التاريخ: آب ٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الإيزيديون يُحيون الذكرى الأولى لمأساتهم ومعصوم دعا إلى توثيق دولي لجرائم "داعش"
بغداد – فاضل النشمي 
على رغم بقاء الامور على حالها واستمرار مأساتهم، احيا آلاف الايزيديين المقيمين في محافظة اقليم كردستان وبعض المدن الاوروبية الذكرى السنوية الاولى لاجتياح تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) مناطق وجودهم في جبل سنجار وناحية بعشيقة في محافظة نينوى.
 
وقد عمد "داعش" بعد سيطرته على المناطق الايزيدية في 3 آب 2014، الى قتل وتشريد وسبي الآلاف من نسائهم ورجالهم، الامر الذي ينظر اليه على نطاق واسع في العراق وخارجه على انه اكبر واخطر جريمة ابادة وتشريد تعرض لها الايزيديون في تاريخهم المعاصر.

وابلغت مصادر ايزيدية "النهار" ان وقفات احتجاج واستنكار واسعة نظمها ايزيديون من مختلف الاعمار في محافظات الاقليم (اربيل والسليمانية) وبعض المدن الاوروبية التي فيها جاليات ايزيدية. وكانت الوقفة الكبرى في قضاء الشيخان، حيث مرقد الشيخ عدي بن مسافر موجه الديانة الايزيدية وزعيمها الاكبر. وقد حملت أكثر اللافتات التي رفعها المحتجون مطالبات بالحماية الدولية للايزيدين، كما ركزت على اعتبار ما حدث جريمة "ابادة"جماعية.

ويشار الى ان غالبية الايزيديين الذي بلغ عددهم نحو 500 الف شخص نزحوا الى اقليم كردستان المجاور بعد سيطرة "داعش" على مناطقهم في محافظة نينوى. واستنادا الى مصادر ايزيدية، فان أكثرهم يرغبون في ترك العراق بعد ما تعرضوا له من تنكيل على يد "داعش". وأكدت المصادر ان المئات من عائلات الشباب الايزيدين فرت الى تركيا على أمل الحصول على لجوء في احدى الدول الغربية. وكانت التقارير تحدثت عقب سيطرة "داعش" على مناطقهم، عن اقدام التنظيم المتطرف على سبي ما لا يقل عن 3500 امرأة ايزيدية.

تأبين في بغداد
وأقام مجلس النواب العراقي احتفالاً تأبينيا في ذكرى المجزرة، حضره رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الى عدد كبير من المسؤولين واعضاء مجلس النواب.

وقال معصوم في كلمة له إن "الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية"، معتبرا ان "المعاناةُ الهائلة التي طاولت المواطنين الايزيديين واحدةً من العلامات الأبرز على الطابعِ الاجرامي لارهابيي داعش وعلى خروجِهم على جميعِ الأعرافِ السماوية والانسانية". ودعا إلى "توثيق دولي لجرائم التنظيم ضد الأيزيديين".

ورأى الجبوري، أن حل مشكلة الايزيديين في قضاء سنجار يبدأ من تحرير نينوى من سيطرة "داعش"، وعد ذلك مرهوناً بـ"الجدية" في إقرار قانون الحرس الوطني الذي سيمثل الترسانة الأولى لقوة الانقضاض، لافتاً الى أن "وضع حجر الأساس لعملية التنمية والترميم المادي والنفسي لا يمكن أن يتم ما لم نفرغ من إزاحة هذا الغريب من أرضنا عبر جهد مشترك يتعاون فيه أطراف الدولة في البعدين الأمني والعسكري".