التاريخ: آب ٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
غليان مناخي وشعبي في العراق بسبب نقص الكهرباء والفساد
تظاهرات في بغداد والمحافظات تطالب بتوفير الخدمات الحياتية
بغداد - فاضل النشمي 
استناداً الى دائرة الارصاد الجوية، لم تسجل حرارة الجو التي بلغت 52 درجة مئوية خلال الايام الاربعة الاخيرة، في العراق منذ نحو ثلاثة عقود. وفي ضوء ذلك، انعكس الغليان المناخي غلياناً شعبياً حاداً تمثل في خروج آلاف المتظاهرين غالبيتهم من الشباب في تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير وسط بغداد، احتجاجا على نقص التجهيز في الطاقة الكهربائية وشبهات الفساد الواسعة في وزارة الكهرباء منذ اكثر من عقد من الزمان، كما قال منظمو التظاهرة.

وكانت مجموعة من الصحافيين والناشطين المدنيين دعت قبل ايام الى التظاهرة التي انطلقت مساء الجمعة في ساحة التحرير. وركز المتظاهرون اهازيجهم وهتافاتهم على محاربة الفساد وخصوصاً في وزارة الكهرباء التي عجزت عن استكمال منظومة الكهرباء بعد مرور 12 سنة وانفاق مليارات الدولارات دون نتيجة. وقد استلهم بعض المتظاهرين اهزوجة "فوك داعش والبلاء ... انوب ماكو كهرباء" التي رفعها متظاهرون في محافظة ميسان الجنوبية قبل أيام. وكانت الاهزوجة الابرز "باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرامية".

ورفع بعض المتظاهرين لافتة كتب فيها "طفوا الكيزر يا مواطنين"، في اشارة ساخرة الى تصريحات وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، الذي عزا ضعف تجهيز الطاقة الى اصرار بعض الاسر العراقية على تشغيل الكيزر (سخان المنزل) في الصيف، الامر الذي لم يصدقه أحد وخصوصاً مع وصول مياه الخزانات المنزلية الى درجة الغليان بسبب حرارة الجو!

وقال المدرس في الجامعة المستنصرية ستار عواد لـ"النهار": "الاحباط وسوء الاوضاع بالنسبة الى الكهرباء وغيرها دفعانا الى التظاهر، هناك شعور بأن السكوت عن هؤلاء خطأ كبير، تصرفاتهم وفسادهم دفعت البلاد الى الهاوية". وأضاف: "التظاهرة اعادة ما تبقى من روحنا الوطنية التي كادت ان تنعدم بسبب هذه الطغمة الفاسدة المهيمنة على كل مقدرات البلد".
 
رئاسة الوزراء
وعلى رغم عدم تعرض المتظاهرين لرئيس الوزراء حيدر العبادي نظراً الى قصر المدة الزمنية التي تولى خلالها رئاسة الوزراء، اضافة الى تحدي الحرب ضد "داعش"، فان رئاسة الوزراء نظرت بقلق كبير الى التظاهرة ما دفعها الى عقد اجتماع طارئ مع الوزير الفهداوي.
وصدر بيان عقب الاجتماع أكد "متابعة مشاكل الكهرباء والضعف الذي اصاب المنظومة الكهربائية".

النجف
الى ذلك، خرج مساء السبت مئات المتظاهرين في النجف تضامناً مع متظاهري بغداد، وأفادت أنباء ان متظاهراً واحداً سقط بنيران الشرطة المحلية بعدما اطلقت الرصاص الحي في اتجاه المتظاهرين الغاضبين الذين انهالوا بالضرب بزجاجات الماء الفارغة على نائب رئيس مجلس محافظة النجف لؤي الياسري الذي حضر للتفاوض مع المتظاهرين. الا انهم رفضوا التفاوض معه واتهموه وسائر اعضاء مجلس المحافظة بالأزمة التي تعيشها المحافظة في مجال الخدمات.
وفي محافظة كربلاء المجاورة لمحافظة النجف، خرج المئات متظاهرين ومنددين بضعف تجهيز الكهرباء وبشبهات الفساد في عقود الكهرباء.

البصرة
وتظاهر المئات من أهالي محافظة البصرة السبت، احتجاجاً على عدم توافر الخدمات وخصوصاً الكهرباء والماء، ودعوا الحكومتين المحلية والمركزية الى الوفاء بالوعود واطلاق الدرجات الوظيفية للخريجين.
وأفادت مصادر في المدينة أن أكثر من 500 شخص من أهالي محافظة البصرة تظاهروا أمام ديوان المحافظة وسط المدينة احتجاجاً على عدم توافر الخدمات في المحافظة.
ويشار الى ان وزارة الكهرباء تقول إن العراق في حاجة الى 21 الف ميغاواط من الكهرباء، فيما لا يتجاوز انتاجه الـ 11 الف ميغاواط.