرغام الإرهاب في سوريا على التراجع، لأن ذلك سيتيح استعادة الوضع الطبيعي للمجتمع السوري ليحل نظام ديموقراطي يخدم جميع السوريين محل الديكتاتورية والإرهاب".

خوجة
الى ذلك، أعلن رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" خالد خوجة غداة لقائه لافروف ، ان موسكو "ليست متمسكة بشخص (الرئيس السوري) بشار الاسد" انما بالدولة السورية. وقال :"ما وجدناه هنا من القيادة الروسية ليس تمسكاً بشخص بشار الاسد وانما تمسك بالدولة السورية ووحدة اراضيها والحفاظ على مؤسساتها".
وجدد دعوته الى رحيل الاسد، قائلاً: "لم يعد لديه أي دور يضطلع به في مستقبل سوريا... ان النظام الذي انسحب امام داعش وسلمه العديد من المناطق الاستراتيجية واستورد ميليشيات طائفية لقتل الشعب السوري ويضرب الاسواق الشعبية والتجمعات السكانية بكل الاسلحة المتاحة هو مصدر للارهاب وللفوضى في المنطقة وبالتالي لا يمكن ان يكون شريكا في محاربة الارهاب". وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا :"لطالما قلنا اننا لا ندعم الاسد شخصياً بل ندعم الرئيس السوري المنتخب شرعيا".

مقاتلو الجبهة الجنوبية يحرزون تقدماً في منطقتين بمدينة درعا
ميدانياً، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان مسلحي الجبهة الجنوبية المعارضة أحرزوا تقدماً على الارض خلال معارك عنيفة مع قوات النظام في محيط مدينة درعا جنوب سوريا.
وقال ان مسلحي الجبهة الجنوبية سيطروا على حاجزي المفطرة وتل زعتر في محيط مدينة درعا حيث استخدم الطرفان القذائف والرشاشات الثقيلة في الاشتباكات المسلحة.

وفي مدينة اللاذقية الساحلية أوردت وكالة "سوريا مباشر" المعارضة ان مسلحي المعارضة سيطروا على تلتين استراتيجيتين على اطراف جبل التركمان في ريف اللاذقية اثر اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي وقوات الدفاع الوطني المساندة له.

وأوضح أن مجموعة من المسلحين بدأت هجومها باقتحام أحد محاور قرية بيت حليبية في جبل التركمان استطاعت من خلاله السيطرة على اولى النقاط الدفاعية لمرصد بيت حليبية ، وهي تلة الزيارة ، وتقدمت بعدها لتفرض سيطرتها على التلة الخضراء ، مشيرة الى ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل وجرح عدد من افراد قوات النظام.
وأشارت الى ان الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط التلتين في محاولة من مسلحي المعارضة لإحراز مزيد من التقدم.